زاكروس عربية - أربيل
خذوا المال، خذوا السلطة، خذوا كل شيء ولكن اتركوا الحياة للأجيال..!!
بهذه الكلمات يخاطب بطل مسرحية "الزعيم" الشهيرة، الفاسدين بعد أن اكتشف مؤامرة طمر النفايات النووية في بلاده، مقابل حفنة من الدولارات..
وفي العراق رأى الشعب بعينه أنواع المفاسد التي طالت كل شيء، ابتداء من المال العام والاراضي ومقدرات الدولة والمؤسسات وحقوق الأجيال، وإنهار معها أو يكاد ينهار كل شيء، بسياسات تدميرية بعضها ممنهج..حتى وصل الحال بالدولة إلى أن تأكل نفسها بلا إنتاج حقيقي ولا استثمار، حيث الرهان على الريع النفطي المعرض للتقلبات.
غاب التخطيط الاقتصادي السليم وغابت معه آمال التغيير، لكن للحياة بقيت في الأجيال التي قد تنهض بالمجتمع بعد عقدين أو ثلاثة أو أكثر، لكن بضمان سلامتها.
وتأتي الأخبار والتقارير بأن أشكال الفساد التي تجاوزت كل الحدود وصلت إلى الطمر غير الآمن للنفايات السامة، وبينها ١٨٠ طنا من غازات سيانيد الصوديوم والسارين والتابون.
ويقول خبراء ومتخصصون أن جهات مستفيدة تمكنت حتى في خداع المنظمة الدولية المعنية بملاحقة النفايات السامة والخطرة والملوثات بأنواعها، حيث قدمت تقارير غير حقيقية عن أماكن التخلص منها.
ويؤكد الخبراء ان هذه السموم المطمورة، وجزء منها تم دفنه في مناطق ما بين بغداد وسامراء بمثابة قنبلة موقوتة، خاصة وأنها تقع قرب الانهار والمسطحات المائية، وأن أقل ضرر قد يلحق بسببها هو الضرر البيئي والهواء ما ينذر بكارثة التسمم، فضلا عما يلحق بالأجيال المقبلة والأرض والسماء والماء من أخطار.
إن التحديات التي تواجه حكومة السوداني كبيرة، ويدركها العراقيون ولكن لبعضها الأولوية في المعالجة، ولذا فهي مدعوة الى فتح ملف الطمر الخطير قبل وقوع الكارثة حتى لو اضطرها ذلك إلى استدعاء وطلب خدمات أممية.
تقرير كمال بدران
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن