زاكروس عربية - أربيل
تضاعفت التساؤلات عن أسباب عودة حرائق حقول القمح والجهات التي تقف خلفها، بعد أسبوع واحد من إعلان وزارة الزراعة حول إمكانية الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول، فيما تؤكد وجود أطراف لا تريد الاكتفاء العراقي من الحنطة، واستمرار الحاجة إلى الاستيراد.
تمكنت قوات الجيش المساندة لفرع الدفاع المدني في صلاح الدين، مساء اليوم الأربعاء (10 أيار 2023)، من إنقاذ مئات الآلاف الدونمات المزروعة بمحاصيل القمح من حريق "مدمر" في أطراف قضاء آمرلي شرقي المحافظة.
كشفت مصادر محلية أن قوات الجيش وفرق الدفاع المدني أنقذتا مئات الألاف من دونمات القمح من حريق نشب في قرية (الزنجليه) شمال غرب آمرلي وتمت السيطرة ومنعت تمدده وبمساندة الدوائر الخدمية والأمنية.
كذلك نشبت أمس، الثلاثاء، حرائق في مزارع الحنطة شمالي بلدة "سموم"، في قضاء سامراء بمحافظة صلاح الدين، والتهمت هذه الحرائق نحو 20 دونما مع مرشات الري. ورغم السيطرة على هذه الحرائق إلا أنها فتحت مجالات التساؤل عن الجهات التي تقف خلفها.
الأسبوع الماضي، كشفت وزارة الزراعة عن إمكانية تحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول القمح خلال الموسم الحالي، بعد موسم جيد من الأمطار شهدته البلاد، فيما تحدثت وزارة الزراعة عن وجود مساع حكومية حقيقية لعدم استيراد الحنطة من الخارج والاعتماد على الإنتاج المحلي.
والتهم حريق في محافظة النجف، الأسبوع الماضي، عشرات الدونمات الخاصة بزراعة الحنطة دون معرفة الأسباب، في حين التهم حريق هائل حقل محصول الحنطة في ناحية العدل بمحافظة ميسان، كما تمكنت فرق الدفاع المدني من إخماد حريق كبير اندلع داخل حقل للحنطة في منطقة الصياحية بمحافظة بابل.
في الوقت الذي نفى فيه المتحدث باسم وزارة الزراعة الاتحادية محمد الخزاعي وصول التحقيقات الأولية إلى تورط أي جهة أو شخص مشيراً إلى أنها قد تكون ناتجة عن طريقة تهيئة الأرض قبل زراعتها من قبل المزارعين"، مبيناً أن "حملات الحصاد مستمرة إلى الآن والعراق مقبل على الوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من الحنطة، وأنّ هناك أكثر من 8.5 ملايين دونم داخلة ضمن خطة الوزارة الزراعية لهذا العام".
أضاف الخزاعي أن "هناك 4 ملايين دونم في الأراضي الصحراوية دخلت إلى خطة الوزارة الخاصة بزراعة الحنطة عبر الاعتماد على مياه الآبار في ظل أزمة الجفاف التي تضرب العراق منذ سنوات ماضية".
فيما نشرت منصات تابعة لأحزاب عراقية وفصائل مسلحة موالية لإيران عدة مقالات ومقاطع مصورة لم تعرف طبيعتها، إن كانت قديمة أم حديثة، وربطت الأحداث الأخيرة بتنظيم "داعش"، لا سيما في محافظة صلاح الدين، وأن التنظيم أحرق المزارع بعد رفض الأهالي تسليم الإتاوات، وفقاً لتعبيرهم.
إلى ذلك تساؤل ناشطون إذ كان تنظيم داعش مسؤولاً هم حرائق صلاح الدين فهل هو موجود في بابل والنجف وميسان ، مؤكدين أن "هناك أجندة سياسية وأمنية واقتصادية تمنع أي تقدم للعراق في مجال التمكين الزراعي والاكتفاء الذاتي، وليس فقط إيران تعمل على ذلك، بل دول عدة".
لافتين أن وزارة الزراعة كانت قد أعلنت عام 2019، أنها تمكنت من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحنطة، بعدما كانت تستورد من أميركا وأستراليا، لكن بعد ذلك بأيام اندلعت حرائق كبيرة أدت إلى خسارة نحو 50 ألف دونم كانت مزروعة بمحصول القمح، ما يعني أن هذه الإرادة المخربة تظهر كلما تقدم العراق في هذا المجال".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن