Erbil 24°C الجمعة 20 أيلول 20:26

وسط استمرار القصف.. إحياء آمال التوصل لهدنة في غزة وإفراغ حمولة أول سفينة مساعدات

Zagros TV

ا ف ب

تجدد الأمل بالتوصل لهدنة في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس منذ أكثر من خمسة أشهر في قطاع غزة المحاصر في حين تم صباح السبت إفراغ حمولة أول سفينة نقلت 200 طن من الأغذية في مدينة غزة تمهيدًا لتوزيعها على السكان المتضورين جوعًا.

في غضون ذلك، لم يهدأ القصف والغارات الإسرائيلية طوال الليل. وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة التابعة للحركة أشرف القدرة صباح السبت مقتل 36 شخصا في ضربة استهدفت عند السحور في ليلة الجمعة الأولى من رمضان، منزلًا يؤوي عشرات النازحين من عائلة الطباطيبي وأنسبائهم، بينهم أطفال ونساء حوامل، في مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة. 

في مستشفى "شهداء الأقصى" في دير البلح القريبة، وقف محمد الطباطيبي (19 عاما) وهو مصاب في يده اليسرى، بين عشرات الجثث الملقاة على الأرض في ساحة قسم الطوارئ يبكي عائلته. 

وقال وسط دموعه "هذه أمي وهذا أبي وهذه عمتي وهؤلاء أخوتي... قصفوا البيت ونحن فيه. كانت أمي وعمتي تجهزان طعام السحور... كلهم استشهدوا، لا أعرف لماذا قصفوا البيت وعَملوا مجزرة".

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه استهدف مقاتلين لحماس "في منطقة النصيرات بناء على معلومات استخباراتية... ووجهت قوات الجيش طائرة لضرب الإرهابيين". لكنه لم يشر إلى استهداف منزل العائلة النازحة.

وفي مدينة رفح في الجنوب، أكد القدرة "استشهاد عصام ضهير مؤذن مسجد حمزة وابنيه باسل ومحمد وهم حول مائدة السحور في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزل العائلة في منطقة خربة العدس". وهو ما أكده أفراد من العائلة.

واتهم الاعلام الحكومي التابع لحماس الجيش الإسرائيلي بارتكاب "جريمة مكتملة الأركان" باستهداف "أكثر من 12 منزلًا" خلال الليل وتنفيذ "أكثر من 60 غارة جوية" وقصف مدفعي مكثف على كافة أنحاء القطاع، متحدثا عن اشتباكات خصوصا في حي الزيتون في مدينة غزة وفي عدة مناطق في خان يونس في الجنوب. 

وقالت وزارة الصحة إنه حتى صباح اليوم الثاني والستين بعد المئة للحرب "وصل الى المستشفيات 63 شهيدًا غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، جراء ارتكاب الاحتلال لمجازر بحق المدنيين، ولا يزال عشرات مفقودين تحت الأنقاض".

من جانبها، أعلنت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي "إطلاق رشقة صاروخية من غزة باتجاه سديروت ومستوطنات غلاف غزة"، حيث أطلقت صفارات الإنذار. ولم يتم الإعلان عن إصابات في الجانب الإسرائيلي.

- التطلع إلى هدنة -
اقترحت حركة حماس الجمعة اتفاق هدنة من ستة أسابيع يتضمن مبادلة رهائن بأسرى فلسطينيين، في ما اعتبر موقفًا أكثر مرونة بعد أن كانت تطالب بوقف إطلاق نار نهائي قبل أي اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.

وقال قيادي في حماس لوكالة فرانس برس إن الحركة مستعدة للإفراج عن 42 رهينة إسرائيليين من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، على "أن تفرج إسرائيل عن 20 الى 30 أسيرا فلسطينيا مقابل كل محتجز إسرائيلي". وتطالب الحركة بالإفراج عن 30 إلى 50 معتقلا فلسطينيا في مقابل الإفراج عن كل جندي محتجز لديها. وتحدثت عن استعدادها لأول مرة للإفراج عن مجندات. 

كذلك، تشمل المرحلة الأولى المقترحة "الانسحاب العسكري من كافة المدن والمناطق المأهولة في قطاع غزة وعودة النازحين بدون قيود وتدفق المساعدات بما لا يقل عن 500 شاحنة يوميا".

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة أن الدول الوسيطة، خصوصا الولايات المتحدة وقطر ومصر، تعمل "بلا كلل على سد الفجوات المتبقية"، فيما أبدى البيت الأبيض "تفاؤلا حذرا" بإمكان التوصل لهدنة.

ولفت المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي الى أن اقتراح حماس يندرج "ضمن حدود" ما ناقشه المفاوضون خلال الأشهر الأخيرة. 

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن وفدا سيسافر إلى قطر لاستكمال المفاوضات، مع وصفه مطالب حماس بأنها "غير واقعية". ولم ترسل إسرائيل وفدًا إلى القاهرة للمشاركة في مفاوضات جرت قبل أسابيع، وأخفقت في التوصل إلى هدنة قبل رمضان.

وتزايدت انتقادات واشنطن التي تزود إسرائيل بمساعدات بمليارات الدولارات، لنتانياهو لكنها لم تدعم وقفا فوريا ودائما لإطلاق النار. 

وقال رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار المؤيد لوقف النار، بعد لقائه الرئيس جو بايدن في واشنطن "لا أعتقد أنّ أحداً منّا يرغب بأن يرى أسلحة أميركية تُستخدم بهذه الطريقة. الطريقة التي تُستخدم بها في الوقت الراهن (من قبل إسرائيل) ليست للدفاع عن النفس". 

- مواليد صغار الحجم -
في ظل الدمار الهائل والحصار وانقطاع الماء والكهرباء، تخشى الأمم المتحدة من مجاعة تعم القطاع ولا سيما في الشمال الذي يصعب الوصول إليه ويعاني من حالات انفلات أمني.

ويقول السكان في الشمال إنهم ما عادوا يجدون ما يقتاتون عليه بعد أن تمكنوا من البقاء عبر أكل نباتات برية وأعلاف الحيوانات. وينتظر كثيرون منهم وصول شاحنات المساعدات وحدثت عدة حوادث إطلاق نار خلال مثل هذه التجمعات أوقعت قتلى وجرحى.

وبينما تتهم حماس إسرائيل بإطلاق النار، ينفي الجيش مسؤوليته عنها.

وقالت دومينيك ألين من صندوق الأمم المتحدة للسكان بعد زيارة شمال غزة إن "الوضع الإنساني في غزة بمثابة كابوس للأمهات والأطفال، حيث أبلغ الأطباء عن ولادة الأطفال بحجم صغير ومرضى، وعن حالات ولادة لأجنة ميتة، واضطرار النساء للخضوع لعمليات قيصرية من دون تخدير مناسب".

وتصل المساعدات أساسا من مصر عبر معبر رفح في جنوب غزة، بعد إخضاعها لتفتيش إسرائيلي دقيق. لكنها تظل غير كافية على الإطلاق بالنظر إلى الاحتياجات الهائلة للسكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.

وثمة سباق مع الزمن في محاولة لإيصال مزيد من المساعدات الانسانية مباشرة إلى شمال القطاع من خلال إلقائها من الجو أو عبر ممر بحري انطلاقا من قبرص. 

وشاركت طائرة ألمانية السبت لأول مرة في عملية إنزال أربعة أطنان من المواد الغذائية فوق شمال غزة مع طائرتين أردنيتين وطائرة أميركية وأخرى مصرية، بحسب الجيش الأردني.

وغادرت السفينة التابعة لمنظمة "أوبن آرمز" الخيرية الإسبانية غزة السبت بعد أن أنزلت 200 طن من الأغذية بمساعدة رصيف بنته منظمة "وورلد كيتشن سنترال".

وقال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس للصحافيين إن "السفينة الأولى بدأت بالعودة، ونحن مستعدون لإرسال سفينة ثانية محملة بالمساعدات"، يتوقع أن تبحر من ميناء لارنكا اليوم أو غدا.

وقالت منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الخيرية إن السفينة الثانية تحمل 240 طنًا من المساعدات، تشمل المعلبات والحبوب والأرز والزيت والملح إضافة إلى "120 كيلوغراما من التمور الطازجة من الإمارات العربية المتحدة لسكان غزة". ولكنها لم تحدد موعدًا لمغادرتها لارنكا. 

وأوضحت أنها أطلقت اسم "عملية سفينة" على عمليتها التي تنفذها مع الإمارات العربية المتحدة ومنظمة "أوبن آرمز"، بدعم من حكومة قبرص. 

وشددت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أن نقل المساعدات بحرا أو جوا لا يمكن أن يكون بديلا من إدخالها برا.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته "انتشرت لتأمين المنطقة"، مؤكدا أن "السفينة خضعت لفحص أمني كامل". وأضاف أن دخول المساعدات الإنسانية بحرا "لا ينتهك" الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ 2007 وأحكمته بعد هجوم حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

اندلعت الحرب إثر هذا الهجوم غير المسبوق الذي أسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية. وتؤكد إسرائيل أنّه ما زال في غزة 130 رهينة، يعتقد أنّ 32 منهم لقوا مصرعهم، من بين نحو 250 خطفوا في الهجوم. 

ردا على هجوم حماس، توعدت إسرائيل بالقضاء على الحركة، وأطلقت حملة عسكرية خلفت دمارا هائلا و31553 قتيلا على الأقل معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في غزة الجمعة.

- عملية في رفح؟ -

في موازاة المفاوضات، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي على "خطط عمل" الجيش لشن هجوم برّي على رفح حيث يتكدس وفق الأمم المتحدة حوالى 1,5 مليون فلسطيني معظمهم نازحون، هم أكثر من نصف إجمالي سكان القطاع.

وقال مكتب نتانياهو إن "الجيش الإسرائيلي جاهز للجانب العملياتي ولإجلاء السكان"، من دون تقديم تفاصيل حول هذه العملية التي تلوح بها إسرائيل منذ فترة رغم ما تثيره من قلق دولي ومعارضة الأمم المتحدة ودول عدة أبرزها الولايات المتحدة.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي "لم نطلع عليها (الخطة)"، مجددا التأكيد أن واشنطن لن تؤيد أي خطة تفتقر إلى اقتراحات "ذات صدقية" بهدف تأمين حماية المدنيين.
 

الأخبار الشرق الاوسط

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.