Erbil 15°C الجمعة 10 أيار 03:51

الجفاف يدفع نصف مليون عراقي للنزوح خلال عامين

البصرة استقبلت خلال الأشهر القليلة الماضية ما يزيد عن 350 ألف نازح

زاكروس عربية – أربيل

أشارت تقديرات غير رسمية من جنوب العراق أن عدد النازحين إلى مراكز المدن بلغ نحو نصف مليون شخص منذ مطلع عام 2020، عادين ذلك إلى الجفاف الذي أدى بهم إلى ترك أراضيهم الزراعية.

وفي منتصف يوليو/ تموز الماضي، حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" من أن الواقع الزراعي في العراق يدعو إلى "قلق كبير"، مشيرة إلى أن البلد أحد أكثر المناطق تضرراً من تغير المناخ ونقص المياه، وأنه يحتاج إلى مساعدات غذائية.

كما أوردت تقارير لوسائل إعلام محلية أن محافظة البصرة، التي يقطنها ما يقارب مليوني عراقي، استقبلت، خلال الأشهر القليلة الماضية، ما يزيد عن 350 ألف نازح ضمن موجة نزوح جماعي، بعد فقدانهم القدرة على العمل في أراضيهم الزراعية، وأن هذه الأعداد الهائلة التي دخلت المحافظة اضطرت إلى العيش في مناطق عشوائية بلا خدمات.

كذلك كشفت مصادر محلية من البصرة أن الجفاف دفع عشرات الآلاف من المزارعين إلى ترك البلدات والقرى والبساتين باتجاه مركز المدينة، وهم حالياً من دون مصادر رزق، وهناك من لجأ إلى طلب مساعدات من العائلات الميسورة، أو البقاء في الشوارع.

وأشارت إلى أن البصرة استقبلت آلاف الأسر من محافظات ميسان والمثنى وذي قار، وهناك من باع بساتينه بأسعار زهيدة لشراء منازل في المدن، أو بناء بيوت في المناطق العشوائية".

بدوره، يقول عضو البرلمان العراقي، هادي السلامي، إن "أزمات التغير المناخي واضحة بالنسبة لنا، لكن هناك أسباباً أدت إلى استفحالها، ومنها السياسات المائية المجحفة من قبل دول الجوار، التي سعت إلى تعطيش العراق عبر تشييد السدود على منابع وروافد نهري دجلة والفرات".

ويوضح السلامي، لـ"العربي الجديد"، أن "النزوح الحالي في مدن جنوب العراق تتحمل مسؤوليته الحكومة الحالية، وعليها توفير المساعدات لعشرات الآلاف من العائلات، وتعويضها من الفائض المالي لديها، وفتح جميع المسارات الدبلوماسية للحوار مع إيران وتركيا بخصوص الحصول على الحصص المائية".

قبل أسبوع، حذر منسق الشؤون الإنسانية الأممي في العراق، غلام إسحاق زي، من موجات الجفاف الطويلة التي تضرب البلاد، وتتسبب في تدهور الأراضي، مشيراً إلى أن "سبب المشكلات هو الظواهر الجوية المتطرفة، والتغيرات في أنماط المناخ، مثل موجات الحر، والأمطار الغزيرة، وارتفاع درجات الحرارة، وزيادة تقلب هطول الأمطار، وعدم إمكانية التنبؤ به، والعواصف الرملية والترابية، وموجات الجفاف الطويلة، وتدهور الأراضي، والفيضانات، وندرة المياه، كما انخفضت تدفقات المياه من نهري الفرات ودجلة، التي توفر ما يصل إلى 98 في المائة من المياه السطحية، بنسبة 30 إلى 40 في المائة".

وأكد إسحاق زي أن "تغير المناخ لا يؤثر على القطاع الزراعي فحسب، بل يمثل تهديداً خطيراً لحقوق الإنسان الأساسية، ويضع عوائق أمام التنمية المستدامة، ويفاقم التحديات البيئية والأمنية والسياسية والاقتصادية التي تواجهها البلاد".

الأخبار العراق الشرق الاوسط

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.