زاكروس عربية - أربيل
أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، أن الجامعة الأميركية في كوردستان تعدُّ مركزاً لتحقيق تكافؤ الفرص، وتعكس قيم الملا مصطفى بارزاني، الذي أُطلق اسمه على المبنى التأسيسي للجامعة.
وجاء ذلك، في كلمةٍ لـ مسرور بارزاني خلال مشاركته، اليوم الأحد (28 أيار 2023)، في مراسم حفل تخريج الدفعة الخامسة من طلبة الجامعة الأميركية بدهوك، بحضور الرئيس مسعود بارزاني ورئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، ورئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي.
وقال مسرور بارزاني: "أنا عازم على تحويل كوردستان إلى أمة معرفية، وواثقٌ تماماً بأن الذين يختارون متابعة دراستهم في الخارج سيجدون سبباً مقنعاً للعودة إلى الوطن عند إتمام تعليمهم".
وتابع: "نحو 70 بالمئة من طلبة الجامعة الأمريكية في كوردستان يكرّسون جهودهم لإتمام دراستهم ضمن منح متنوعة. فهم أفراد ينتمون لجميع فئات المجتمع وشرائحه، ويتميزون بتنوّع مواهبهم، ويشكّلون قوّة دافعة لمستقبلنا".
وأضاف مخاطباً الطلبة المتخرّجين: "التعليم الذي تلقيتموه قد أهّلكم جميعاً لتكونوا قادة في مجالاتكم ورواداً لشعبنا، وسينزل كل واحد منكم إلى ميدان العمل مستعداً وقادراً على إحداث فرق".
وتابع: "هذا الأمر أفتخرُ به على وجه الخصوص، ففي عام 2012، جسّدتُ فكرة إنشاء مؤسسة تحتضن شبابنا المميز، صرحٌ يكرّم الموهوبين والمجتهدين ويكافئهم، ويمنح الفرصة لمن لم يتمكنوا من تجاوز ظروفهم الصعبة بوسائل أخرى".
وقال: "أتوجّه بكل امتنان وتقدير إلى قيادة الرئيس مسعود بارزاني والتزامه وتفانيه تجاه الشعب الكوردي، فهو الوطني الثابت الذي بفضل دعمه الكبير للتعليم، نجد أنفسنا هنا هذه الليلة".
أدناه نص كلمة رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني:
جناب الرئيس مسعود بارزاني رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي رئيس إقليم كوردستان العراق نيجيرفان بارزاني الضيوف الأكارم الأسرة الجامعية الأمريكية في كوردستان الآباء الفخورون بأبنائهم، وفي المقام الأول، دفعة 2023
نرحب بكم في الجامعة الأمريكية في كوردستان نحن هنا هذه الليلة للاحتفال بالمنجز المهم الذي حققه طلبة الجامعة الأمريكية في كوردستان، بما يشكّل نقطة تحوّل توجتها سنوات من العمل الجدّي والتفاني والمثابرة.
وابتداءً من الآن، الإمكانيات تصبح حقيقة، وسينطلق العنان لمساعيكم في تحقيقها، وستتحقق أحلامكم التي حملتموها طوال فترة وجودكم هنا. فالتعليم الذي تلقيتموه قد أهّلكم جميعاً لتكونوا قادة في مجالاتكم ورواداً لشعبنا، وسينزل كل واحد منكم إلى ميدان العمل مستعداً وقادراً على إحداث فرق.
وبالنسبة للبعض منكم، العالم الأوسع ينتظر. ستتوجهون إلى مؤسسات تعليمية مرموقة عالمياً لمواصلة دراستكم، ومن يمضي في هذا المسار سيكون مهيأً بشكل جيد ومجهزاً بما تعلمه هنا، فالتعليم في الجامعة الأمريكية في كوردستان مهّد لكم الطريق نحو مرحلة عالمية.
هذا الأمر أفتخرُ به على وجه الخصوص، ففي عام 2012، جسّدتُ فكرة إنشاء مؤسسة تحتضن شبابنا المميز، صرحٌ يكرّم الموهوبين والمجتهدين ويكافئهم، ويمنح الفرصة لمن لم يتمكنوا من تجاوز ظروفهم الصعبة بوسائل أخرى.
