مبادرة لإنقاذ المهن المهددة بالانقراض ودعم أصحابها في الموصل 

زاكروس عربية - الموصل

تقرير: محمد طلال النعيمي

أطلق مجموعة من الشباب، مبادرةً لإنقاذ المهن المهددة بالإنقراض وإعادة إحيائها، في مدينة الموصل، من خلال دعم أصحابها وتوفير مستلزمات مزاولة المهنة.

يحيك الدكتور محمد بساطاً تفوح منه رائحة أيام خلت، باستخدام آلة كأنها هربت من زمن مضى، تعلو الطرقات هنا وهناك في هذا الرواق المحتشد بالمهن الموصلية القديمة، وأدها الزمن ويحاول شباب من المدينة إحياءها. 

يقول الدكتور محمد عبد الجبار: "ورثت هذه المهنة عن آبائي وأجدادي وبقيت أزاولها حفاظاً على التراث، وكانت هذه المهنة مصدر كسب للعديد من العوائل، لكن ابتعد الناس عن مزاولتها لصعوبة الحصول على المواد الخام وقلة الدعم".

أغلق الكثير من أصحاب الحرف محلاتهم وتركوا مهنة أجدادهم، بعد أن أكلت الحرب عزيمتهم على المواصلة، فيما بقي بعضهم متشبثاً بها، لكن الانقراض كان ينتظرهم في نهاية المطاف لولا هذه المبادرة. 

عمر السعرتي من فريق "خلوها أجمل" يقول إن "العديد من أصحاب محال المهن أغلقوا ابوابهم لذلك تواصلنا مع برنامج تعافي الذي تموله منظمة يو اس ايد، وقررنا دعم أصحاب المحلات فدعمناعم بالاجهزة والمعدات لمنع اندثارها، وهناك وجبة ثانية من هذه المهن، لذلك نظمنا هذا المهرجان الذي يعد الأول من نوعه في مدينة الموصل والمختص بالمهن القديمة عرفنا من خلاله الناس والزائرين بالمهن القديمة خصوصاً الاطفال الذين بدأ اباؤهم بشرح هذه المهن لهم والتي ورثها أصحابها عن آبائهم".

وتعتبر الموصل من أكثر المدن العراقية التي تشتهر بهذه المهن الفلكلورية، وأصبحت مبادرة إحياء الموروث والمهن جاذبة لكثير من السياح الأجانب الذين باتوا يطرقون أبواب المدينة بشكل شبه يومي.

 وأضاف مصطفى محمد مدير إعلام مفتشية آثار وتراث نينوى: "تعد المهن الشعبية أحد الأوجه الحضارية لمدينة الموصل فهي تمثل الجسر بين الماضي والحاضر وتعد مبادرة اليوم لدعم هذه المهن من قبل منظمة خلوها اجمل وبرنامج تعافي أحد المبادرات المهمة جدا للحفاظ على الموروث الحضاري في الموصل، تمهيداً لإضافتها على لائحة التراث العالمي، حيث تساهم هذه المبادرة في تنشيط هذه المهن واعادة إحيائها فضلاً عن زيادة أعداد السياح القاصدين للمحافظة بفضل رواج هذه المهن".