Erbil 11°C الجمعة 22 تشرين الثاني 22:29

الملوحة والجفاف تدمران أهوار العراق

و "لا تفاوض مع إيران بشأن المياه"

زاكروس عربية - أربيل

تعاني أهوار جنوب العراق الشهيرة من نقص حاد في المياه، هو الأخطر منذ سنوات، ما تسبب في زيادة الملوحة ونفوق عشرات الجواميس التي تعد مصدرا رئيسيا يعتمد عليه سكان المنطقة في كسب قوتهم.

من بين هؤلاء عباس هاشم، أحد ساكني أهوار الجبايش، الذي فقد نحو ربع قطيعه من الجاموس البالغ تعداده 20 رأسا منذ مايو الماضي، نتيجة الجوع والتسمم بسبب المياه المالحة التي تتسرب إلى الأهوار، وفق ما نقلت وكالة أسوشيتد برس عبر تقرير اليوم الأربعاء (23 تشرين الثاني 2022).

يقول هاشم: إن المنطقة "كانت مليئة بالحياة، لكنها اليوم صحراء وأقرب لأن تكون مقبرة".

ويشير التقرير، إلى النقص الحاد في المياه، وهو الأسوأ منذ 40 عاما، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة، دفع رعاة الجاموس إلى براثن الفقر وأجبر الكثيرين منهم على ترك منازلهم والهجرة إلى المدن القريبة بحثا عن عمل.

ويقول رعاة جاموس آخرون في المنطقة إن حيواناتهم نفقت أيضا أو باتوا ينتجون حليبا غير صالح للبيع، ومن بينهم حمزة نور الذي فقد وشقيقه منذ مايو الماضي نحو 20 رأس جاموس.

على عكس باقي الرعاة يؤكد نور أنه باق في المنطقة لأنه لا يتقن أي عمل آخر.

ويشعر أحمد المطلك، الشاب البالغ من العمر 30 عاما الذي نشأ في الأهوار، يشعر بذات الشعور ويقول إن المنطقة شهدت فترات جفاف قبل سنوات، "لكن لا شيء يضاهي ما يجري هذا العام".

وحث المطلك السلطات على زيادة تدفقات المياه من الخزانات- والبحيرات الموجودة في باقي أنحاء البلاد، وألقى باللوم على المحافظات في الشمال والدول المجاورة لـ "أخذ المياه منا".

التقرير يبين أن المسؤولين في المحافظات، الذين يفتقرون إلى السلطة في ظل حكومة شديدة المركزية في العراق، لا يمتلكون إجابات.

ويقول مدير زراعة محافظة ذي قار صلاح فرهاد: "نشعر بالحرج.. يطلب المزارعون منا المزيد من المياه، ولا يمكننا فعل أي شيء."

ويعتمد العراق على حوض نهري دجلة والفرات لتوفير مياه الشرب والري والصرف الصحي لجميع سكانه البالغ عددهم 40 مليون نسمة.

ولم تتمكن بغداد من الاتفاق على كمية ثابتة من التدفقات عبر نهر دجلة مع أنقرة، الملزمة بموجب اتفاق وقع عام 1987 بإطلاق 500 متر مكعب في الثانية باتجاه سوريا، والتي تقسم المياه بعد ذلك مع العراق.

لكن أنقرة فشلت في الوفاء بالتزاماتها في السنوات الأخيرة بسبب انخفاض مستويات المياه، وترفض أي اتفاقيات تقاسم مستقبلية تجبرها على الالتزام برقم ثابت.

وتعطي خطة المياه السنوية في العراق الأولوية لتخصيص مياه شرب كافية للأمة أولا، ثم إمداد قطاع الزراعة وكذلك تصريف ما يكفي من المياه العذبة إلى الأهوار لتقليل الملوحة هناك. هذا العام، تم تخفيض الكميات بمقدار النصف تقريبا.

وارتفعت نسبة الملوحة في الأهوار كذلك نتيجة قيام إيران بتحويل مياه نهر الكرخة، الذي يغذي أيضا أهوار العراق.

وقد حقق العراق تقدما أقل في جهود تقاسم الموارد المائية مع إيران مقارنة بتركيا.

كما قال مدير عام المركز الوطني لإدارة الموارد المائية حاتم حميد: "مع تركيا هناك حوار، لكن مع الكثير من التلكؤ، أما مع إيران فلا يوجد شيء".

وأوضح مسؤولان في الدائرة القانونية بوزارة الخارجية العراقية لأسوشيتد برس أن "محاولات التواصل مع إيران بشأن تقاسم المياه أوقفتها قيادات عليا، بما في ذلك مكتب رئيس الوزراء آنذاك مصطفى الكاظمي".

وأضاف أحد المسؤولين، اللذين تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، "قالوا لنا ألا نتحدث مع إيران بشأن ذلك".

ونتيجة احتياجات العراق الماسة للغاية عمدت العديد من الدول الغربية ومنظمات الإغاثة لتقديم مساعدات تنموية لتحديث البنية التحتية المائية القديمة وتطوير القدرات الزراعية.

وذكر أحد الدبلوماسيين الأميركيين، الذي تحدث دون الكشف عن هويته بسبب المفاوضات الجارية، إن هيئة المسح الجيولوجي الأميركية دربت المسؤولين العراقيين على قراءة صور الأقمار الصناعية "لتقوية يد العراق في المفاوضات مع تركيا".

الأخبار العراق الشرق الاوسط

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.