رئيس إقليم كوردستان العراق يشاطرني هذه الرؤية، وأنا ممتن له على دعمه السبّاق، وعلى استثماره في الشباب ومستقبل كوردستان. اليوم، نحو 70 بالمئة من طلبة الجامعة الأمريكية في كوردستان يكرّسون جهودهم لإتمام دراستهم ضمن منح متنوعة. فهم أفراد ينتمون لجميع فئات المجتمع وشرائحه، ويتميزون بتنوّع مواهبهم، ويشكّلون قوّة دافعة لمستقبلنا.
بالاجتهاد والعمل الجدّي في هذا الحرم الجامعي، ستحققون النجاح بغض النظر عن خلفيتكم الاجتماعية والاقتصادية والهوية العرقية والدينية والإثنية أو الجنس.
تعدّ الجامعة الأمريكية في كوردستان مركزاً لتحقيق تكافؤ الفرص، وتعكس هذه المؤسسة قيم الملا مصطفى بارزاني، الذي أُطلق اسمه على المبنى التأسيسي للجامعة. هذه القيم تتشاطرها حكومتي والمجتمع الذي نسعى إلى بنائه، وهو صرح تحقق فيه الجدارة نجاحها، حيث المعرفة والابتكار هما القوى الدافعة، وتتم مكافئة الرواد. ومن دون أدنى شك، عندما تستثمر رأس المال البشري في كوردستان، ستجد بيئة لا تدرك قدراتك فحسب، بل تستعد وترغب في البناء عليها.
نحن نحتضن، ولا تثبط من هم أكثر ذكاءً منّا، أو من يطرح على الطاولة أفكاراً لم تخطر على بالنا. أنا عازم على تحويل كوردستان إلى أمة معرفية، وواثقٌ تماماً بأن الذين يختارون متابعة دراستهم في الخارج سيجدون سبباً مقنعاً للعودة إلى الوطن عند إتمام تعليمهم.
مهمتنا هي خلق بيئة تستقطب أفضل شبابنا للعودة إلى أرض الوطن. أتعهدُ بهذا الالتزام هذه الليلة، وسنعمل على ذلك بالضبط.
أيها السيدات والسادة نحن لا نخشى التغيير، فمجتمعنا- شأنه في ذلك شأن العالم الذي حوله- يتقدم باستمرار. وبينما نعتز بتقاليدنا وتاريخنا وثقافتنا، إلا أن التأقلم مع الأحداث والعالم يصبح أحياناً ضرورة لا غنى عنها.
دعوتي لكم هذه الليلة تأتي في وقت تضع فيه حكومتي أجندة تحوّلية تهدف إلى تعزيز تنافسية اقتصادنا ومجتمعنا، وتوفير أسس أكثر قوة واستدامة.
إن تحقيق هذا التغيير ليس أمراً هيّناً، وقد سعيتُ جاهداً لكسب ثقة الشعب الكوردي أثناء قيادتنا لهذه المبادرة، سواء في القطاع العام بالمرتبة الأولى، أو في المبادرات المصرفية والزراعية والمبادرات الخاصة. التكاليف التي سنوفرها من الإصلاحات ستستثمر مرة أخرى في اقتصادنا. وستسهم في بناء مجتمع أفضل للجميع.
وبينما أقف أمامكم الليلة أحثكم على اعتماد أفضل الممارسات وصقل مهاراتكم في سوق العمل، وأود أن تدركوا أنني شخصياً أطبّق ما أنصح به. ومن هنا فصاعداً، نحن منخرطون في هذا معاً. أقدم لكم مكاناً في فريق جماعي لبناء كوردستان أقوى. مجتمع يحيي ذكرى أجدادنا وتضحياتهم ويبني دولة مزدهرة تجعلهم وتجعلنا فخورين. نحن قادرون على ذلك، وسنحققه.
أرغب في أن تأخذوا هذه الرسالة معكم بعيداً عن هذا المكان الليلة، وأن تدركوا قدراتكم وتفهموا بأنكم تمتلكون القوة لإحداث التغيير.
وثانياً، عليكم أن تتحلوا بشجاعة قناعاتكم. التفكير النقدي الذي تعلمتموه هنا يمثل مهارة أساسية في رحلة الحياة. ينبغي عليكم توسيع آفاق حدودكم وقول الحقيقة للسلطة، إذ ستكون مساهمتكم محل ترحيب.
بالنسبة لرواد الأعمال والرواد منكم، فإن حكومتي تشجعكم، وأود إبلاغكم بأن منح المشاريع وقروض الصفقات المذهلة سنطلقها قريباً، وسأعلن عن المزيد من التفاصيل في وقت لاحق من العام الجاري، إذ ستكون العملية تنافسية كما يجب، لكنها تشجع المبتكرين والذين يجسدون الشجاعة في تحقيق أحلامهم، فجميع الشركات الكبرى بدأت بفكرة وشجاعة ثم المضي بهما قُدماً. ومعاً نعمل على تحويل كوردستان إلى مركز تتحقق فيه الطموحات. ويطيب لي أن أثني على مؤسسة الجامعة الأمريكية في كوردستان وعلى القادة الأكاديميين الذين ساهموا في تتويج حفل التخرج هذا في هذا المساء، وهم فريق متميز من الرجال والنساء المتفانين الملتزمين بالقيم، التي طمحنا إلى غرسها في هذه المؤسسة، سيترجم عملكم عبر الأجيال وسيسهم في بناء هذا المكان، ليصبح واحداً من أرقى الجامعات في منطقتنا.
كما أتوجّه بكل امتنان وتقدير إلى قيادة الرئيس مسعود بارزاني والتزامه وتفانيه تجاه الشعب الكوردي، فهو الوطني الثابت الذي بفضل دعمه الكبير للتعليم، نجد أنفسنا هنا هذه الليلة.
وبالنسبة لكم، خريجيونا، أود أن أذكركم أن النجاح لا يقاس بالثروة المادية أو التقدير الاجتماعي فحسب، إنه يتعلق بتحديد هدفكم وتأثيركم الإيجابي وعيش حياة زاخرة بالإنجازات. إنه يتعلق بتجاوز شغفكم والسعي نحو أهداف الحياة واكتشاف قيمتكم في عالم يسعى إلى التقليل من شأنكم.
وبينما تستعدون للمرحلة المقبلة من حياتكم، يجب أن تضعوا في نصب أعينكم قوة التعاطف والتعاون. وكشباب قادة، تحملون الآن مسؤولية جماعية لتكونوا حافزاً للعدالة الاجتماعية وللدعوة إلى المساواة. وآمل أن تحافظوا على القيم التي تعلمتموها في هذا الحرم الجامعي وأن تحملوها معكم طوال مسيرتكم الحياتية. احتضنوا المجهول بأذرع مفتوحة، لأنه في عالم الغموض يحدث النمو الفعلي. خاطروا، وتعلموا من أخطائكم، واستمروا في توسيع آفاقكم واستكشاف ما تعتقدون أنه ممكن. وتذكروا أن أعظم الإنجازات في التاريخ نشأت من خلال القيم الراسخة والمرونة والشجاعة.
أيها الخريجون، وأنتم تستعدون لهذا الفصل الجديد، لا تدعوا الخوف يقف حائلاً أمامكم، بل اجعلوه الوقود الذي يحفزكم للتقدم نحو الأمام. واستقبلوا ما كنتم تنتظرونه من تحديّات، لأنها فرص لا تُفوت. فلا حدود لقدراتكم، وأنا واثق بأنكم ستحققون تأثيراً عظيماً على العالم.
أهنئكم، دفعة 2023. أطلقوا العنان بلا تردد، وتشبثوا بأحلامكم، واجعلوا من العالم مكاناً أفضل. المستقبل بين أيديكم، وسيسعدني أن أكون شاهداً على إنجازاتكم.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن