أ ف ب
أصدر النائب العام الليبي الاثنين أمرًا بتوقيف ثمانية مسؤولين في إطار التحقيق في كارثة الفيضانات التي أودت بحياة الآلاف في شرق ليبيا.
وجاء في بيان صادر عن مكتب النائب العام أن المسؤولين أوقفوا بشبهة سوء الإدارة والإهمال، وهم ممن يعملون حاليا أو عملوا سابقا في مكاتب مسؤولة عن الموارد المائية وإدارة السدود.
تشير تقارير أنّ حوالي 10 بالمائة من ضحايا الفيضانات الهائلة التي وقعت مؤخرًا في ليبيا من جنسيات أخرى. كان بعضهم يعملون هناك، بينما حاول البعض الآخر على الأرجح مغادرة ليبيا متجهين نحو أوروبا.
مضى أكثر من أسبوع منذ أن ضربت الفيضانات الهائلة شرق ليبيا، وحتى الآن، لم تصل أي أخبار لعائشة الإمام عن ابنها الأكبر. في مكالمة هاتفية دامعة قالت عائشة لـ DW "كان من المفترض أن يتزوج ابني في غضون شهرين وذهب إلى ليبيا للعمل في مجال البناء لكسب المال لدفع تكاليف الزواج".
وتابعت السيدة التي تعيش في محافظة بني سويف المصرية "الخسارة التي تكبدناها هائلة ولا تستطيع القرية تحملها وليس هناك منزل واحد هنا لم يشعر بالخسارة".
بني سويف هي واحدة من أكثر المناطق الفقيرة في مصر، حيث يعيش حوالي 60 بالمائة من السكان تحت خط الفقر. ومن بين حوالي 250 قتيلاً مصرياً تعرفت عليهم السلطات الليبية، جاء نصفهم تقريبًا من قرية بني سويف.
ولكن اليوم كل ما تريده الأم الحزينة هو أن ترى جثمان ابنها، قائلة بنبرة حزينة "كل ما تبقى لدي هو الحزن".
بينما أكد طارق الخراز، المتحدث باسم وزارة الداخلية المعينة من قبل البرلمان في شرق البلاد، أن الجالية المصرية في درنة، الأكثر تضررا نتيجة الفيضانات الأسبوع الماضي بعد انهيار السدّين، . وأن نسبة كبيرة منهم لا تزال مفقودة.
حوالي 10 بالمائة من الوفيات ليسوا ليبيين
مصر ليست الدولة الوحيدة التي تأثرت بهذه الطريقة. قبل الفيضانات الناجمة عن إعصار دانيال، قدرت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة (IOM)، أن هناك أكثر من 230,000 مهاجر يعيشون في شرق ليبيا.
وفي آخر إحصائية، يعتقد أن عدد الوفيات المؤكدة ملتبس إلى حد ما بسبب الأعداد المتضاربة من مختلف المنظمات والسلطات وبلغ عددهم حوالي 4000، من بين هؤلاء، تم التعرف على أكثر من 500 من هؤلاء القتلى على أنهم غير ليبيين.
ولا يزال يصعب الحصول على أرقام دقيقة. ولكن حتى الآن، شمل عدد الوفيات 276 سودانيًا، وفقًا لأمانة السودانيين العاملين في الخارج، فضلاً عن أكثر من 110 سوريين، حسبما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقرًا له، والذي عادةً ما يحصلى عدد القتلى في الحرب في سوريا.
وتم التعرف أيضًا على جثث ستة بنغاليين قتلوا في الفيضانات. هناك أيضًا مواطنون من دول أخرى في عداد المفقودين. ومع استمرار جهود الإنقاذ، من المرجح أن تستمر أعداد القتلى غير الليبيين في الارتفاع، إلى جانب أعداد الليبيين المتوفين.
وإجمالا، ما يزال هناك حوالي 10,000 شخص مفقودًا، وبدأت آمال العثور على ناجين تتلاشى بعد نحو أسبوع.
إلى جانب المهاجرين الذين فقدوا حياتهم، نزح العديد منهم بسبب الفيضانات. اذ تقول المنظمة الدولية للهجرة إن ما لا يقل عن 40,000 شخص اضطروا لمغادرة منازلهم بعد أن ضربت المنطقة عاصفة دانيال في 10 سبتمبر/ أيلول الجاري.
في حين أن العديد من أولئك الذين أصبحوا بلا مأوى يبحثون عن المفقودين، وانتقل العديد من الآلاف إلى مدن وقرى أخرى إلى الشرق، وانتقل مئات آخرون إلى الغرب، وفقًا لآخر تقرير صدر عن المنظمة الدولية للهجرة.
وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة لـ DW، إن معظم النازحين يقيمون مع أقاربهم وعندما أجرينا المسح عن أعداد النازحين، لم تميز المنظمة بين الليبيين النازحين وغير الليبيين.
واضاف المتحدث أن موظفي المنظمة يعملون مع سفارات بعض بلدان المهاجرين، بما في ذلك الصومال ولبنان والسودان ومصر، ولكن من المبكر جدًا التحدث عن ما حدث للمهاجرين في ليبيا المتأثرين بالفيضانات. "الاستجابة لا تزال إنسانية وطارئة"
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن