زاكروس– أربيل
جرت اليوم الخميس مراسم توقيع وثيقة "مشروع صمود الإنسان والتنوع البيولوجي في أهوار بلاد الرافدين"، بين وزارة الموارد المائية، وممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق (UNDP).
تقع أهوار بلاد ما بين النهرين في العراق بين نهري دجلة والفرات، وهي موطن لمئات الحيوانات البرية المتنوعة، وهي أكبر مساحةً من الأراضي الرطبة في الشرق الأوسط ، بالإضافة إلى آلاف العراقيين "الضعفاء" وفق تعبير المنظمة الدولية.
يعود انطلاق المشروع إلى 17 أيلول من العام الماضي، حيث أعلن وزير الموارد المائية الاتحادي، عون ذياب، إطلاق المشروع بتمويل ودعم من منظمة الأمم المتحدة للتعاون الإنمائي والسفارة الكندية "بمنحة تبلغ 3 ملايين و700 ألف دولار أمريكي، لدعم المشروع ولمدة ثلاث سنوات"
كما سبق أن أكد الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي، آوكي لوتسما:“يهدف هذا المشروع المشترك إلى حماية الموطن التاريخي لهذه المجتمعات من خلال تشجيع القوانين والأنظمة التي تحمي الحياة البرية المهددة بالانقراض والتي تسمي الأهوار “الوطن”. وأضاف: "تركز أنشطة المشروع على رفع مستوى الوعي وخلق فرص اقتصادية ومعيشية تتناغم مع هذه البيئة وتساهم في استعادة تنوعها البيولوجي الدقيق".
المشروع، والذي سيستمر حتى آذار/مارس 2026، سيتم تنفيذه من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تحت قيادة مركز استعادة الأهوار والأراضي الرطبة في وزارة الموارد المائية العراقية. تهدف الأنشطة الحيوية للمشروع إلى استعادة النظم البيئية الفريدة والتنوع البيولوجي للموقع التراثي الأكثر شهرة في البلاد.
كذلك تشمل بعض الأنشطة الرئيسية تحسين الانظمة المتعلقة بالصيد المستدام وصيد الأسماك وتجهيز الشرطة البيئية وزيادة قدرة الشرطة والمجموعات النسائية والمنظمات غير الحكومية على إنفاذ هذه القوانين. يعد تعزيز المعرفة التقليدية للنساء العربيات في الأهوار أمراً بالغ الأهمية من خلال التدريب على بناء القدرات لزيادة فرصهن الاقتصادية، مع تحسين التكيف مع التغير المناخي في الأهوار. وفق المنظمة الأممية.
والعراق خامس أشد البلدان تضرراً من التغير المناخي بحسب الأمم المتحدة، كما أنه شهد منذ العام 2020 أزمة مياه خطيرة تصاعدية جراء شح الأمطار و"حرب المياه" التي شنتها عليه دول المنبع (تركيا، وإيران، وسوريا) لتبلغ الأزمة ذروتها خلال العام الماضي حيث انخفضت مناسيب نهريّ دجلة والفرات إلى مستويات غير مسبوقة، لدرجة أن قاع النهرين جف تماماً في بعض المناطق التي يمران بها.
في مناطق أخرى انخفض إلى حد لم يعد بإمكان محطات مياه الشرب سحب الماء لكدورته، وأيضاً لتدنيه إلى أقل من نصف متر، إلى جانب انخفاض كبير في السدود والبحيرات والخزانات المائية، وتحول الأهوار الجنوبية إلى أراضٍ جافة.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن