زاكروس - أربيل
أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، اليوم الخميس (5 تشرين الأول 2023)، أن حكومة الإقليم تعمل مع الحكومة الاتحادية على حل قضية الرواتب، مشدداً على ضرورة عدم خلط مسألة الرواتب بالمشاكل السياسية، بما يضمن توزيع الرواتب عبر المؤسسات المعنية في حكومة إقليم كوردستان.
وقال مسرور بارزاني خلال كلمة ألقاها في مراسم حفل تخرج الدفعة الثانية والأربعين لطلبة جامعة صلاح الدين في أربيل إن حكومة إقليم كوردستان قد توصلت إلى تفاهمات مع الحكومة الاتحادية بشأن هذه المسألة، داعياً إلى عدم السماح لأي محاولة لانتهاك حقوق الإقليم، مبيناً أن قوة الإقليم ضمانة للكل، وأن أي محاولة للإخلال بذلك سيضر الجميع.
وأوضح أن إقليم كوردستان كيان دستوري ضمن العراق، ويجب أن يراعى ذلك، ولا سيّما من جانب أطراف تحاول انتهاك ما كفله الدستور عبر سعيها لربط مسألة الرواتب ببغداد مباشرة، بما يتنافى مع الحقوق الدستورية للإقليم.
وأعرب رئيس الحكومة عن تفاؤله بمستقبل كوردستان، وأكد على أهمية الوحدة والتماسك بين أبنائها في هذه الفترة الحرجة، مشدداً على أن حكومة الإقليم ستواصل العمل من أجل تعزيز اقتصاد كوردستان وتحقيق رفاهية المواطنين.
وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأساتذة الأفاضل في جامعة صلاح الدين
الطلبة الخريجيون الأعزاء
عوائل الطلبة
الحضور الكرام
سعيد بوجودي معكم هنا للمشاركة في مراسم تخرج الدورة الـ42 لطلبة جامعة صلاح الدين -أربيل، وأهنأ بحرارة الخريجين الأعزاء وأتمنى لهم التوفيق والمستقبل الزاهر في حياتهم، وأشيد بجهود عائلاتهم الكبيرة من أجل إكمال ابنائهم مسيرتهم التعليمية، كما أشكر رئيس ومجلس الجامعة وجميع الأساتذة الأفاضل الذين أدوا عملهم المبارك من تربية وتعليم أبنائنا، وأتمنى لهم التوفيق والاستمرار.
بمناسبة يوم المعلم العالمي أهنأ جميع معلمي كوردستان، وأثمن جهودهم الدؤوبة في مواصلة مهام عملهم رغم تأخر رواتبهم لعدة أشهر كحال بقية موظفي كوردستان الآخرين، بسبب عدم إرسال مستحقات الإقليم من قبل الحكومة الاتحادية لكن العملية التعليمية لم تتوقف وواصل معظم المعلمين عملهم بحرص، وهذا موضع احترام وتقدير كبيرين، وآمل أن لا تنجح محاولات ثني المعلمين عن أداء واجباتهم المباركة وأن يستمر المعلمون في تربية الجيل الناشئ على الصمود وعدم الاستسلام لأننا لن نستسلم.
إن تطوير قطاع التعليم والتربية ورفع مستوى الجامعات والمراكز التعليمية وجعلها تواكب التقدم العلمي والتكنولوجي في العصر الحالي جزء أساسي من برنامج عمل الحكومة التاسعة وهدفنا هو تحويل كوردستان إلى مجتمع غني بالعلم والمعرفة، ولا يكون خريجونا حملة شهادات فقط بل أن يكتسبوا المهارات والخبرات المطلوبة لتنمية كوردستان وأن يكونوا مساندين أقوياء للازدهار الاقتصادي لبلادنا وأناساً مبدعين وكفوئين قادرين على نفع المجتمع.
قد يكون العثور على فرص العمل الهم الأكبر لأغلب الخريجين بعد إكمال تعليمهم وهذا حق مشروع رغم أن معظمهم يطمح للتوظيف في القطاع العام حتى لو كان مقابل عائد مالي ضئيل، بسبب ظروف العمل الأكثر ملائمةً وضماناً في المؤسسات الحكومية، لكن من خلال تعديل قانون العمل نسعى لتحسين ظروف العمل في القطاع الخاص وخاصة من حيث حماية الحقوق القانونية وضمان مستقبلهم على غرار القطاع العام.
في كل سنة يتخرج الآلاف من الطلبة في جامعات معاهد إقليم كوردستان، ولا شك أن حكومة إقليم كوردستان استيعاب جميعهم في المؤسسات الحكومية، لأن فرص التوظيف محدودة للأسف ومع ذلك حاولنا ونعمل على إيجاد فرص العمل للشباب في المجالات المختلفة وبهذا الغرض تقدم حكومة الإقليم جميع التسهيلات وتتعاون من أجل دعم شباب كوردستان لإيجاد فرص العمل، وخاصة في القطاع الخاص.
وندعو أصحاب الأعمال في كوردستان بإعطاء الأولوية للشباب الكوردستانيين وقبولهم وتوظيفهم في شركاتهم والالتزام بقرارات الحكومية بأن يكون 75% على الأقل من الأيادي العاملة من مواطني إقليم كوردستان، وفي الوقت ذاته لا بد من تدريب الشباب وتنمية قدراتهم للدخول والتنافس في سوق العمل
خلال الأيام الماضية أطلقنا مشروع ازدهار بالتعاون مع القطاع الخاص، وتوفير قروض تجارية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وهذه فرصة للراغبين ببدء وتطوير مشاريعهم التجارية بمساندة القطاع الخاص.
خلال السنوات الماضية ورغم وجود العديد من الأزمات وظهور العشرات من العوائق والمشاكل وعدم إرسال حصة إقليم كوردستان من الموازنة من قبل الحكومة الاتحادية، لكن حكومة إقليم كوردستان واصلت تنفيذ برامجها الإصلاحية وحققت تقدماً جيداً في كل المجالات، ومنها تقليل البيروقراطية في المؤسسات الحكومية والحد من الفساد ومنع هدر المال العام وسوء استغلال السلطة، فضلاً عن تحسين الخدمات العامة ورقمنة وإصلاح الأنظمة المصرفية والتنويع الاقتصادي والاهتمام بالقطاع الزراعي وتسويق وتصدير المحاصيل الزراعية في الأسواق الخارجية، وتنمية الاستثمارات وإنشاء وحدات سكنية لذوي الدخل المحدود.
لا شك إذا لم تواجه الحكومة مجموعة من الأزمات لكانت أوضاع بلادنا أفضل في جميع الجوانب من الآن، لكننا دائماً ننظر بأمل إلى المستقبل وواثق من تحسن الوضع الاقتصادي وانتعاش الأسواق وتوفير المزيد من فرص العمل لشباب كوردستان.
لدينا بلد ثري ليس من حيث الموارد والثروات الطبيعية، بل لأنه غني بالثروة البشرية القيمة وجيل شاب واعي وذكي يمكن أن يكونوا المحرك للتغيير والبناء وتقدم كوردستان وأداء دور ريادي ومؤثر في تطوير المجتمع ومساعدة حكومة الإقليم في عملية إعمار بنى تحتية اقتصادية قوية في كوردستان.
وأنا واثق من عدم الرضوخ تحت تأثير المحاولات البائسة، وأنكم ستتطلعون بتفاؤل إلى مستقبل كوردستان، أعلم أن شعب كوردستان ينتظر المزيد من حكومة الإقليم لكن لا شك أننا سنبذل كل ما بوسعنا من أجل تحسيت أوضاع مواطنينا والمزيد من تنمية إقليم كوردستان
إن موضوع الرواتب بات حديث المواطنين، وأعلن لمواطنينا الأعزاء أننا سعينا مع الحكومة الاتحادية لعدم الخلط بين الرواتب وبين الخلافات السياسية، أو مع أجزاء أخرى من الموازنة، لكي يتمكن موظفو الإقليم من استلام رواتبهم في وقتها على غرار جميع الموظفين العراقيين، وهذا ما أقترحته في زيارتي الأخيرة إلى بغداد، وحينها قلنا أيضاً أننا لا نريد أن تصبح الرواتب مادة أساسية في الأخبار، فمن الحقوق المشروعة والأساسية لكل موظف أن يستلم راتبه كل شهر بشكل اعتيادي وسلس، لكننا نرى أن هذا الأمر على وشك تحريفه باتجاه خاطئ.
إن إقليم كوردستان كيان دستوري في العراق، فحتى لو تم الفصل بين الرواتب والملفات الأخرى، فلا بد من توزيعها عبر المؤسسات ذات الصلة في حكومة إقليم كوردستان، لا كما طالب بعض الأشخاص باعتماد آليات غير دستورية، وربط الموظفين ببغداد بشكل مباشر، وينبغي أن تكون الحقوق الدستورية لإقليم كوردستان مكفولة ومُصانة باعتباره كياناً اتحادياً ويجب أن لا يتم إضعاف مفهوم الفيدرالية في العراق.
قبل فترة حينما ذهبت إلى بغداد، كانت معي أغلب الأطراف الكوردستانية، كما أن الكتل الكوردستانية في البرلمان العراقي كانت داعمة لنا، واستطعنا خلق تأثير جيد على مستوى الحكومة الاتحادية، والتوصل لبعض التفاهمات والاتفاقيات حول كيفية معالجة هذه الأمور، لكن بعد ذلك، وجدنا أن عدداً من الأشخاص حاولوا من خلال توجيه رسالة خلافاً للتفاهمات والاتفاقيات الموجودة بيننا، من أجل المطالبة بأن تدفع بغداد رواتب الموظفين بشكل مباشر، وهذا انتهاك للحقوق الدستورية للإقليم وتقويض لكيان إقليم كوردستان.
من هنا أدعو جميع الأطراف إلى أن لا تُسهل أو تُمهد لأحد أن يسعى لخرق الحقوق الدستورية لشعب كوردستان، وأن لا تسهل زعزعة والتفرقة بين صفوف شعب كوردستان، لقد سعينا كثيراً من أجل الحفاظ على وحدة صف شعب كوردستان، لأننا نرى أنه بهذا فقط نستطيع الدفاع عن حقوقنا.
وأجدد التأكيد على أن وجودنا جميعاً ومن ضمنهم الذين يتعاملون بهذه الطريقة مع بغداد ويوجهون رسائل مغايرة، فإن وجودهم أيضاً معلق ومرهون بوجود إقليم كوردستان فقوة إقليم كوردستان ضمان لبقائنا جميعاً، فلا سمح الله أي محاولة لإضعاف كيان إقليم كوردستان سيضر بهم وقبل أي طرف آخر، وآمل أن يكفوا عن هذه السياسة وأن يعودوا إلى جبهة الشعب، ويتركوا مصالحهم الضيقة والتركيز على المصالح العليا للشعب والأرض والوطن.
لقد تعرضنا لمراحل عصيبة وسيئة وواجهنا الكثير من التحديات والعوائق لكننا لم نسقط، ثقوا بأنفسكم وحكومتكم لأننا واثقون منكم كثيراً، نحن مسنودون من الله ومنكم، طالما لدينا قوة الشباب الوطني، سيبقى أفق كوردستان مشرقاً.
مرة أخرى اهنئكم جميعاً، وأتمنى لكم التوفيق والنجاح، وأن تبقى كوردستان عامرةً دائماً.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن