زاكروس عربية - أربيل
توالت التصريحات الغربية المنددة بالخطوة الروسية، يوم أمس الجمعة 30 سبتمبر (أيلول)، ضم أربع مناطق أوكرانية، مؤكدةً عدم قانونيتها وعدم الاعتراف بها "إطلاقاً"، وأثار استنكاراً واسعاً من الغرب، في حين فرضت واشنطن عقوبات "شديدة" جديدة على موسكو.
وفي خطاب أمام مئات الحضور في قاعة سانت جورج بالكرملين، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ضمّ أربع مناطق أوكرانية قائلاً: "هذه هي إرادة الملايين من الناس، ..النصر سيكون لنا"، وأضاف مخاطباً سكان المناطق التي تم ضمها، "أهلاً بكم في الوطن".
وجاء الاحتفال بعد ثلاثة أيام من الانتهاء من استفتاءات تم تنظيمها على عجل، والتي قال وكلاء لموسكو في المناطق المحتلة إن أغلبية تصل إلى 99 في المئة صوتت فيها لصالح الانضمام إلى روسيا، ووصفت أوكرانيا وحكومات الغرب عمليات التصويت بأنها زائفة وغير شرعية وتمت تحت تهديد السلاح.
وأعلن بوتين في خطاب أن روسيا أصبح لديها "أربع مناطق جديدة"، هي دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، وحث أوكرانيا على وقف العمليات العسكرية والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وتابع محذّراً: "أريد أن أقول ذلك لنظام كييف وأسياده في الغرب: سكان لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا سيصبحون مواطنينا إلى الأبد"، مضيفاً أنهم اتخذوا "خياراً لا لبس فيه" بالانضمام إلى روسيا.
ونفى بوتين سعيه لإحياء الاتحاد السوفياتي قائلاً، "الاتحاد السوفياتي انتهى، لا يمكننا إعادة الماضي، ولم تعد روسيا تحتاجه، لا نسعى لذلك".
واتّهم الدول الغربية بشن "حرب بشتى الوسائل" ضد روسيا والسعي لتحويلها إلى "مستعمرة". وقال: "الأمر نابع من الأنانية بهدف المحافظة على قوتها (أي الدول الغربية) غير المحدودة.. هذه هي الأسباب الحقيقية لهذه الحرب الهجينة التي يشنها الغرب ضدنا... يريدون جعلنا مستعمرة".
وأضاف بوتين أن الغرب حنث بوعوده لروسيا وليس لديه الحق الأخلاقي في الحديث عن الديمقراطية، قائلاً إن دول الغرب تتصرف كدول إمبريالية كما كانت "على الدوام".
كما اتهم الرئيس الروسي الغرب بتدبير انفجارات نجم عنها تسرب الغاز في مواقع عدة من خطوط أنابيب "نورد ستريم" التي تربط بين روسيا وأوروبا. وقال، "العقوبات غير كافية بالنسبة للغربيين، انتقلوا إلى التخريب... عبر تدبير الانفجارات في خطوط أنابيب غاز نورد ستريم الدولية في قاع بحر البلطيق".
وفي ختام الحفل، وقع بوتين على وثائق لضم المناطق الأوكرانية الأربعة، وبعد ذلك، شبك يديه بأيدي زعماء المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الروسية، وهتف معهم "روسيا! روسيا!".
ورداً على دعوة موسكو لكييف بوقف القتال والعودة إلى الحوار، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم أمس الجمعة، وقال: إن "أوكرانيا لن تتفاوض مع روسيا ما دام بوتين رئيساً لروسيا الاتحادية.. سنتفاوض مع الرئيس الجديد".
وأعلن زيلينسكي أن كييف ستوقع طلب انضمام عاجل إلى حلف شمال الأطلسي قائلاً: "نتخذ قراراً حاسماً عبر توقيع ترشح أوكرانيا بهدف الانضمام العاجل إلى حلف شمال الأطلسي".
وندد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بضم روسيا "غير القانوني وغير الشرعي" لمناطق في أوكرانيا، مؤكداً أن الحلفاء لن يعترفوا أبداً بأن هذه الأراضي تشكل جزءاً من روسيا. وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي، "من حق أوكرانيا استعادة هذه الأراضي التي تم احتلالها بالقوة، وسندعمها لتواصل تحرير هذه الأراضي".
وبالتزامن مع خطاب بوتين، تعهّد قادة الاتحاد الأوروبي الجمعة، بأنهم "لن يعترفوا إطلاقاً" بضم روسيا غير القانوني للمناطق الأوكرانية الأربعة، واتهموا الكرملين بتعريض الأمن العالمي للخطر. وقال قادة الدول الـ27 في بيان، "نرفض بحزم وندين بشكل قاطع ضم روسيا غير القانوني لمناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون الأوكرانية".
وقبيل إعلان الضم، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأمر بأنه "تصعيد خطير" من شأنه أن يقوض آفاق السلام، مضيفاً أن "أي قرار للمضي في الضم... لن يكون له أي قيمة قانونية ويستوجب الإدانة".
ت: رفعت حاجي
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن