Erbil 16°C السبت 23 تشرين الثاني 09:57

أصحاب الأراضي يحولون الموت إلى "تجارة ربحية" في العراق

بات لكل قبر تسعيرة وفق المقبرة التي يرغب ذوي الميت دفته فيها.

زاكروس عربية – أربيل

في البلاد التي تحتل أعلى المراكز في خزين الذهب الاستراتيجي وتتصدر قوائم مصدري النفط إلى الأسواق العالمية، تتزايد مخاوف مواطنيها من الموت الذي يعد له معنى الراحة الأبدية، بل اقترب أكثر من أي وقت مضى من أن يكون عبئاً إضافياً تود فئات واسعة من المجتمع أن لا يقع، جرّاء ارتفاع تكاليف الدفن في عموم العراق.

وكأن مرارة الموت والفراق ليستا كافيتان أن تهد طاقة ذوي الموتى حتى باتت مصاريف الدفن وصعوبة تأمين دفن لائق بفقيدهم تشكلان هاجساً مخيفاً لذوي الدخل المحدود إلى جانب مصاريف إقامة العزاء التي تتطلب ميزانية خاصة عادة ما يتحملها ذوي الميت بشكل تكافلي.

سعير ارتفاع أسعار السلع والخدمات وسط تقلبات الدولار وسعر الصرف طال المقابر أيضاً وبات لكل قبر تسعيرة وفق المقبرة التي يرغب ذوي الميت دفته فيها.

تصل قيمة حفر القبر الواحد ودفن الميت في المقبرة النموذجية في مدينة النجف إلى مليوني دينار عراقي (نحو 1400 دولار أميركي)، أما في المقبرة القديمة التي تُعرف باسم "وادي السلام"، فتصل الكلفة إلى 900 ألف دينار (650 دولارا)، والكلفة في مقبرة "محمد سكران" بالعاصمة بغداد، تتجاوز المليون دينار، وتتفاوت المبالغ بين محافظة وأخرى ومدينة وأخرى، وفق تقرير لـ "العربي الجديد".

فيما يضطر كثير من العراقيين إلى التوجه نحو المقابر الصغيرة، أو البعيدة عن المدن، لدفع تكاليف أقل مقارنة بالمقابر الكبيرة أو المعروفة، والتي يحظى بعضها بقدسية، مثل مقابر مدن النجف وكربلاء والكاظمية.

عادة ما يزداد الطلب على حفر القبور والدفن في أوقات الكوارث، مثل العمليات الإرهابية والحرائق وحوادث الطرق في المدينة، وهو ما يشكل فرصة لتجار الأراضي أو المسيطرين عليها لجعل الموت مشروعاً ربحياً، فقيمة الأرض التي تستوعب نحو 10 موتى تبلغ نحو 5 ملايين دينار (3700 دولار)، عادة تعود إلى أشخاص أو إلى البلدية،

ولا توجد أرقام دقيقة لأعداد المقابر في العراق، لكنها تصل إلى نحو ألفي مقبرة، وفقاً لتقديرات سابقة لمسؤولين في وزارتي البلديات والتخطيط، ومعظم هذه المقابر عشوائية، وبعضها غير مسجل ضمن الدوائر البلدية، وكثير منها ينتشر على أطراف المدن، فضلاً عن وجود بعض المقابر داخل المدن.

خلال السنوات الماضية، وتحديداً التي شهدت معارك دامية ضد الجماعات الإرهابية، وأبرزها تنظيم "داعش" الذي احتل مساحات واسعة من البلاد، ظهرت عشرات المقابر في محافظات الأنبار، ونينوى، وديالى، وصلاح الدين. وحسب مصادر عراقية، فإن معظم هذه المقابر غير مسجلة رسمياً، لكن لا يزال الأهالي يدفنون موتاهم فيها.

الأخبار العراق الشرق الاوسط

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.