بفضل الذكاء الاصطناعي الآن، أصبح بإمكان المرضى والأطباء رصد امراض معينة أو تغيرات محتملة في الحالة الصحية قبل أشهر، وربما قبل سنوات من ظهور الأعراض، بتتبع ضربات القلب، والتنفس، والحركة، وانماط الحياة المختلفة، الامر الذي يساعد الأطباء على التدخل المبكر، ويساعد المرضى على تعديل أنماط حياتهم من أجل تجنب الإصابة بهذا المرض أو تخفيف آثاره، كما يتسنى رصد أنماط لا تراها العين، لكنها تعد مؤشرا قويا على صحة المرء في المستقبل.
وقام باحثون بشركة "غوغل" مؤخرا بالاستعانة بخوارزميات للتنبؤ باحتمال الإصابة بالسكتة القلبية عن طريق فحص العين، إذ خزنت أجهزة الذكاء الاصطناعي صورا لشبكية العين لدى 284,335 شخصا، ورصدت أنماطا معينة للشعيرات الدموية للشبكية من أجل التعرف على أمراض تتعلق بالقلب والأوعية الدموية.
وتوصلت الباحثة دينا كتابي إلى ابتكار يمكّنها من تشخيص أمراض وراثية وأمراض أخرى خطيرة مثل الشلل الرعاش والاكتئاب والانتفاخ الرئوي وأمراض القلب والعته، على نحو مبكر، وتقول كتابي: "لا تُرى الموجات التي يبثها الجهاز بالعين، لكنها تضيف بشكل هائل لحدود معرفتنا، إذ لا يقف في وجهها جدار أو حائط بل توفر معلومات بالغة الأهمية تضيف لقدرتنا المحدودة على رصد ما قد يطرأ على الصحة من تغيير".
وبينت كتابي تفوق قدرة الابتكار على قدرة الحواس الطبيعية فيما يتعلق برصد أنماط نوم وحركة ومشي المريض داخل منزله بشكل مستمر، فضلا عن تنفسه، ومقدرته على تمييزالأشخاص في محيط الغرفة الواحدة، ناهيك عن ضربات القلب بل والحالة الشعورية للشخص، ومن خلال ملاحظة اي تغيير قد يطرأ على السلوك اليومي للشخص يمكن اكتشاف المشكلات قبل حدوثها.
ويتلخص عمل هذا الابتكار في بث إشارات لاسلكية منخفضة الشدة في المنزل ترتد بعد اصطدامها بجسم الشخص اعتمادا على تغير المجال الكهرومغناطيسي للجسم مع الحركة، وبالتالي تستشعر الموجات الكهرومغناطيسية أبسط الإشارات المرتدة، ويجري الاستعانة بنظام للتعلم الآلي يتتبع حركة الشخص بين جدران منزله.
وتكمن أهمية رصد التغيرات المبكرة مع ازدياد أعداد المسنين حول العالم، إذ تقول الأمم المتحدة إنه من المتوقع بحلول منتصف القرن الحالي أن يتجاوز خُمس سكان العالم سن الستين.
سوسن البياتي.. Zagros tv
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن