زاكروس عربية – أربيل
لم تكن فاقدة للبصر طوال حياتها، عندما كان عمرها سبع سنوات أفاقت يوماً من النوم لتجد نفسها "فاقدة القدرة على الإبصار".
سارة منقارة، الأميركية من الأصول اللبنانية، ترد ب "ليشفيكَ الله أنتَ!"، عندما كان يقول لها أحدهم: "الله يشفيكي" بسبب ضعف الإبصار الذي تعاني منه.
وما يراه الناس جزءا من المعاناة لدى سارة، تراه هي فرصة وقيمة لتمثيل ذوي الاحتياجات الخاصة في الإدارة الأميركية.
واختار الرئيس الأميركي، جو بايدن، منقارة، لتكون مستشارة خاصة لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في وزارة الخارجية الأميركية، لتعزيز حماية هذه الفئة على الصعيد الدولي.
وتقول سارة في مقابلة مع "الحرة" إن العالم لا يزال ينظر إلى ذوي الاحتياجات الخاصة بـ "نظرة شفقة"، حيث يقول لها الناس: "لديكِ احتياجات خاصة.. أنت لا تبصرين.. يا حرام!.. أنت تعانين.. أنت تتعذبين.. ثمة أمر ناقص في حياتك.. هناك خلل بك".
وتضيف وتصف مشاعرها عندما كانت صغيرة أن هذه التعليقات كانت "تضايقها"، ولكنها بعد ذلك أدركت أهميتها وقيمتها، مؤكدة أن ذوي الاحتياجات الخاصة هم "أشخاص لهم قيمة".
وتشرح أنه باستخدامها الآن للعصا البيضاء في المشي وتحديد مسارها، تعطيها المساحة من الحرية والاستقلالية التي تحتاجها، مشيرة إلى أنها ترى "الأنوار أحيانا، ولكنها لا تستطيع رؤية الألوان، إذ كان الأخضر هو لونها المفضل".
وعادت سارة بذاكرتها وقالت إنها لم تكن فاقدة للبصر طوال حياتها، عندما كان عمرها سبع سنوات أفاقت يوما من النوم لتجد نفسها "فاقدة القدرة على الإبصار"، مشيرة إلى أن أختها أيضا كانت قد فقدت بصرها، عندما كانت تبلغ من العمر سبع سنوات أيضا.
وتشرح أن سبب ما حصل معها ومع شقيقتها تعود لأسباب وراثية، "لأن والدها ووالدتها أقرباء" وهو ما تسبب بإصابتهم فيما يعرف بـ"الضمور البقعي".
و"الضمور البقعي" أو "التنكس البقعي" اضطراب في العين يسبب ضبابية في الرؤية بسبب ترقق الطبقات الداخلية للبقعة الشبكية، والتي قد تصيب إحدى العينين أو كلتيهما، والذي قد ينتج عنه بالنهاية فقدان البصر.
وأكدت سارة أن فقدانها للبصر هي وشقيقتها حفز عائلتها على دمجهم بشكل كبير خلال مراحل حياتهم، خاصة في التعليم، ليتمتعوا بالمزايا ذاتها التي يستفيد منها بقية الأطفال، وقاموا بتشجيعهم على وضع "أهداف وطموحات مثل أي أطفال آخرين".
ولم تحد الإعاقة البصرية التي عانت منها سارة من استكمال تعليمها، لتحصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والرياضيات من جامعة ويسلي، وتستكمل دراستها في جامعة هارفارد وتتخصص في السياسة العامة، مشيرة إلى أنها كانت قبل ذلك قد أسست جمعية خاصة لدمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، من خلال الاعتماد على برامج وسياسات رسمية تعنى بذلك.
وتوضح سارة أنها حاليا تعمل بعد تعيينها من قبل بايدن في منصبها من أجل تعزيز "السياسة الخارجية للولايات المتحدة والتركيز على حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم".
ويعتبر عملها الحالي استكمالا للمهمة التي وضعت نفسها أمامها بدمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع والحياة العامة من خلال السياسات العامة والبرامج العامة، مؤكدة أن رصيدها من خبراتها السابقة هو ما يعزز عملها الحالي.
وتؤكد سارة أن التكنولوجيا حاليا تتيح ميزة الاستقلالية لذوي الاحتياجات الخاصة، فهي تمنحهم القدرة على التواصل، والاستماع للكتب.
وشددت أن هدفها في الحياة الذي تعمل لأجله أن "تجعل المجتمعات تقدر قيمة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة"، ودعت هذه الفئة من المجتمع بألا "تعتبر الإعاقة نوعا من الخطأ الذي أصابهم، وأن يؤمنوا بقيمتهم وجمالهم وقدرتهم على العطاء للمجتمع".
وتعتبر سارة ثاني شخص يقوم الرئيس الأميركي بتعيينه في منصب المستشار الخاص للولايات المتحدة لتمثيل ذوي الاحتياجات الخاصة، بعد جوديث هيومان، التي عينها الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، في عام 2010.
المصدر: موقع الحرة
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن