زاكروس عربية - أربيل
حذرت الممثلة الأممية الخاصة في العراق، جينين بلاسخارت، اليوم الثلاثاء (4 تشرين الأول 2022)، من أن القصف التركي والإيراني يمضي لأن يصبح "الوضع الطبيعي الجديد" في العراق، مبينةً أنه "وفي ظلّ الهجمات الإيرانية التي وقعت الأسبوع الماضي لايسعني إلا أن أكرر ما قلته يجب أن تتوقف هذه الأفعال الطائشة ولا ينبغي لأي جار أن يتعامل مع العراق وكأنه باحته الخلفية".
وقالت بلاسخارت في الإحاطة التي قدمتها أمام مجلس الأمن عن الوضع في العراق وعن عمل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) إنه "خلال الأشهر الاثني عشر الماضية كان للشقاق ولعبة النفوذ السياسي الأولوية على حساب الشعور بالواجب المشترك وقد تركت الأطراف الفاعلة على امتداد الطيف السياسي البلد في مأزق طويل الأمد. وكان العراقيون رهينة لوضع لا يمكن التنبؤ به ولا يمكن احتماله، ليتحول إلى اشتباكات مسلحة".
وأضافت: "لا يوجد أي مبرر للعنف. وبوجود مخاطر ما تزال واقعية للغاية لوقوع مزيد من الفتنة وسفك الدماء، لا يسعنا إلّا أن نكرر أهمية إبعاد أي احتجاج عن العنف. ويتعين على كافة الأطراف التصرف بمسؤولية في أوقات تصاعد التوتر".
وتابعت: "لكي يؤتي الحوار أُكله، من المهم جداً أن تشارك فيها الأطراف كافة. هناك حلول. ولكن فقط لو كان هناك استعداد للوصول الى تسويات. ففي نهاية المطاف، يعود الأمر كله إلى الإرادة السياسية. يتوجب على كافة القادة تحمل المسؤولية".
وشددت على أن "خيبة أمل الشعب قد وصلت إلى عنان السماء. لقد فقد العديد من العراقيين الثقة في قدرة الطبقة السياسية في العراق على العمل لصالح البلد وشعبه. ولن يؤدي استمرار الإخفاق في معالجة فقدان الثقة هذا سوى إلى تفاقم مشاكل العراق".
وأوضحت: "يتجاهل النظام السياسي ومنظومة الحكم في العراق احتياجات الشعب العراقي. ويمثل الفساد المستشري سبباً جذرياً رئيساً للاختلال الوظيفي في العراق. ولا يمكن لأي زعيم أن يدّعي أنه محمي منه. وإبقاء المنظومة "كما هي" سوف يرتد بنتائج سلبية".
ومضت بالقول إن "التداعيات السياسية التي تنجم عن عدم إجراء انتخابات برلمانية لإقليم كىردستان في وقتها المناسب، وعدم التعامل مع توقعات الجمهور بشكل صحيح، وإهمال المبادئ الديمقراطية الأساسية، ستكون باهظة الثمن. وإن كان ذلك سيحدث، فلن يكون بسبب عدم التحذير منه".
وحول القصف الإيراني والتركي المتكرر على إقليم كوردستان، أشارت إلى أنه "في شهر أيار الماضي حذرت من أن القصف التركي والإيراني في الشمال يمضي لأن يصبح "الوضع الطبيعي الجديد" في العراق. وفي ظلّ الهجمات الإيرانية التي وقعت الأسبوع الماضي لايسعني إلا أن أكرر ما قلته يجب أن تتوقف هذه الأفعال الطائشة ولا ينبغي لأي جار أن يتعامل مع العراق وكأنه باحته الخلفية".
واختتمت قائلةً: "بمقدور أي زعيم عراقي أن يجر البلاد إلى صراع ممتد ومهلك، كما أن في مقدوره أن يضع المصلحة الوطنية في المقام الأول وأن ينتشل البلد من هذه الأزمة".
ومنذ 11 يوماً، تشنّ إيران ضربات متفرقة في إقليم كوردستان، كان أعنفها الأربعاء الماضي، بأكثر من 70 صاروخاً وضربات لطائرات بلا طيار.
وقتل على الأقلّ 14 شخصاً بينهم امرأة حامل في هذا القصف، وأصيب 58 آخرون بجروح "معظمهم من المدنيين وبينهم أطفال دون سن العاشرة"، بحسب جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم.
وتأتي هذه الضربات فيما تتواصل الاحتجاجات في إيران منذ منتصف أيلول الماضية على خلفية مقتل مهسا أميني الكوردية البالغة 22 عاماً بعد توقيفها لدى شرطة الأخلاق.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن