زاكروس عربية – أربيل
أكد الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، اليوم الإثنين (27 شباط 2023)، أن العراق جاد في مكافحة الفساد، وأن العلاقات مع دول الجوار مصدر قوة للعراقيين، فيما عبر عن تفاؤل كبير في المجالات الاقتصادية والسياسية، وأكد استعداد بغداد للاستمرار في وساطتها بين السعودية وإيران.
رشيد الذي كان يتحدث في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" عبر عن أمله أن تكون صورة بلاده أمام العالم بأنه "بلد سلام وديمقراطية ويعتزم بناء حياته الاقتصادية وأن له حكومة تخدم البلد والمنطقة"، ولفت إلى أن العراق " تغلب على المصاعب التي واجهته خلال العقدين الماضيين"، وأنه بات "أكثر استعداداً من أجل التركيز على تحسين الحياة اليومية لمواطنيه".
كما لفت إلى أن "السلام والأمن يعمان كافة أنحاء البلد"، داعياً محاوره إلى تقديم هذه الصورة "سأكون سعيداً جداً، لو أنك إذا كنت ستكتب وتؤكد على ذلك بدلا من تقديم صورة للعراق كأنه لا يزال منطقة حرب وهو الذي ما تزال وسائل إعلام عديدة تقوله".
تطرق رشيد إلى ضعف البنية التحتية في العراق وسوء الخدمة الكهربائية وتعثر خطط النقل العام بالرغم من ثروته النفطية، معزياً سببه إلى الأضرار الناجمة عن "الصراعات والارهاب، ونتيجة لعدد من السنوات التي عاشها في حالة حرب".
وبين رشيد الذي كان يتحدث في مقره الرئاسي في قصر صدام السابق، أن معظم العراقيين يعتقدون أن غزو الولايات المتحدة وحلفائها للعراق تحت حكم صدام، كان ضروريا بسبب وحشية الديكتاتور السابق، موضحاً أن غالبية العراقيين "بما في ذلك جميع شرائح المجتمع، الكورد والسنة والمسيحيين والشيعة، كانوا جميعا ضد صدام، يشعرون بالتقدير أن الولايات المتحدة وحلفائها جاءوا من أجل انقاذ العراق".
إلا أن رشيد استدرك قائلا إنه "من الواضح أن بعض الأمور لم تجر كما كنا نأمل. لم يتوقع أحد داعش ولا تفجيرات السيارات المفخخة. وكان ينبغي أن تكون هناك سيطرة منذ البداية. وكان يجب أن تتم دراسة وتخطيط الموضوع منذ البداية. واعتقد أن الاسطورة كان مفادها إنه بمجرد إزاحة صدام، فان العراق سيصبح جنة".
مع ذلك، فإن رشيد برغم إشارته إلى أن الواقع أظهر إنه أكثر صعوبة، إلا أنه قال إن ذلك لم يضعف التزام العراق بالديمقراطية، أوضح أنه "حتى لو كانت لديك صراعات وإذا كانت لدينا جدل، فمن الأفضل أن تتمتع بالحرية والديمقراطية بدلاً من الديكتاتورية".
في حين أقر رشيد بأنه لا تزال هناك نزاعات، إلا أنه حث العراقيين، وخاصة الشباب، على التمتع بالصبر و أن يؤمنوا بالمستقبل، قائلا إنه "ليس لدينا خيار سوى العيش معا، وأن نسمح بإجراء انتخاباتنا الديمقراطية لكي تمثل قيمنا."
ونقل التقرير عن رشيد قوله إن تحسين العلاقات مع الجيران بما في ذلك إيران وسوريا والكويت والسعودية وتركيا والاردن، هو "مصدر قوة للعراق". وتباهى رشيد وهو يشير إلى أن العراق استضاف اجتماعا للبرلمانيين العرب يوم السبت الماضي.
كما أعرب الرئيس العراقي عن استعداد بغداد للاستمرار في العمل كوسيط في المحادثات المتوقفة حاليا بين إيران والسعودية.
إلى ذلك، تعهد رشيد باتخاذ موقف قوي من الفساد. وقال "اعترف بإننا عانينا وما زلنا نواجه بعض المشاكل مع الفساد، لكن الحكومة جادة للغاية (بمحاربته)".
وأضاف إن الحكومة والبنك المركزي يتخذان إجراءات بهدف تنظيم التحويلات إلى خارج البلاد والتصدي لتبييض الأموال. وحول الجوانب الاقتصادية الاخرى، قال رشيد إن العراق يركز على إعادة بناء الصناعة والزراعة التي تضررت بعد سنوات من الصراعات، كما يحاول تطوير احتياطاته من الغاز الطبيعي حتى لا يظل معتمدا على شراء الغاز من الدول المجاورة.
وبرغم انخفاض قيمة الدينار خلال الشهور الماضية، إلا أن رشيد قال الافاق التي أمام العراق، جيدة، لان اقتصاده مدعوم بإنتاج النفط وارتفاع أسعار النفط العالمية. وأوضح الرئيس العراقي ان "العراق اقتصاديا في وضع سليم وهو ربما يكون أحد دول العالم التي (ليس لديها) عجز في ميزانيتها".ش
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن