Erbil 35°C الثلاثاء 01 تشرين الأول 16:41

"هيمنة ونموذج يُملى من الخارج".. فرنسا تدعو العراق إلى الابتعاد عن "المحور الإيراني"

أضاف ماكرون أن "العراق اليوم مسرح لتأثيرات وتوغلات وزعزعة ترتبط بالمنطقة بأسرها"
Zagros TV

 

ا ف ب

دعت فرنسا واطراف أقليمية في القمة التي إنطلقت في الأردن الثلاثاء، العراق الى الإبتعاد عن المحور الإيراني من أجل حل الأزمات المتعددة التي تضرب منطقة الشرق الأوسط.

وبدأ مؤتمر "بغداد 2" بعد ظهر الثلاثاء في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات على ساحل البحر الميت (50 كيلومترا غرب عمان)، بعد دورة أولى أقيمت في العاصمة العراقية في آب/أغسطس 2021 بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعراق. 

ودعا الرئيس الفرنسي في كلمته خلال افتتاح المؤتمر، العراق إلى اتباع مسار آخر بعيد "عن نموذج يملى من الخارج"، في إشارة الى إيران التي تتمتع بنفوذ كبير في هذا البلد.

وقال ماكرون "أريد أن أؤكد لكم تمسك فرنسا عبر تاريخها وعملها الدبلوماسي (...) باستقرار المنطقة"، داعيا الى اتباع "مسار بعيد عن أشكال الهيمنة والإمبريالية، وعن نموذج يُملى من الخارج".

وأضاف أن "العراق اليوم مسرح لتأثيرات وتوغلات وزعزعة ترتبط بالمنطقة بأسرها" بدون ذكر إيران التي يحضر وزير خارجيتها المؤتمر.

من جهته، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في كلمته التي تخللها فقرات بالفرنسية، إن "التحديات التي تواجهنا كثيرة وتزداد تعقيدا، لكننا نؤمن أيضا أن هذا المؤتمر ينعقد من أجل خدمة مصالحنا المشتركة، لضمان أمن العراق وازدهاره واستقراره ركنا أساسيا في منطقتنا"، مشيرا الى "دور العراق المحوري والرئيسي في المنطقة وفي تقريب وجهات النظر لتعزيز التعاون الإقليمي".

أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فأكد في كلمته ان "مصر تؤكد رفضها اي تدخلات خارجية في شؤون العراق".

من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في كلمته ان "العراق متمسك ببناء علاقات تعاون وثيقة ومتوازنة مع كل الشركاء الاقليميين والدوليين وينأى بنفسه عن إصطفاف المحاور وأجواء التصعيد وينفذ سياسة التهدئة وخفض التوترات".

واضاف ان العراق "يرفض التدخل بشؤونه الداخلية ومس سيادته أو الإعتداء على اراضيه".

وتابع "لا يمكن اعتماد مبدأ القوة في مساعي حل الخلاف أو الإختلاف ولا نسمح باستخدام هذا المبدأ ضد العراق. في الوقت نفسه لا نقبل ان ينطلق أي تهديد من العراق ضد أي دولة من دول الجوار أو المنطقة"، مشيرا الى ان "واجبنا ان نعتمد الحوار والتفاهم لحل مشاكلنا".

من ناحيته، دعا وزير خارجية إيران في كلمته دول المنطقة الى الحوار، مؤكدا "على ان الحوار بين دول الأقليم ليس خيارا بل ضرورة ملحة".

ويشكل المؤتمر اختباراً لرئيس الوزراء العراقي الجديد محمّد شياع السوداني، الذي جاء تعيينه بعد جمود سياسي أستمر لأكثر من عام ويُعتبر أقرب إلى إيران من سلفه مصطفى الكاظمي.

ويهدف المؤتمر، وفق قصر الإليزيه، إلى "تقديم الدعم لاستقرار العراق وأمنه وازدهاره، ودرس الوضع في المنطقة بأسرها، باعتبار أن العراق بلد محوري فيها".

 لكنّ الرهان يبقى محفوفاً بالمخاطر في منطقة غير مستقرة أساساً. فتشهد إيران قمعا لتظاهرات شعبية فيما توصل العراق قبل فترة وجيزة لتسوية هشة بعد أزمة سياسية استنزفته مدة سنة. أما سوريا فلا تزال ساحة مواجهات بين قوى متناحرة، فيما يغرق لبنان في شلل سياسي على وقع فراغ رئاسي، من بين أزمات 

- اجتماع اوروبي ايراني -

على هامش القمة، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه التقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الثلاثاء في عمان، وطلب منه وقف قمع التظاهرات في إيران وانهاء الدعم العسكري لروسيا.

يأتي هذا الاجتماع في وقت وصلت المفاوضات النووية بين طهران والقوى الكبرى إلى طريق مسدود.

وحضر اللقاء منسق الاتحاد الأوروبي لهذه المحادثات إنريكي مورا وعلي باقري كبير المفاوضيين الإيرانيين، بحسب مصدر دبلوماسي إيراني.

وقال بوريل في تغريدة على تويتر "لقاء ضروري مع الوزير الإيراني (...) في وقت تتدهور فيه العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإيران".

 واضاف "شددت على ضرورة الإنهاء الفوري للدعم العسكري لروسيا والقمع الداخلي في إيران".

 وأوضح بوريل أن الجانبين اتفقا على "إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة وإعادة" احياء الاتفاق النووي على أساس محادثات فيينا.

من جهته، أكد الوزير الإيراني أن بلاده "مستعدة لحل أي سوء تفاهم بالتعامل المباشر مع الجانب الأوكراني"، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية. 

وفي الوقت نفسه، "أدان (عبداللهيان) نهج الدول الغربية في دعم المشاغبين وفرض عقوبات غير مشروعة" على بلاده "بذرائع كاذبة لحماية حقوق الإنسان".

كما "نصح" الوزير الإيراني، الأوروبيين "بتبني نهج بناء وواقعي من أجل إعادة إطلاق الاتفاق النووي"، وفق المصدر نفسه.

وتتهم دول غربية إيران بتوفير طائرات مسيّرة تستخدمها روسيا لاستهداف منشآت الطاقة في أوكرانيا ضمن النزاع المستمر منذ شباط/فبراير. وفرضت أطراف عدة منها واشنطن والاتحاد الأوروبي، عقوبات إضافية على طهران بسبب هذا الملف.

وأبرمت إيران مع قوى كبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، ألمانيا) في عام 2015، اتفاقا بشان برنامجها النووي أتاح رفع عقوبات عنها لقاء خفض أنشطتها وضمان سلمية برنامجها. إلا أن الولايات المتحدة انسحبت منه عام 2018 وأعادت فرض عقوبات على إيران التي ردت بالتراجع تدريجا عن معظم التزاماتها.

- "لا معجزات" -

قال مدير معهد الشرق الأدنى والخليج للدراسات العسكرية رياض قهوجي إن للمؤتمر "طموحات كبيرة لكن لا أحد ينتظر معجزات".

ومن الضروري، وفق قهوجي المقيم في دبي، معاينة موقف إيران باعتبارها "العنوان الكبير" ذلك أن يدها "موجودة في كل مكان، من العراق إلى سوريا مروراً بلبنان واليمن".

واضاف "لا يريد الإيراني أن يتنازل عن أي مكتسبات، فهو يتفاوض من منطلق +ما لي هو لي+ في هذه الدول"، معتبراً أن السؤال الأبرز يبقى "هل ستظهر إيران ليونة أكثر أو استعداداً أكثر أو تقدم نتائج ملموسة؟" خلال المؤتمر.

لكنه في الوقت ذاته، لا يتوقع أن "تتحلحل الأمور" طالما أن "الموقف الإيراني لا يتغير".

وتتهم إيران منافستها الإقليمية، المملكة العربية السعودية، التي انقطعت العلاقات الدبلوماسية معها منذ عام 2016، بتشجيع حركة الاحتجاجات غير المسبوقة في البلاد. 

وقال وزير خارجية إيران الاثنين "نحن مستعدون للعودة إلى العلاقات الطبيعية وإعادة فتح السفارات عندما يكون الجانب السعودي جاهزًا". 

ويزيد دخول إيران في النزاع الأوكراني من خلال تزويد روسيا طائرات مسيرة من تعقيد الوضع، وفق قهوجي.

وعلى جدول أعمال ماكرون الذي زار الإثنين حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول قبالة سواحل مصر للاحتفال بعيد الميلاد مع القوات الفرنسية، لقاء مع ملك الأردن عبد الله الثاني "الحليف في محاربة الإرهاب"، بحسب باريس. 

الأخبار العالم

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.