Erbil 20°C السبت 23 تشرين الثاني 11:58

مؤكداً دعم السوداني.. نيجيرفان بارزاني من بغداد: لدينا فرصة لحل جميع المشاكل والعمل بروح الشراكة

Zagros TV

زاكروس عربية – أربيل 

أكد رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، اليوم السبت (21 كانون الثاني 2023)، عدم جواز إهمال الدستور مثلما يحصل الآن، بل يجب تطبيقه بالكامل، وأن يكون نظام إدارة العراق بشكل عملي و حقيقي نظاماً فيدرالياً، وفيما شدد على إتاحة الفرصة والوقت لحلّ جميع المشاكل والعمل معاً بروح الشراكة، أشار إلى دعم رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، "الذي يسعى إلى إعادة السلطة المدنية والمحلية إلى جميع المحافظات، ويحاول تمهيد الأرضية للحوار والاتفاق بشأن المشاكل العالقة بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية".

وقال نيجيرفان بارزاني في مراسم الذكرى السنوية العشرين لاستشهاد السيد محمد باقر الحكيم: "باسم شعب كوردستان، أحييّ الروح الطاهرة لشهيد المحراب وكلّ شهداء حرية العراق"، مضيفاً: "مع إحياء ذكرى شهيد المحراب، السيّد محمد باقر الحكيم، نستعيد جميع ذكريات النضال المشترك ضدّ الظلم والدكتاتورية".

وتابع: "يحظى السيّد محمد باقر الحكيم باحترامٍ كبيرٍ لدى الحركة التحررية الكوردستانية، لأنّه، كأحد مؤسّسي حركة المقاومة الإسلامية في العراق، كان مؤمناً على الدوام بلم شمل كلّ القوى. في مؤتمر نُصرة شعب العراق في طهران عام 1986، ساهم مع والدي إدريس بارزاني في تقوية النضال المشترك للكورد والشيعة وجميع مكوّنات العراق. كانت العلاقة القويّة بين السيّد محمد باقر الحكيم والرئيس مسعود بارزاني والرئيس جلال طالباني تُفرِحُ الشعب العراقي بوحدة المعارضة العراقية وأصبحت عاملاً لكي يدعم المجتمع الدولي الشعب العراقي والمعارضة العراقية ضدّ الدكتاتورية".

وأضاف: "تلك العلاقة القويّة بين الأطراف جعلت المعارضة العراقية في مؤتمر لندن في عام 2002 ومؤتمر صلاح الدين تتّفق على خطابٍ وبرنامجٍ موحّد لمرحلة ما بعد الدكتاتورية، على أساس ضمان حقوق جميع المكوّنات وإدارة العراق وفق نظامٍ فيدرالي".

وذكر أن "شهيد المحراب ومجاهد العراق الكبير السيّد محمد باقر الحكيم كان أحد علماء العراق في مجالات الشريعة والفلسفة والاقتصاد، ولذلك كان صاحب فكرٍ منفتح على جميع القوميات والمذاهب. إنّ سعة علم الزعماء تجعلهم دائماً يبتعدون عن العداء القومي والمذهبي ويعملون على تقوية جسور التواصل والتعايش".
 
‌وأردف قائلاً إن "علاقة زعيم ثورة كوردستان المرحوم ملا مصطفى بارزاني مع مرجعية النجف، جعلت السيّد محسن الحكيم يدعم دعماً كاملاً الشعب الكوردي المضطّهد، ويُصدر في عام 1965 فتوى بتحريم قتال البيشمركة والكورد. كما كرّر شهيد العراق الكبير آية الله العظمى محمد باقر الصدر، عام 1974، بوضوح نفس الفتوى بتحريم قتال الكورد، وأيضا ساند آية الله العظمى السيّد علي السيستاني، أطال الله عمره، الدستور العراقي لأنّه منح الحقّ لجميع مكوّنات العراق. فقد أقرّ الدستور العراقي تعايش جميع العراقيين على أساس التوافق بين مكوّنات العراق بصيغة اتحادية".

وشدد على أن "بناء الثقة والنضال المشترك لجميع الأطراف في سبيل التحرّر من الدكتاتورية والاضطهاد خلق المحبّة بين جميع قوميات ومكوّنات العراق. ونتيجة لذلك العمل الجماعي، كتبنا معاً دستوراً يحقّق الوحدة بين جميع مكوّنات العراق على أساس تأمين حقوق جميع المكونات بالمساواة".
 
وتابع: "هذا الدستور هو عقدٌ سياسي واجتماعي بين جميع مكوّنات العراق لا يجوز إهماله مثلما يحصل الآن، بل يجب تطبيقه بالكامل، حتى لا ترى الناس نفسها بعيدة عن العملية السياسية في العراق. يجب ضمان حقوق جميع المكوّنات وفق الدستور وأن يكون نظام إدارة العراق بشكل عملي و حقيقي نظاماً فيدرالياً، وهذا هو المبدأ الأساسي للدستور والنظام السياسي والإداري للعراق، والذي صوّت عليه الشعب العراقي في أكبر استفتاءٍ في تاريخ العراق".

ومضى بالقول: "من منظور تطبيق الدستور، نحن ندعم رئيس الوزراء السيّد محمد شيّاع السوداني، الذي يسعى إلى إعادة السلطة المدنية والمحلية إلى جميع المحافظات، ويحاول تمهيد الأرضية للحوار والاتفاق بشأن المشاكل العالقة بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، ويحاول تأمين الخدمات ومن بينها الضمان الصحي للمواطنين، ويحاول إعادة التوازن لمشاركة جميع مكوّنات العراق في جميع مؤسسات الدولة بما فيها الجيش العراقي".

  وأشار إلى أنه "أنا سعيدٌ للغاية أن أزور اليوم بغداد بمناسبة خاصّة وليس من أجل مباحثاتٍ سياسية. في الحقيقة بغداد مدينة عزيزة على قلوبنا. إذا تمّ احترام حقوق جميع الأقاليم والمحافظات في بغداد العاصمة الفيدرالية للعراق، وإذا أصبحت مؤسسات الدولة انعكاساً حقيقيّاً للنظام الفيدرالي، وإذا تمّ تأمين الحقوق والخدمات بمستوى عالٍ لجميع مواطني العراق، سوف تصبح بغداد قويّة جدّاً. حينها ستصبح بغداد حامية جميع أقاليم ومحافظات العراق. بتكاتفنا، نستطيع أن نكون أقوياء وأن نعزّز موقع العراق".
 
وأردف قائلاً: "في أسوأ الأوضاع التي شهدتها بغداد، كان جميع العراقيين يفتخرون بالأمن والإزدهار في إقليم كوردستان، لأنّه كان، كجزءٍ من العراق، أمل عودة الأمن والإزدهار إلى عموم العراق". 
 
ولفت إلى أن "الرئيس مسعود بارزاني يعتزّ دائماُ في خطاباته عن انتفاضة 1991 بأنّ مئات الألوف من الجنود العراقيين في عهد النظام السابق أٌعيدوا بسلام إلى بيوتهم. ونحن الآن لدينا أمرٌ آخر نعتزُّ به، وهو أنّ بعد حرب داعش جاء مليونان وثمانمئة ألف نازحٍ من مختلف مدن الشمال والوسط إلى كوردستان، ولكن حتى عودتهم وحتى الآن لم يقع أيّ حادث سيء أو أي حادثة عنف. وهذا محلّ افتخارٍ وعلامة على أنّ هناك محبّة بين أبناء العراق. وهذا يعني أيضاً أن الأرضية مهيّأة لتطبيق الدستور في العراق وأنّ الناس تدعم إنهاء المشاكل".
 
وواصل خطابه قائلاً: "كما ترون، نحن نحتاج  الى أن نساند بعضنا في الأوقات الصعبة، وكلّ نجاحاتنا هي نتاج عملنا المشترك، ولذلك الآن لدينا فرصة والوقت مناسبٌ جدّاً لكي يقرّر كلٌّ منّا العمل باتجاه التعايش وحلّ جميع المشاكل. لا يجب أن ننظر إلى بعضنا كمنافسين، بل يجب العمل معاً بروح الشراكة".
 
وأكد  على أن "مناطق وأقاليم ومحافظات العراق، والقوميات والأديان والمذاهب في العراق ليست أعداء لبعضها، بل هذه التعددية القومية والدينية والمذهبية هي قوّة للعراق. من خلال المساواة يصبح جميعها قوّة تقدّمٍ للعراق. في نظامٍ ديمقراطيٍّ ومدنيٍّ واتّحادي، تصبح جميعها مكمّلة ومساندة لبعضها. إنّ عالم اليوم هو عالم متعدّد القوميات والأديان، حيث لم يعد هناك أيّ بلد أو مدينة ذات لونٍ واحدٍ، ولهذا السبب أصبح تطوّر العالم أسرع من أيّ وقتٍ آخر".
 
وبيّن: "الآن، بالإضافة إلى الكورد والعرب والتركمان والأشوريين والكلدان، يعيش أبناء أكثر من أربعين قومية في إقليم كوردستان، وقد خلقوا معاً الإعمار والتنوّع الثقافي، ويعيشون جميعاً مع بعضهم بسعادة وبلا مشاكل في إقليم كوردستان. وهذا فخرٌ كبيرٌ لنا جميعاً".
 
وذكر أنه "لقد شاهدنا أنّ أكبر دكتاتورية، وأعنف نظام أمني وعسكريتاري ورافض للتنوّع في العراق لم يستطع الاستمرار، لأنّ العراقيين يريدون أن يفرحوا بتنوّعهم وسلامهم وأن يتعايشوا معاً. وكان هذا هو هدف شهيد المحراب آية الله العظمى محمد باقر الحكيم (قدّس سرّه) وجميع شهداء حرية العراق. إنّ الرغبة الحقيقية لجميع العراقيين هي العيش معاً في ظلّ المساواة، ولذلك يجب تحويل هذه الرغبة إلى ممارسة فعلية. وفي الختام، نفتخر جميعاً بالإعمار والتطوّر، وليس بإطالة وتعميق الخلافات والمشاكل"، مبيناً: "آمل أن يتمّ حلّ جميع المشاكل قريباً وأن يعيش العراقيون بسعادةٍ متمتّعين بخدماتٍ جيّدة". 

ووصل رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، اليوم السبت (21 كانون الثاني 2023)، إلى العاصمة العراقية بغداد للمشاركة في الحفل التأبيني الرسمي بمناسبة يوم الشهيد العراقي وذكرى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم.

وأقيمت المراسم التأبينية بمشاركة الرئاسات الأربع، ورئيس إقليم كوردستان في مكتب عمار الحكيم ببغداد. 

وأفادت رئاسة الإقليم بأن نيجيرفان بارزاني سيلتقي بعد انتهاء المراسم بالقادة والمسؤولين في بغداد من بينهم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.

والسيد محمد باقر الحكيم (و. 1939 - ت. 29 آب 2003)، كان رجل دين شيعي عراقي بارز وقائد المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الأسبق، اغتيل بتفجير قنبلة في النجف عام 2003 عندما كان في الثالثة والستين من عمره أثناء مغادرته ضريح الإمام علي (عليه السلام) كما لقى 75 آخرين مصرعهم في التفجير.

وفيما يلي نص الكلمة:

السادة الحضور،

السلام عليكم وأهلاً وسهلاً بكم في مراسم يوم (شهيد الوطن) والذكرى السنوية العشرين لاستشهاد آية الله العظمى محمد باقر الحكيم (قدّس سرّه).

باسم شعب كوردستان، أحييّ الروح الطاهرة لشهيد المحراب وكلّ شهداء حرية العراق.

مع إحياء ذكرى شهيد المحراب، السيّد محمد باقر الحكيم، نستعيد جميع ذكريات النضال المشترك ضدّ الظلم والدكتاتورية. يحظى السيّد محمد باقر الحكيم باحترامٍ كبيرٍ لدى الحركة التحررية الكوردستانية، لأنّه كأحد مؤسّسين الرئيسيين لحركة المقاومة الإسلامية في العراق، كان مؤمناً على طيلة سنوات نضاله بلم شمل كلّ القوى.

ففي مؤتمر نُصرة شعب العراق في طهران عام ألف وتسعمائة وستة وثمانين،ساهم مع والدي إدريس بارزاني في تقوية النضال المشترك للكورد والشيعة وجميع الاطراف والمكونات العراقية. كانت العلاقة القويّة بين السيّد محمد باقر الحكيم والرئيس مسعود بارزاني والرئيس جلال طالباني، تُفرِحُ الشعب العراقي بوحدة المعارضة العراقية وأصبحت عاملاً لكي يدعم المجتمع الدولي الشعب العراقي والمعارضة العراقية ضدّ الدكتاتورية.

هذه العلاقة القويّة بين الأطراف، جعلت المعارضة العراقية في مؤتمر لندن في العام الفين واثنين وكذلك مؤتمر صلاح الدين في شباط ألفين وثلاثة، تتّفق على خطابٍ وبرنامجٍ موحّد لمرحلة ما بعد الدكتاتورية، على أساس ضمان حقوق جميع المكوّنات وإدارة العراق وفق نظامٍ فدرالي.

كان شهيد المحراب ومجاهد العراق الكبير السيّد محمد باقر الحكيم، كان أحد علماء العراق في مجالات الشريعة والفلسفة والاقتصاد، ولذلك كان صاحب فكرٍ منفتح على جميع القوميات والمذاهب. إنّ سعة علم الزعماء تجعلهم دائماً يبتعدون عن العداء القومي والمذهبي ويعملون على تقوية جسور التواصل والتعايش.

‌إن علاقة زعيم ثورة كوردستان المرحوم ملا مصطفى بارزاني مع مرجعية النجف، جعلت السيّد محسن الحكيم يدعم دعماً كاملاً الشعب الكوردي المضطّهد، ويُصدر في العام الف وتسعة مئه‌ وخمسة وستين، فتوى بتحريم قتال البيشمركة والكورد. كما كرّر شهيد العراق الكبير آية الله العظمى محمد باقر الصدر، عام الف وتسعمائة‌ واربعة وسبعين، كرر بوضوح نفس الفتوى بتحريم قتال الكورد.

وأيضا ساند آية الله العظمى السيّد علي السيستاني، أطال الله عمره، الدستور العراقي لأنّه منح الحقّ لجميع مكوّنات العراق. فقد أقرّ الدستور العراقي تعايش جميع العراقيين على أساس التوافق بين مكوّنات العراق بصيغة اتحادية.

السادة الحضور…

نتيجة بناء الثقة والنضال المشترك لجميع الأطراف في سبيل التحرّر من الدكتاتورية والاضطهاد خلق المحبّة بين جميع قوميات ومكوّنات العراق. ونتيجة لذلك العمل الجماعي، كتبنا معاً دستوراً يحقّق الوحدة بين جميع مكوّنات العراق على أساس تأمين حقوق جميع المكونات بالمساواة.

هذا الدستور هو عقدٌ سياسي واجتماعي بين جميع مكوّنات العراق لا يجوز إهماله مثلما يحصل الآن، بل يجب تطبيقه بالكامل، حتى لا ترى الناس نفسها بعيدة عن العملية السياسية في العراق. يجب ضمان حقوق جميع المكوّنات وفق الدستور وأن يكون نظام إدارة العراق بشكل عملي وحقيقي، نظاماً فدرالیا، وهذا هو المبدأ الأساسي للدستور والنظام السياسي والإداري للعراق، والذي صوّت عليه الشعب العراقي في أكبر استفتاءٍ تٲريخي في العراق.

ومن منظور تطبيق الدستور، فإننا في إقليم كوردستان وبناء على اتفاقية تشكيل الحكومة الاتحادية العراقية، نكرر دعمنا لرئيس الوزراء السيّد محمد شيّاع السوداني، ونأمل أن تنفذ بنود اتفاقية تشكيل الحكومة في وقت قريب. كما ندعم سيادته في سعيه إلى إعادة السلطة المدنية والمحلية إلى جميع المحافظات، وعمله على تمهيد الأرضية للحوار والاتفاق بشأن المشاكل العالقة بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، وسعيه لتأمين الخدمات وإعادة التوازن لمشاركة جميع مكوّنات العراق في جميع مؤسسات الدولة بما فيها الجيش العراقي.

السادة الأكارم..

ارتأينا أنه من الضروري أن نأتي اليوم إلى بغداد للمشاركة في هذه المناسبة المتميزة، فبغداد في الحقيقة مدينة عزيزة. إذا تمّ احترام حقوق جميع الأقاليم والمحافظات في بغداد العاصمة الفدرالیة للعراق، وإذا أصبحت مؤسسات الدولة انعكاساً حقيقيّاً للنظام الفدرالي، وإذا تمّ تأمين الحقوق والخدمات بمستوى عالٍ لجميع مواطني العراق، سوف تصبح بغداد قويّة جدّاً. حينها ستصبح بغداد حامية جميع أقاليم ومحافظات العراق. فبتكاتفنا، نستطيع أن نكون أقوياء وأن نعزّز موقع العراق.

عندما كان العراق يمر بأسوأ الأوضاع، كان جميع العراقيين يفتخرون بالأمن والإزدهار في إقليم كوردستان، لأنّه كان، كجزءٍ من العراق، يبعث الأمل في عودة الأمن والإزدهار إلى عموم الوطن.

إنّ الرئيس مسعود بارزاني يعتزّ دائماً في خطاباته عن انتفاضة عام الف وتسعمائة وواحد وتسعين بأنّ مئات الألوف من الجنود العراقيين في عهد النظام السابق، أٌعيدوا بسلام من كوردستان إلى بيوتهم. ونحن الآن لدينا أمرٌ آخر نعتزُّ به، وهو أنّه بعد حرب داعش جاء مليونان وثمانمئة ألف نازحٍ من مختلف مدن جنوب ووسط العراق إلى كوردستان، وحتى عودتهم وحتى الآن لم يقع أيّ حادث سيء أو أي حادثة عنف. وهذا محلّ افتخارٍ وعلامة على وجود المحبّة والاحترام بين أبناء العراق. وهذا يعني أيضاً أن الأرضية مهيّأة وبقوة لتطبيق الدستور في العراق وأنّ الناس تدعم إنهاء المشاكل في العراق.

السادة الحضور…

كما ترون، علينا أن نساند بعضنا البعض في الأوقات الصعبة، وكلّ نجاحاتنا كانت نتاج عملنا المشترك، ولذلك الآن لدينا فرصة والوقت مناسبٌ جدّاً لكي يقرّر كلٌّ منّا العمل باتجاه التعايش وحلّ جميع المشاكل. لا يجب أن ننظر إلى بعضنا كمنافسين، بل يجب العمل معاً بروح الشراكة. الفرصة مواتية ليستردّ العراق مكانته القوية التي يستحقها في المنطقة، ويأتي هذا عن طريق حل المشاكل، وهو الذي سيفتح المزيد من أبواب العالم في وجه العراق.

إنّ مناطق وأقاليم ومحافظات العراق، والقوميات والأديان والمذاهب في العراق ليست أعداء لبعضها، يجب العمل باتجاه التعايش المشترك وحل جميع المشاكل، لا يجب ان ننظر كرقيب الی بعضنا البعض، نحن جميعا نكمل بعضنا الآخر، علينا ان نعمل بروح التضامن والتعاضد، هذه ليست علامة على ضعف العراق بل ان هذا التعدد للقوميات والاديان والمذاهب هو قوّة للعراق. في نظامٍ ديمقراطيٍّ ومدنيٍّ واتّحادي، تصبح هذه جميعها مكمّلة ومساندة لبعضها. إنّ عالم اليوم هو عالم متعدّد القوميات والأديان، حيث لم يعد هناك أيّ بلد أو مدينة ذات لونٍ واحدٍ، ولهذا السبب أصبح تطوّر العالم أسرع من أيّ وقتٍ آخر.

الآن، بالإضافة إلى الكورد والعرب والتركمان والأشوريين والكلدان والسريان والارمن، يعيش أبناء أكثر من أربعين قومية في إقليم كوردستان، وقد خلقوا معاً الإعمار والتنوّع الثقافي، ويعيشون جميعاً مع بعضهم بسعادة وبلا مشاكل في إقليم كوردستان. وهذا فخرٌ كبيرٌ لنا جميعاً.

لقد شاهدنا أنّ أكبر دكتاتورية، وأعنف نظام أمني وعسكرتاري ورافض للتنوّع في العراق لم يستطع الاستمرار، لأنّ العراقيين يريدون أن يفرحوا بتنوّعهم وسلامهم وأن يتعايشوا معاً. وكان هذا هو هدف شهيد المحراب آية الله العظمى محمد باقر الحكيم (قدّس سرّه) وجميع شهداء حرية العراق. إن عندنا في العراق الكثير من المشتركات التي تجمعنا. وهناك أسس مشتركة للتعايش وقبول الآخر والعمل معاً. إنّ الرغبة الحقيقية لجميع العراقيين هي العيش معاً في ظلّ المساواة، ولذلك يجب تحويل هذه الرغبة لدى العراقيين إلى ممارسة فعلية. وفي الختام، نفتخر جميعاً بالإعمار والتطوّر، وليس بإطالة وتعميق الخلافات والمشاكل.

آمل أن يتمّ حلّ جميع المشاكل في العراق باسرع وقت وأن يعيش العراقيون بسعادةٍ متمتّعين بخدماتٍ جيّدة.

مرة أخرى نحيي الروح الطاهرة للمرحوم (شهيد الوطن) آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره).

شكراً جزيلاً لهذه الدعوة..

نشكركم كثيرا….

الأخبار كوردستان

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.