زاكروس عربية - أربيل
توفي صباح اليوم الثلاثاء (19 كانون الأول 2023)، الكاتب والأديب الكوردي، والمناضل الصلب موسى أوسكي زاخوراني، في مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز 68 عاماً، بذل جلّه في الكتابة والنشاط الأدبي والسياسي، وبين الإعتقالات المتكررة والملاحقات الأمنية من جانب السلطات البعثية في سوريا، وفي سبيل قضية شعبه الكوردي في سوريا.
الكاتب والأديب الكوردي موسى أوسكي زاخوراني، من مواليد قرية اللطيفية شرقي مدينة قامشلو بكوردستان سوريا، عام 1955 ، وتم تجريد عائلة أبيه من الجنسية السورية بموجب الإحصاء الجائر الذي حصل عام 1962، مع عشرات الآلاف من العوائل الكوردية.
- حصل على شهادة الثانوية – الفرع العلمي، عام 1973.
- مؤسس جريدة " دنگ " مع الشهيد مشعل تمو.
- كتب ونشر في الكثير من الجرائد و المجلات مثل: (Metîn - Stêr - Gelewêj- Xebat- Birayetî- Peyman ) ، وجريدة روشن في زاخو.
- كان محرراً لمجلة ستير الكوردية لعدة سنوات.
-عضو لجنة مهرجان الشعر الكوردي في سوريا عام 2007، وأحد مؤسسي "كوجكا قامشلو" الثقافية الكوردية عام 2006.
للشاعر موسى زاخوراني ثلاثة دواوين مطبوعة: ( -BÛKA HELBESTAN - GOVENDEK HELBEST - LANDIKA HELBESTAN ونال العديد من الجوائز خلال مسيرته الأدبية والثقافية.
دخل الشاعر والكاتب موسى أوسكي زاخوراني الحياة السياسية منذ نعومة أظافره، حيث أورثها من والده (أوسكي) الذي كان مراسلاً للثورة الكوردية –كما كانوا يسمونها الكورد في سوريا- ومن الذين شاركوا في ثورة كولان التقدمية بقيادة الأب الروحي الخالد مصطفى بارزاني، حيث آثر النضال فيه من والده ودخل الحراك السياسي الكوردي في سوريا، وكرّس جهوده في خدمة القضية الكوردية، وترقى في العمل الحزبي إلى أن تم انتخابه عضواً في اللجنة المركزية.
واستمرّ زاخوراني في نشاطه السياسي والأدبي بالكتابة عن واقع شعبه الكوردي بروح ثورية، ما أدى إلى اعتقاله لعشرات المرات ذاق خلالها أنكر وأبشع أنواع التعذيب، في أقسى وأسوأ المعتقلات، والذي بدأ أول مرة عام 1986 في مظاهرة بدمشق العاصمة، وأمام القصر الجمهوري، عندما منع الأمن السوري الكورد من الاحتفال بعيده القومي (نوروز).
وكان زاخوراني يقول دوماً: "الاعتقال هو قوتنا اليومي ورحلة الاعتقال التي تنتظرنا تبدأ من الحدود إلى باب الدار"
تقول إبنة الفقيد المحامية شورش موسى زاخوراني عن أبيها:
"عاش والدي محروماً من جميع حقوقه الإنسانية والثقافية والأساسية طوال حياته في سجنٍ كبير اسمه ـ سوريا ـ ومن هذه الحقوق حرمانه من حق الجنسية السورية منذ إحصاء 1962 (نموذجاً) واقتياده إلى غياهب المعتقلات الأمنية" مضيفة "رجلٌ مثالي عاش جلَّ عمره في خدمة الكوردايتي والإنسانية، مفعماً بالقيم النبيلة والوفاء والإخلاص للشعب والوطن ولم يخاف يوماً من من السجون".
وتابعت شورش بالقول "عند زيارته لنا في هولير طلبت منه مازحةً، رغم معرفتي لجوابه مسبقاً، أن يتريث في البقاء عندنا، فأجاب بحماس سريع: من المعيب جداً أن يحدث التغيير في سوريا وأنا غير موجود في المقدمة! سأذهب حتى لو أعدموني ولن أتنازل عن نهجي , نهج الكوردايتي نهج البارزاني الخالد، وسأناضل في ذات الطريق إلى آخر نقطة من دمي . لا تنازل! لا تنازل! ولن أستسلم لأي جهة مهما كانت الظروف والأسباب، صارخاً بصوت عالٍ: (هي يلا هي يلا . ما بنركع إلا لألله).
وقد اعتقل فور عودته إلى سوريا وكان ذلك عام 2012.
ولعل أجمل ما قيل عن المناضل موسى زاخوراني، في حياته ما كتبه الكاتب الراحل سيامند ابراهيم، حيث يقول:
"إذا كنت تبحث عن عناوين المناضلين فسر نحو منزل موسى زاخوراني، وهناك ستجد الحياة المتواضعة، وستجد أيضاً العنفوان والكبرياء، والحياة الرائعة لأم كلي التي تشاركه أفراحه، وهمومه الوطنية وتشد على يديه وتحثه على المزيد من العمل المسئول في هذا الحراك الثوري السوري".
مضيفاً "وإذا كان العمل الوطني السياسي له عنوان أيضاً، فموسى أول السائرين نحو النضال السياسي، وإذا كنت تبحث عن الثوري موسى زاخوراني، فأذهب أيام الجمع أو الثلاثاء، إلى جامع قاسمو، فستجد موسى هناك ينتظر أصدقائه من العجائز الثوريين، ويتحدث مع شباب التنسيقيات يمازحهن، ويصر على أياديهم في الوصول بسرعة نحو ساعة الانطلاق نحو التظاهرات، و موسى يتصف بالصراحة، والصدق وحفظ السر ولو حتى على رقبته".
يذكر أن مؤسسة حماية علم كوردستان، قامت بتكريم الشاعر والكاتب الكوردي موسى زاخوراني تقديراً لجهوده في خدمة الثقافة والأدب، أثناء زيارة قام بها وفد من المؤسسة يوم الأربعاء (29 تشرين الثاني 2023)، لمنزل الشاعر موسى زاخوراني، في مدينة أربيل بإقليم كوردستان.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن