Erbil 11°C الجمعة 22 تشرين الثاني 22:41

من التشكيك بنزاهة الانتخابات إلى التباكي على الشرعية.. استفزازات إطارية أوصلت العراق إلى حافة الانهيار

قوى الإطار التنسيقي التي صارت اليوم تتباكى على الشرعية الدستورية، ونتائج الانتخابات والكتلة الأكبر وحقها في تشكيل الحكومة، تناست أنها كانت أول من شكك بنزاهة الانتخابات ونتائجها

زاكروس عربية – أربيل  

في كشف حساب سريع ومراجعة موثقة ودقيقة لمجمل الأحداث التي أوصلت إلى التداعيات الخطيرة الحالية، بدأت الجماهير تعي حقيقة أن التصعيد الذي حصل، ما كان ليحصل لو إن بعض الأطراف حكّمت العقل واستندت إلى العدل في تعاملها مع قضية الانتخابات الأخيرة، وما تمخض عنها من نتائج ومخرجات وحقيقة وجدارة أهداف القوى الفائزة الداعية إلى الإصلاح والتغيير.

قوى الإطار التنسيقي التي صارت اليوم تتباكى على الشرعية الدستورية، ونتائج الانتخابات والكتلة الأكبر وحقها في تشكيل الحكومة، تناست أنها كانت أول من شكك بنزاهة الانتخابات ونتائجها وحشدت لهذا الغرض بعض انصارها في مشهد مسرحي مثير للسخرية للاعتصام أمام المنطقة الخضراء، وافتعال أحداث عنف..

انساقت المحكمة الاتحادية والمفوضية إلى الضغط وأعادت احتساب الأصوات فنزعت عن بعض القوى فوزها لإضافته إلى حصيلة جماعة الإطار، وكان من ضمن الذين تأثروا بالإعادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي خسر مقعدين، ما يزال يطالب بهما ضمن السياقات القانونية، وكانت (تلك القوى) تأمل في هذا إرضاء مجموعة الخاسرين المتشبثين بالتوافقية المحاصصاتية رغم أنف الشعب الكاره لها، ورغم إرادة القوى الفائزة ممثلة بالتيار الصدري، وتحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكوردستاني..

وعملت التدخلات السياسية عملها مؤثرة في المحكمة الاتحادية التي جاءت بفرية الثلث المعطل تكافئ به المتغيبين عن حضور ثلاثة من جلسات اختيار رئيس الجمهورية وأوصلت الأمور إلى انسدادات تلي انسدادات!!

انسحب التيار الصدري بنوابه الثلاثة والسبعين، لكنه أبلغ الجميع إنه ترك البرلمان لينزل إلى ما هو أقوى منه.. الشارع العراقي!!

لم تُفك شفرة رسالته على بساطتها، وبدلاً من ذلك وامعانا في تأزيم الوضع وتعقيده احتفلت بعض أطراف الإطار بهذا الانسحاب بمظاهر مستفزة، ومن بينها الدعوة الى عقد جلسة طارئة اثناء عطلة الفصل التشريعي الأول لأداء البدلاء اليمين الدستورية فيما يؤكد قانونيون ان استقالة النواب الصدريين تحتاج الى جلسة خاصة لقبولها، وأن المجال ما يزال موجوداً لثنيه عن قراره..

وخلافاُ لمطالب الصدر في الجمعة المليونية، رشح الإطار احد الشخصيات المحسوبة على رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، تزامناً مع تسريبات صوتية خطيرة تدعو الى اقتتال بين الأشقاء، لخاطر عيون السلطة!!

اليوم يدعو الاطار بمن فيهم المالكي إلى الحوار، رغم مظاهر التحشيد التي تناقض دعوته، فيما المبادرة واليد العليا والشارع الفائر بالغضب والمحقون بالحقد على الطبقة السياسية الفاشلة، والتائق للانعتاق من منظومة الفساد، هي للتيار الصدري مسنوداً بالحكومة، وقواتها الأمنية، والمجتمع الدولي الذي يجد في اعتصامات جماهير التيار حقاً دستوريا مكفولاً..

لكن، يبدو أن آخر ما يمكن الاستفادة منه هو العبرة من التاريخ..

 

تقرير: كمال بدران

الأخبار العراق الشرق الاوسط

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.