زاكروس - أربيل
تصدرت ثلاث محافظات كوردية في إيران أكثر المدن تسجيلاً لحالات الانتحار في العالم، في الوقت الذي سجّلت فيه البلاد عموماً تزايداً في معدلات الانتحار بفعل تفاقم البطالة والفقر.
وفي مؤتمر سنوي ناقش أزمة تفشي ظاهرة الانتحار في صفوف الأطفال والمراهقين في إيران إضافة إلى تفاقم الانتحار بين شرائح وفئات المجتمع داخل المدن، سلّط الخبير في علم الاجتماع، والباحث أردشير بهرامي، الضوء على إحصائيات العام الماضي، حيث بيّن أن ثلاث محافظات في كوردستان إيران هي إيلام وكرمانشاه ولورستان، إضافة إلى محافظة خوزستان باتت بؤراً للانتحار.
وأوضح أن هذه المحافظات الأربع هي الأكثر تسجيلاً لحالات الانتحار ليس على مستوى البلاد والمنطقة فحسب بل على مستوى العالم ككل.
وأرجع بهرامي سبب هذه المعدلات المتزايدة للانتحار في تلك المدن بالذات إلى تأخرها عن التنمية والتطور والازدهار كونها محافظات معزولة جغرافياً، حيث أن هذه المدن تحتل المراكز الأخيرة بحسب معايير النمو، في المقابل تتصدر المدن الأكثر تسجيلاً للهجرة والبطالة والفقر.
وكان المؤتمر الـ 13 للصحة النفسية والإعلام في إيران، الذي عقد في 20 شباط 2024 برئاسة وزير الصحة الأسبق مصطفى معين، قد أشار إلى وصول معدل انعدام الثقة على المستوى العام في المجتمع الإيراني إلى 81%.
وخلال المؤتمر، حذّر وزير العلوم في حكومة خاتمي، مصطفى معين، من الاتجاه المتزايد للانتحار في إيران بالقول: "هناك اتجاهًا متزايدًا اشتدّ في السنوات الأخيرة، وهناك أمثلة على ذلك. وتركّز التقارير في هذا الإطار على الفئات الاجتماعية المحرومة والشباب والطلاب، وخاصة المساعدين الطبيين. في العالم، يتزايد الانتحار بسبب الاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية الأخرى، كما يُعتبر الانتحار السبب الثاني للوفاة في الفئة العمرية من 15 إلى 24 سنة".
وبحسب بيانات رسمية يمكن أن يُعزى سبب حدوث وزيادة انتشار الاضطرابات النفسية إلى عوامل فردية ووراثية، وتغيّرات في بنية الأسرة، وعوامل اجتماعية واقتصادية، مثل الفقر، عدم المساواة، الفجوات الاجتماعية، التمييز، نمط الحياة، الإدمان على الفضاء الافتراضي في مجتمع شبكي، العوامل البيئية مثل تغيّر المناخ وعواقبه والهجرة والطبيعية، فضلًا عن جائحة كورونا التي تسبّبت وحدها في زيادة بنسبة 25% في انتشار الاكتئاب والقلق على مستوى العالم.
كما اعتبر معين أنّ تفاقم الاضطرابات العقلية أمر خطير بسبب نمط الحياة غير الصحي، الأزمات الاجتماعية والسياسية، عدم الاستقرار الاقتصادي، الفقر، البؤس وعدم المساواة. وقيّم معين الوضع الحالي للمجتمع الإيراني بأنه صعب وحرج، وتابع: "ما لا يقل عن ثمانية من أكبر عشر تحدّيّات اجتماعية في إيران التي أبلغ عنها مركز البحوث الاستراتيجية الرئاسية في عام 2016 ترتبط ارتباطًا مباشرًا بمسألة الصحة العقلية في المجتمع"، مشيرًا إلى أنّ هذه التحدّيات تتمثّل في البطالة، اليأس من المستقبل، انخفاض رأس المال الاجتماعي، انعدام ثقافة الجمهور، اللامبالاة الاجتماعية، ضعف الأخلاق العامة والأمن النفسي والاجتماعي وانتهاك الحقوق الأساسية وحقوق المواطنة.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن