زاكروس عربية - أربيل
تمكن باحثون من تصميم نموذج "مُقارب" لشكل وجه مومياء من الإنكا، لتكشف عن ملامح فتاة عاشت قبل 500 عام، وفق ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن جامعة "سانتا ماريا" الكاثوليكية في بيرو.
فقد صمم الباحثون وهم من البيرو وبولندا والسويد، نموذجا من السيليكون لوجه "فتاة الإنكا" التي يعود عمرها لـ 500 عام، باستخدام التصوير المقطعي المحوسب (CT) للمومياء.
إذ تعتبر "فتاة الإنكا" المومياء من بين الكنوز العظيمة التي يمكن رؤيتها في أريكويبا، بيرو، وهي مومياء من القرن الخامس عشر، تم التضحية بها خلال حقبة الإنكا، وتم الحفاظ عليها بشكل مثالي وتجذب المئات من الزوار كل يوم.
تُعرف المومياء أيضًا باسم “خوانيتا: فتاة الجليد” أو “سيدة أمباتو”، وهي مومياء بشرية، أثبتت اختبارات الكربون 14 أنها تنتمي إلى حقبة أو عصر حضارة الإنكا.
أذهل اكتشافه العالم بسبب حالة الحفظ الجيدة التي وجد فيها. تم العثور عليها في عام 1995 من قبل عالم الآثار الأمريكي يوهان راينهارد والمتسلق البيروفي ميغيل زاراتي في منطقة البراكين المغطاة بالثلوج في الجزء الجنوبي من بيرو، في أمباتو المغطاة بالثلوج ، كورديليرا دي لوس أنديز.
تعتبر "فتاة الإنكا" كان عمرها يتراوح ما بين 12 و 15 عامًا عندما تم التضحية بها، بعد اختيارها مع شابات أخريات من المنطقة لما كان يعتبر في ذلك الوقت امتيازًا : "التضحية بامتنان لـ Pachamama أو أمنا الأرض".
وفقًا للخبراء، قُتلت خوانيتا خلال تضحية الإنكا المعروفة باسم Capacocha، والتي أجريت على بركان أمباتو، على ارتفاع أكثر من 6300 متر فوق مستوى سطح البحر. تم تنفيذ هذه الطقوس لتهدئة الباتشاماما ( إلهة الأرض حسب معتقدات الإنكا ) وتجنب الكوارث الطبيعية وضمان حصاد جيد.
إلى ذلك، بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإنه بعد 28 عاماً من اكتشافها، أصبح للمومياء التي أسرت العالم "وجها مصمماً بتقنية ثلاثية الأبعاد".
كما قالت عالمة الآثار في مركز دراسات الأنديز بجامعة وارسو، داغمارا سوشا، إن "فكرة إنشاء النموذج جاءت بعد أن أجرى الباحثون مسحاً مقطعيا لوجه المومياء" في عام 2022.
اتصلت سوشا بعالم الآثار والنحات السويدي المتخصص في نماذج الوجه، أوسكار نيلسون، لمساعدة الباحثين على تحويل عمليات المسح الخاصة، إلى "وجه" يظهر بصورة واقعية.
وفي عملية استغرقت حوالي 400 ساعة، قام نيلسون بطباعة نسخة طبق الأصل من جمجمة "خوانيتا" بتقنية ثلاثية الأبعاد، وشكل أنسجة وجهها باستخدام الطين، ثم صب الوجه بالسيليكون، كما قال لصحيفة "واشنطن بوست".
إلى جانب البيانات المأخوذة من الجمجمة، ساعدت المومياء المحفوظة جيدا نيلسون على ضمان دقة النموذج، إذ قام بجمع قياسات تجاويف أنف "خوانيتا" وتجويف عينيها وأسنانها، إلى جانب تسريحة الشعر التي حافظت عليها.
وتم استخدام تحليل الحمض النووي للمومياء "خوانيتا" أيضا في بناء النموذج، وفقا لجامعة "سانتا ماريا" الكاثوليكية.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن