زاكروس عربية - أربيل
حذر زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اليوم الثلاثاء (23 أيار 2023)، من اعتباره إماماً أو "المصلح الأمين"، وفيما أكد أنه قائد إصلاحي وأن "كل من ادعى إني الإمام المهدي فهو عدو الله وعدو آل الصدر وعدوي على وجه الخصوص"، أشار إلى أن الحرب السياسية مع الفاسدين قد تحولت إلى حرب عقائدية
جاء ذلك خلال الزيارة الخاصة لمقتدى الصدر إلى مرقد والده محمد صادق الصدر وأخويه مؤمل ومصطفى بمناسبة الذكرى الـ (25) لاستشهادهم، حيث قال إن "هذه الزيارة أصالة عن نفسي ونيابةً عن المؤمنين الذين حرموا من الزيارة بسبب ذوي العقائد المنحرفة".
وأضاف: "استغل هذه الفرصة بعيدًا عن من أبغضنا آل الصدر وعن من غالى في حبنا آل الصدر فأقول: إذا قال لي الله تعالى أأنت قلت اتخذوني إماما؟ فأجيب: سبحانك يا ربي ما يكون لي أن أقول ذلك، ما يكون لي أن أقول ذلك، إن قلته فقد علمته، تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك، بل كل من ادعى إني الإمام المهدي فهو عدو الله وعدو آل الصدر وعدوي على وجه الخصوص".
واستدرك: "بل وكل من خذلني بإبعاد هذه الشبهة عني ولم يقاطعهم فهو ليس مني في شيء، إلا إذا تاب وأصلح واتقى والله يحب المتقين، ولا توبة للمدعين".
وتابع: "إن قال لي والدي أأنت ادعيت بأنك الإمام المهدي؟ فأجيبك يا سيدي: ما كان لي ولا ينبغي لي ولا يحق لي ذلك، فإنها لكبيرة وفيها ظلم عظيم للإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) فكل من ادعى أنني الإمام المهدي فهو عدوك وعدوي وليس من أتباعنا آل الصدر.. سيدي إني اعتزلتهم وما يدعون لأنهم غير مستحقين لوجودنا بينهم ومعهم".
وم1ى بالقول: "ولمن يدعي بأنني المصلح الأمين أقول: لا تشوهوا وجه الإصلاح والمصلحين، فما أريد أن أكون جبارًا في الأرض، وما أريد أن أكون من المفسدين ولا مع الفاسدين، لا في داخل التيار ولا خارجه، وما أكثر فسادًا أن يدعي الفرد الإمامة، وما أكثر فسادًا أن تدعون لي ذلك، فإن رضيتم بي قائدًا إصلاحيًا غير مجتهد ولا معصوم ولا إمام فأهلًا بكم، وإلا فهذا فراق بيني وبينكم إلى يوم الدين".
واختتم: "ثم أريد أن أنوه أن الحرب السياسية مع الفاسدين قد تحولت إلى حرب عقائدية، فهذا ديدن الفاسدين والمنشقين وتدعمهم أيادٍ خارجية".
وفي 6 أيار الجاري، أصدر زعيم التيار الصدري، تعليمات بخصوص مراسم إحياء ذكرى الشهادة الخامسة والعشرون لوالده، حسب ما نقل عنه صالح محمد العراقي، وتضمنت التعليمات: "يمنع من دخول المرقد دون الحضور كلّ من امتنع عن التوقيع على وثيقة العهد بالدم"، كما منع "حضور السياسيين في احتفالات الذكرى"، مشيراً إلى أن ذلك "يقتصر على السياسيين الصدريين حصراً فقط".
وفي 19 شباط 1999، قتل محمد صادق الصدر الذي كان معروفاً بمناهضة نظام حزب البعث العربي الاشتراكي بزعامة صدام حسين، في تفجير سيارة كانت تقله رفقة نجليه مؤمل ومصطفى خلال عودته إلى منزله بمحافظة النجف، في الرابع من ذي القعدة الموافق التاسع عشر من شباط عام 1999 حيث تعرض السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر لعملية ملاحقة من قبل سيارة مجهولة بعد خروجه من الصحن الحيدري باتجاه منزله في منطقة الحنانة برفقة نجليه مؤمل ومصطفى، فأطلقوا النار على السيارة التي كان يستقلها مع نجليه وسرعان ما اصطدمت العجلة بشجرة قريبة، فترجل المهاجمون من سيارتهم وبدأوا بإطلاق النار بكثافة على السيد الصدر ونجليه فاستشهد السيد مؤمل فوراً، أما السيد محمد محمد صادق الصدر فقد تلقى رصاصات عدة، ولكنه بقي على قيد الحياة، وعند نقله إلى المستشفى تم قتله برصاصة بالرأس من قبل أزلام النظام المباد، أما السيد مصطفى فأصيب بجروح ونقل إلى المستشفى من قبل الأهالي وتوفى هناك متأثراً بجراحه.
وعلى إثر انتشار خبر استشهاد السيد محمد محمد صادق الصدر شهدت مناطق جنوب العراق ومدن عديدة في العاصمة بغداد، غضباً شعبياً عارماً عرف بانتفاضة الصدر 1999 التي قاومها النظام البعثي وأجهزها بالقتل والاعتقالات والمطاردات.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن