زاكروس عربية - أربيل
أعلنت هيئة النزاهة، اليوم الأحد (27 تشرين الثاني 2022)، نتائج استبانتها لقياس مدركات الرشوة في دوائر التقاعد، في تقرير أرسل نسخة منه إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ووزيري المالية والعمل والشؤون الاجتماعيَّة وهيئة التقاعد الوطنية ودائرة تقاعد وضمان العمال، فيما قدمت مقترحاً بشأن إدخال الحوكمة الإلكترونية في عمل هيئة التقاعد تلافياً لتأخير إنجاز المعاملات.
وذكر بيان لهيئة النزاهة اطلعت عليه زاكروس عربية: أنها "أعدت تقريراً بخصوص تحليل استبانة قياس مُدركات الرشوة في دوائر هيئة التقاعد ودوائر تقاعد وضمان العمال (وزارة العمل والشؤون الاجتماعية) في بغداد والمحافظات"، داعية فيه إلى "إيقاف صلاحية الاستثناءات الممنوحة لرئيس هيئة التقاعد لصرف المستحقات المالية للمستفيدين، ووضع آلية واضحة ومحددة لاطلاع المراجع على إجراءات الصرف، بدل أن يكون عرضةً للابتزاز، بعد أن تمّ رصد استفحال ظاهرة الرشوة في صرف الفروقات السابقة للمستفيدين بأعذار غير مقبولة، وعدم صرفها لبعضهم، رغم مضي خمس سنوات على إنجاز معاملاتهم".
وأشار التقرير إلى "ضرورة إعادة النظر بالإجراءات المتَبعة لإنجاز المعاملات في دائرة تقاعد وضمان العمال، خاصة المفاصل التي تشجع على تعاطي الرشوة، بعد أن سجلت الاستبانة نتائج مرتفعة لنسبة تعاطي أو دفع الرشوة فيها، إضافة إلى متابعة الوزارات لدوائرها، بغية إرسال التوقيفات التقاعدية لموظفيها إلى صندوق التقاعد في المواعيد المقررة، مع إمكانية إنجاز معاملات العسكريين حسب المحافظات، بعد وضع ضوابط خاصة، وإرسال هيئة التقاعد فرقاً دورية، لمتابعة أداء الإدارات والموظفين في فروعها في المحافظات".
وأوضح أن "فريق الهيئة المركزي، والفرق الساندة له والفرق المؤلَـفة في مديريات ومكاتب التحقيق في بغداد والمحافظات، قامت بإجراء استبانة آراء (7,394) مراجعاً في (33) دائرةً في بغداد والمحافظات، عبر (281) زيارةً ميدانيةً إلى دوائر التقاعد"، لافتاً إلى أن "نتائج تحليل استمارات الاستبانة أظهرت أن مستوى تعاطي الرشوة (إدراك)، أي الذين "صرحوا بوجود تعاطي للرشوة" في عموم العراق بلغ (7,25%)، ومستوى دفع الرشوة (قياس)، الذين " صرحوا بقيامهم بدفع الرشوة" بلغ (3,50%).
وبخصوص نسب تعاطي الرشوة في دوائر بغداد، أضاف التقرير، أن "دائرة تقاعد وضمان العمال سجلت أعلى نسبة في تعاطي الرشوة (إدراك) وبلغت (21,90%) تلتها دائرة تقاعد ضحايا الإرهاب والنظام المباد بنسبة (1250%)، ثمَّ دائرة تقاعد صندوق موظفي الدولة (8,74%)، بينما سجلت دائرة التقاعد العسكري أقل نسبة، بلغت (0,50%)، أما أعلى نسبة في دفع الرشوة (قياس) فتم تسجيلها في دائرة دائرة تقاعد وضمان العمال أيضاً، وبلغت (13,50%)، ثم صندوق التقاعد والتقاعد العامة بنسبة ( 4,80%) و(4,10%) على التوالي".
وتابع "في المحافظات، سجلت دوائر تقاعد المعقل في البصرة والأنبار وبابل أعلى نسبة تعاطي رشوة ( إدراك) بلغت (42% و23,20 و18%) على التوالي، أما نسب تعاطي الرشوة (قياس) فكانت كالآتي: تقاعد المعقل الأعلى بنسبة بلغت (24,60)، ثم تقاعد البصرة (14%)، وبابل (11,80%)".
واستكمل "نتائج الاستبانة أظهرت أن (58%) من المستطلعة آراؤهم في بغداد أشاروا إلى أن الإجراءات وأدلة العمل (الروتين) تُعَدُّ السبب الرئيس لتأخير أو عرقلة إنجاز المعاملة، ثم ضعف الرقابة بنسبة (35%)"، مشيراً إلى أن "(10%) منهم يتعمدون ذلك لسبب الابتزاز بدافع تقاضي الرشوة، أما بالنسبة لدوائر التقاعد في المحافظات فقد أكّدت نسبة كبيرة أن تأخير أو عرقلة إنجاز المعاملة كان السبب الأبرز هو لدفع الرشوة".
ولاحظ التقرير أن "آلية صرف الفروقات لبعض المتقاعدين وضحايا الإرهاب تشكل مدخلاً رئيساً لابتزازهم وإجبارهم على دفع الرشوة من قبل شبكة من المعقّبين بالتعاون مع موظفين، وهي ظاهرة واسعة الانتشار في معظم دوائر هيئة التقاعد، أما فيما يخصّ دائرة تقاعد وضمان العمال فسجلت ملاحظات عدّة، لتأخير إنجاز المعاملات، وآلية دفع مبلغ الضمان والغرامات المفروضة على الشركات وأرباب العمل، إضافة إلى آلية الكشف على موقع العمل، والمصادقة على تقرير المفتّش التي تستغرق وقتاً طويلاً، وصعوبة الحصول على "سلامة موقف".
ونوه التقرير بأن "اجتهاد الدوائر بكثرة طلب المستمسكات من المراجعين، خاصة فيما يتعلّق بصحة الصدور، ومخالفتها لتعليمات دائرة التنسيق الحكومي وشؤون المواطنين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وتقاعس هيئة التقاعد عن التنسيق والمتابعة مع مديرية الجنسية والسفر في توفير أجهزة قارئ البطاقة الموحدة، فضلاً عن ضعف آليات تداول البريد، وعدم الدقة بين أقسام الدائرة الواحدة (خاصة في مقر الهيئة)".
وفي سياق متصل شدّدت هيئة النزاهة وفقا للبيان، على "ضرورة إدخال الحوكمة الإلكترونية في عمل هيئة التقاعد عند تسلّم وترويج المعاملة ومتابعتها، واعتماد برامج إلكترونية ترتبط مع الدوائر ذات العلاقة عن طريق شبكة الانترنت، لتجاوز عقبة رئيسة تتسبّب في تأخير إنجاز المعاملات".
ت: رفعت حاجي
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن