زاكروس عربية – أربيل
وثائق الأمم المتحدة التي أبرزتها وزارة الثقافة العراقية على موقعها الرسمي، كجزء من احتفاليتها الباهتة بمناسبة اليوم الوطني للعراق، بدت وكأنها تريد من خلال عرضها أن تقول، هذه ثبوتيتانا يا من لا تصدقون أن العراق دولة مستقلة وعضو أممي كامل العضوية يتمتع بالسيادة والحدود والحكومة والموارد المستقلة والقدرة على الإدارة الذاتية والحماية.
ومن المهم أن نضيف إلى قولها قولاً، إنه أول دولة شرق أوسطية تنال هذا الشرف، وعُدّت بموجبه عضوا مؤسساً لعصبة الأمم المتحدة، لكن من المهم أيضا القول إن هذا كله، وبسبب سلوكيات الطبقة السياسية الحاكمة اليوم، صار تاريخاً من الماضي، و مسألة فيها نظر في الحاضر.
مفهوم الدولة-الوطن ما يزال غائبا، والسيادة باتت منتهكة بكل ما للكلام من معنى وتفاصيل، ابتداء من التجاوز على أبسط قواعد السير في الشارع، مرورا بمحرومية الوطن من نشيد وعلم خاصين بهويته، وصولاً إلى السلاح المنفلت بيد الميليشيات، وليس انتهاءً بالعمالة للأجنبي والتي يتفاخر بها بعضهم فوق رؤوس الأشهاد، وفي وضح النهار.
ومن دون المرور على الكثير من الأحداث، وعلى طريقة العراقيين في ما "إذا تحدثت فقرب شاهدك"، كانت جريمة قصف مناطق من إقليم كوردستان الأسبوع الماضي، أقرب الشواهد.
تلك الجريمة التي لم تبرد نارها، حاولت الدبلوماسية العراق، ووفقا للمتاح لديها التحشيد لإدانتها دولياً والتحقيق بشأنها ووقف مثيلاتها، مع احتفاظ العراق بحقه الذي يكفله القانون الدولي.
ولكن بأي سند رسمي أو سياسي أو حتى شعبي يمكن تفعيل هذا الإجراء؟
يقول وزير الخارجية فؤاد حسين أنه عندما تقصف دولة جارة الأراضي العراقية، وتقوم وزارة الخارجية باستنكار القصف وتقديم مذكرات احتجاج، نشاهد بعض الساسة يتصلون بالدولة القاصفة! ويضيف، "أن علاقات بعض السياسيين مع الدول ليست في صالح العراق.
انتهى تصريح الوزير
وإذا كان فعل الاعتداء والقصف الذي تمارسه تركيا أو إيران، كلا بذريعتها وطريقتها الخاصة يستحقان الاستنكار والشجب والتحرك الدولي لإدانتهما، فإن ما يصنعه بعض العراقيين من تقديم الأعذار لتلك الدولة بل وحثها على ارتكاب المزيد، وخاصة ضد الإقليم، يستحق لا الإدانة وحدها وإنما المحاكمة العلنية، وتنفيذ القصاص العادل في الساحات، وعلى وقع الأهازيج والزغاريد، وعندها فقط يكون هناك مبرر للاحتفال باليوم الوطني.
تقرير: كمال بدران
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن