زاكروس عربية – أربيل
أعلنت مديرية شؤون المخدرات الاتحادية، اليوم الجمعة (27 كانون الثاني 2023)، عن تفكيك شبكات تجارة وترويج المخدرات والقاء القبض على (1104) متهمين منذ بداية العام الجاري.
وتحول العراق من معبر للمخدرات إلى مستهلك في العقدين الأخيرين، حسب متخصصين، فإن تجارة وتعاطي المخدرات في البلاد وصلت إلى آفاق غير مسبوقة تنهش جسد المجتمع، مدعومة من مصادر تقف خلفها الدول المجاورة للعراق.
وتنتشر المخدرات وتباع وتوزع في المناطق الفقيرة والمحرومة في بغداد العاصمة والمحافظات الأخرى خاصة الجنوبية منها، ولا توجد إحصائية رسمية منشورة لأعداد المتعاطين للمخدرات في البلاد، ولكن وحسب مسؤولين أمنيين فإنها تنتشر بين فئة الشباب ومن كلا الجنسين، وسط جهود أمنية مكثفة لوقف هذه الظاهرة ومحاربتها.
وذكرت المديرية في بيان أنها "نفذت عمليات نوعية خلال أول 25 يوم من العام الجاري ضمن محافظة بغداد وباقي المحافظات، وأنه بموجب قرارات قضائية تم القبض على (1104) متهمين بتجارة وترويج ونقل وتعاطي المخدرات وضبط (22،159) كيلو غراماً من المخدرات بمختلف الأنواع و(129،784) قرصاً مخدرا ًومؤثرات عقلية و(68) قطعة سلاح ناري متنوعة و(63) عجلة”.
وأضافت أنه “سيستمر تنفيذ العمليات الأمنية الاستباقية لضبط كل ما له مساس بجريمة المخدرات”.
ويقول الناشط في مجال مكافحة المخدرات، نمير العبيدي، إن "المقاهي أحد أبرز أماكن انتشار تعاطي وترويج المخدرات. سابقاً كان أولياء الأمور يمنعون أبناءهم من الذهاب إلى المقاهي خوفاً عليهم من التدخين، لكن الآن باتت المخاوف أن تجرهم زيارات المقاهي إلى الإدمان على المخدرات، مثل الكريستال والكبتاغون، وهي أرخص الأنواع، لكن خطرها كبير كونها تحتوي على مواد كيماوية مصنعة، ومصدرها في الغالب إيران وسوريا".
يتابع العبيدي: "أغلب مرتكبي الجرائم المختلفة ثبت أنهم يتعاطون هذه الأنواع من المخدرات، وحان وقت مطالبة أولياء الأمور بمراقبة أولادهم، ليس فقط خلال ارتياد المقاهي، بل الانتباه أيضاً إلى أصدقاء المدرسة والحي، والبنات لسن بمعزل عن هذا الخطر، فالأرقام تشير إلى أن نسب الإدمان بين الإناث مرتفعة أيضاً".
ووفقاً للمتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء خالد المحنا، فإنّ "عمليات القبض على مروّجي المخدرات تتم بشكل يومي"، مبيناً في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية ظن نهاية العام المنصرم، أن "عدد الذين تم القبض عليهم بقضايا المخدرات خلال العام الحالي (2022) زاد عن 14 ألف متهم"، معتبرا ذلك "صورة عن جهود القوات الأمنية".
ويؤخذ على قانون مكافحة المخدرات في العراق، الذي تم تحديثه عام 2017 أنه ضمّ ثغرات تحول العقوبة من سجن مؤبد إلى خمس سنوات للمتاجرين، وأن هذه العقوبة لا توازي الجريمة التي تعد ثاني أخطر جريمة في العالم، على عكس القانون السابق الذي كان يعامل المتعاطي والمتاجر جناية وليست جنحة، ويحاكم عليها بأشد العقوبات.
وكانت وزارة الصحة العراقية، قد أعلنت في الـ 18 من الشهر الماضي، إتلاف نحو 6 أطنان من المخدرات تم ضبطها خلال السنوات السابقة على فترات متتابعة، معتبرة أن الكمية هي أكبر كمية مخدرات يتم إتلافها في البلد.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن