زاكروس - أربيل
أعلنت وزارة الداخلية الاتحادية، اليوم الأربعاء (27 أيلول 2023)، اعتقال 3 متهمين بحادث حريق الحمدانية من خلال التنسيق المشترك مع داخلية إقليم كوردستان.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب: "من خلال التنسيق المشترك بين وزارة الداخلية مع وزارة الداخلية في إقليم كوردستان تم إلقاء القبض على ٣ من المتهمين في حادث قضاء الحمدانية من أصل 4 متهمين صدرت بحقهم أوامر قبض قضائية".
وأشار البيان إلى "اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم ومازالت التحقيقات جارية".
وفي وقت سابق اليوم، أعلن مجلس أمن إقليم كوردستان، أن أجهزته في أربيل اعتقلت صاحب القاعة التي شهدت ليلة أمس حريقاً كبيراً في قضاء الحمدانية.
وقال المجلس في بيان: "بعد اندلاع مأساة مفجعة الليلة الماضية في قاعة للمناسبات بقضاء الحمدانية التابع لمحافظة نينوى، والتي تسببت بوقوع مئات الضحايا، صدرت أوامر إلقاء قبض من قبل وزارة الداخلية الاتحادية بحق عدد من الأشخاص من بينهم صاحب القاعة ويدعى (سمير سليمان كرومي رفو اسو)".
وأوضح البيان: "بعد استلام أوامر القبض، اعتقلت أجهزتنا في مجلس أمن إقليم كوردستان صاحب القاعة في مدينة أربيل، اليوم الأربعاء، حيث تم تسليمه إلى وزارة الداخلية الاتحادية استناداً لأمر قضائي".
وقُتل 114 شخصاً على الأقلّ وأصيب أكثر من 200 آخرين بحالات حروق واختناق في حريق اندلع جراء إطلاق "ألعاب نارية" بقاعة للأعراس في محافظة نينوى خلال حفل زفاف، بحسب ما أعلنت السلطات الأربعاء.
إلى ذلك أعلن المتحدث باسم حكومة إقليم كوردستان، بيشوا هوراماني، حالة الحداد في الإقليم لثلاثة أيام على أرواح ضحايا الحادث.
وتقول السلطات إن "الألعاب النارية" ومواد بناء "شديدة الاشتعال" تقف خلف هذا الحريق الذي التهم قاعة للأعراس حيث تجمّع مئات المدعوين للمشاركة بحفل زفاف في بلدة قرقوش المسيحية الواقعة شرق مدينة الموصل، وتعرف كذلك باسم الحمدانية.
وقال مدير مدير دائرة الصحة في نينوى منصور معروف إن عدد القتلى الذين تمّ التعرف عليهم من قبل ذويهم حتى الآن بلغ 30 شخصاً.
وقال المتحدّث باسم الدفاع المدني العراقي العميد جودت عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن من بين الضحايا "رجالا ونساء وأطفالا".
وأعلن محافظ نينوى نجم الجبوري الحداد لمدة أسبوع على أرواح الضحايا.
في الأثناء، قال الدفاع المدني العراقي إنّ "معلومات أولية" تشير إلى أنّ سبب الحريق هو "استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف" ممّا أدّى إلى "اشتعال النيران داخل القاعة بادئ الأمر" ثمّ انتشر "الحريق بسرعة كبيرة".
وأضاف في بيان أنّ القاعة "مغلّفة بألواح الإيكوبوند" وهي مادّة للبناء مكوّنة من الألمنيوم والبلاستيك و"سريعة الاشتعال"، موضحاً أنّ استخدام هذه الألواح في البناء "مخالف لتعلميات السلامة" المنصوص عليها قانوناً.
وبحسب الدفاع المدني فإنّ "الحريق أدّى إلى انهيار أجزاء من القاعة نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال واطئة الكلفة تتداعى خلال دقائق عند اندلاع النيران".
وأوضح الدفاع المدني أنّ ما فاقم الأمر هو "الانبعاثات الغازية السامة المصاحبة لاحتراق ألواح الايكوبوند البلاستيكية السريعة الاشتعال".
وبحسب المتحدث باسم الدفاع المدني جودت عبد الرحمن فإن ما تسبب بهذا العدد الكبير من الضحايا هو أن "مخارج الطوارئ كانت مغلقة، والمتبقي باب واحد هو الباب الرئيسي لدخول وخروج الضيوف". وأضاف لوكالة فرانس برس أن "معدات السلامة غير ملائمة وغير كافية للمبنى" ما فاقم أيضاً من حدة الأعداد.
وفي أعقاب المأساة، أمر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بـ"تشكيل لجنة تحقيقية تباشر على الفور في التحقيق وكشف ملابسات الحادث، للوقوف على الأسباب وكشف نواحي التقصير"، وفق بيان صادر عن مكتبه.
وأكد مدير دائرة الإعلام والعلاقات العامة في وزارة الداخلية سعد معن لوكالة فرانس برس أنه تمّ "توقيف تسعة أشخاص من العاملين في القاعة كإجراء احترازي وإصدار مذكرات قبض بحقّ أربعة هم المالكون لهذه القاعة"، على أثر هذه الحادثة.
والحمدانية التي تُعرف أيضاً باسمي قرقوش وبغديدا هي بلدة مسيحية، وقد زارها البابا فرنسيس في آذار 2021 خلال جولته التاريخية في العراق.
ولحق دمار كبير بهذه البلدة على أيدي تنظيم داعش الإرهابي الذي سيطر على مناطق شاسعة من العراق بين عامي 2014 و2017.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن