Erbil 28°C السبت 06 كانون الأول 03:08

مباحثات الهدنة في غزة تستأنف نهاية الأسبوع وحـ.مـاس تتمسك بمطالبها

Zagros TV

ا ف ب

تٌستأنف خلال عطلة نهاية الأسبوع في القاهرة المباحثات سعياً للتوصل الى هدنة بين إسرائيل وحماس في غزة، مع تأكيد الحركة الفلسطينية تمسّكها بمطالبها لوقف الحرب في القطاع المدمّر والمهدّد بالمجاعة، والتي تدخل الأحد شهرها السابع.

ويتوقع أن يصل مسؤولون من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الى العاصمة المصرية، لاستكمال البحث في اتفاق يتيح وقف القتال لإدخال مزيد من المساعدات، والإفراج عن رهائن إسرائيليين في القطاع، مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

ومع تصاعد الحصيلة البشرية والأزمة الانسانية وخطر المجاعة في القطاع الذي يقطنه 2,4 مليون نسمة، شدّدت واشنطن الداعمة لإسرائيل من لهجتها حيال الدولة العبرية هذا الأسبوع.

وأبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بضرورة حماية المدنيين والتوصل الى "وقف فوري لإطلاق النار" يتيح الإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لوكالة فرانس برس مساء الجمعة إن بايدن "كتب اليوم للرئيس المصري وأمير قطر بشأن وضع المحادثات وحضهما على الحصول على التزامات من حماس بالموافقة على اتفاق والالتزام به".

وشدد على أن "وقف إطلاق النار كان ليتحقق في غزة فيما لو وافقت حماس ببساطة على الإفراج عن الفئة الأكثر ضعفا من الرهائن: المرضى والمصابون والمسنّون والشابات".

وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وليام بيرنز سيتوجه الى القاهرة حيث سيلتقي رئيس الموساد ديفيد برنيع، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل.

كما أعلنت حماس في بيان أن وفداً برئاسة القيادي خليل الحية "سيتوجه غداً الأحد الى القاهرة استجابة لدعوة الأشقاء في مصر".

وذكّرت الحركة بأن مطالبها لتحقيق الهدنة "تتمثل بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين الى أماكن سكناهم وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، وصفقة تبادل أسرى جادة". 

وأكدت أن هذه "مطالب طبيعية لإنهاء العدوان، ولا تنازل عنها". 

- استعادة جثة رهينة -
وتشهد المحادثات تعثّرا منذ أسابيع، وسط تبادل اتهامات بين حماس وإسرائيل "بالمراوغة" و"التشدد".

وسبق للطرفين أن توصلا الى هدنة لمدة أسبوع أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، أتاح الإفراج عن أكثر من مئة رهينة وإطلاق سراح 240 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أوقع 1170 قتيلا غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وردت إسرائيل متعهدة بـ"القضاء" على حماس، وهي تشن منذ ذلك الحين حملة قصف مكثف وهجوم بري واسع النطاق، ما تسبب بمقتل 33137 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في حكومة حماس، وخلف دمارا هائلا وكارثة إنسانية خطيرة في قطاع غزة.

كما خُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصاً ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.

وتثير قضية الرهائن ضغوطا داخلية متزايدة على الحكومة الإسرائيلية، مع تحركات حاشدة في الشارع تطالب بإبرام اتفاق لإعاداتهم الى عائلاتهم.

والسبت، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه استعاد خلال الليل جثة رهينة في خان يونس بجنوب قطاع غزة.

وأفاد الجيش بأن إلعاد كتسير الذي كان عمره 47 عاما عند خطفه من كيبوتس نير عوز خلال هجوم حماس، "قتل بحسب معلومات خلال أسره بأيدي منظمة الجهاد الإسلامي الإرهابية". 

وأطلق سراح والدته هانا التي خطفت معه، في 24 تشرين الثاني/نوفمبر خلال الهدنة، بينما قُتل والده أفرام خلال الهجوم على الكيبوتس، وفق الجيش.

وأكد الجيش أن "مهمتنا تحديد مكان الرهائن وإعادتهم إلى الديار".

ووجهت شقيقة كتسير انتقادات الى المسؤولين الإسرائيليين، معتبرة أن إبرام اتفاق هدنة مع حماس كان ليتيح عودة شقيقها على قيد الحياة.

وكتبت كارميت بالتي كتسير عبر فيسبوك "قيادتنا جبانة وتدفعها الاعتبارات السياسية، ولذلك لم يتم التوصل الى هذه الصفقة"، مضيفة "رئيس الوزراء، حكومة الحرب، وأعضاء الائتلاف: انظروا الى أنفسكم في المرآة وقولوا إن أيديكم غير ملطخة بالدماء".

- ضغوط لمزيد من المساعدات -
ويتواصل القصف والعمليات العسكرية بلا هوادة في أنحاء مختلفة من القطاع.

وأفاد الجيش الإسرائيلي السبت عن "عمليات دقيقة" ومعارك تمّ خلالها "القضاء على إرهابيين" في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع والتي تعرّضت لدمار واسع بعدما باتت منذ أشهر مسرحا للقصف والعمليات العسكرية.

وأفاد بيان لوزارة الصحة التابعة لحماس أنه خلال 24 ساعة وحتى صباح السبت سجّل مقتل 46 شخصا جراء قصف إسرائيلي في أنحاء مختلفة من القطاع.

وتتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل في الأيام الأخيرة خصوصا لجهة السماح بإدخال مزيد من المساعدات الانسانية.

وطالب مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بوقف أي مبيعات أسلحة لإسرائيل، في قرار عبّر عن مخاوف من وقوع "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

وأعلنت إسرائيل الجمعة السماح بنقل المساعدات "مؤقتا" عبر ميناء أسدود الواقع على بعد حوالى 40 كيلومترا إلى شمال غزة، ومن خلال معبر إيريز (بيت حنينا) بينها وبين شمال القطاع.

كما ستسمح "بزيادة المساعدات الأردنية عبر معبر كرم أبو سالم" بين إسرائيل وجنوب القطاع.

وأعلن بايدن الجمعة أن اسرائيل تقوم بما طلبته الولايات المتحدة على صعيد إيصال المساعدات الى غزة، وذلك غداة تحذير وجهه الى نتانياهو. 

- الجوع "مأساة جديدة" -
من جانبه، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن التدابير التي أعلنتها إسرائيل "مشتتة" وغير كافية، فيما قال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة السبت إن الحرب في غزة "خيانة للانسانية".

وحذرت رئيسة منظمة "سايف ذا تشيلدرن" غير الحكومية في الولايات المتحدة جانتي سوريبتو خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بأن "الموجة المقبلة من الوفيات الجماعية بين الأطفال في غزة لن تأتي بسبب الرصاص والقنابل، بل بسبب الجوع وسوء التغذية".

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لفرانس برس إن "قضية المجاعة" في مناطق شمال القطاع "مأساة جديدة يعيشها المواطن".

وأضاف "الأطفال يموتون من الجوع، النساء الحوامل لا يستطعن الحفاظ على جنينهن، كما لا تستطيع من أنجبت توفير الحليب لرضيعها، فالمواد الأساسية غير متوفرة في قطاع غزة، وإن كانت متوفرة فهي شحيحة بشكل كبير، وما يدخل القطاع والمناطق الشمالية من إمكانيات ومعدات ومواد أساسية لا يكفي بالمطلق حاجة القطاع".

- توضيحات "غير كافية" -
وتدخل المساعدات الخاضعة لمراقبة إسرائيلية صارمة بكميات ضئيلة جدا إلى قطاع غزة من خلال معبر رفح مع مصر، كما تقوم بعض البلدان بإلقاء مساعدات جوا، غير أن ذلك لا يكفي لتلبية حاجات السكان الهائلة.

وحذرت منظمات غير حكومية دولية بأنه من المستحيل العمل بأمان في القطاع وعلقت بعضها عملياتها بعد مقتل سبعة عاملين إنسانيين في منظمة "وورلد سنترل كيتشن"، ومقرها في الولايات المتحدة، بينهم ستة أجانب، الإثنين بضربات نفذتها مسيّرة إسرائيلية.

وأقر الجيش الإسرائيلي بارتكاب سلسلة "أخطاء جسيمة"، مؤكدا أنه ظن بأنه كان يستهدف "مسلحا من حماس" عندما قصف ثلاث سيارات كانت موكبا للمنظمة.

وطالبت "وورلد سنترال كيتشن" بتشكيل لجنة تحقيق "مستقلة"، فيما دعت بولندا التي قضى أحد مواطنيها في الضربة بإجراء "تحقيق جنائي" بتهمة "القتل".

كما اعتبرت أستراليا السبت أن ما عرضته إسرائيل حول مقتل عاملة إنسانية أسترالية "غير كافٍ".
 

الأخبار الشرق الاوسط

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.