زاكروس عربية – أربيل
على الرغم من بيانات التهدئة والدعوة إلى الحوار والتنازلات المتبادلة التي صدرت من الحكيم والعامري، إلا أن الإطار لا يبدو أنه على قلب رجل واحد، إذ دعا في بيان، اليوم السبت (30 تموز 2022)، أنصاره إلى النزول إلى الشارع في تظاهرات لـ"الدفاع عن الدولة"، وذلك بعيد اقتحام أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المنطقة الخضراء في وسط بغداد، ومقرّ البرلمان، وإعلانهم أنهم قرروا الاعتصام بداخله.
وقال التحالف في بيان له: "نتابع بقلق بالغ الأحداث المؤسفة التي تشهدها العاصمة بغداد خلال هذه الأيام، وخصوصاً التجاوز على المؤسسات الدستورية، واقتحام مجلس النواب، والتهديد بمهاجمة السلطة القضائية، ومهاجمة المقرات الرسمية والأجهزة الأمنية". وأضاف: "إننا إذ نوصي بضبط النفس وأقصى درجات الصبر والاستعداد، فإننا ندعو جماهير الشعب العراقي المؤمنة بالقانون والدستور والشرعية الدستورية إلى التظاهر السلمي دفاعاً عن الدولة وشرعيتها ومؤسساتها، وفي مقدمتها السلطة القضائية والتشريعية، والوقوف بوجه هذا التجاوز الخطير والخروج عن القانون والأعراف والشريعة".
وتابع: "نحمّل الجهات السياسية التي تقف خلف هذا التصعيد والتجاوز على الدولة ومؤسساتها، كامل المسؤولية عما قد يتعرض له السلم الأهلي نتيجة هذه الأفعال المخالفة للقانون"، معتبراً أن "الدولة وشرعيتها ومؤسساتها الدستورية والسلم الأهلي خط أحمر على جميع العراقيين الاستعداد للدفاع عنه بكل الصور السلمية الممكنة".
ونجح أنصار الصدر في وقت سابق اليوم، باقتحام المنطقة الخضراء ودخول مبنى البرلمان العراقي، غداة اقتحامهم مكاتب ومقرات حزب الدعوة الإسلامية بزعامة المالكي، وتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، وإغلاقها.
وسبق أن دعا رئيس تحالف الفتح (المنضوي في الإطار) هادي العامري، الإطار التنسيقي والتيار الصدري إلى اعتماد نهج "التهدئة وضبط النفس والتأني"، مبيناً أن ما جرى حالياً يدور "ضمن حدود الممارسة الديمقراطية، مطالبا بتقديم التنازلات "المتبادلة".
وأضاف العامري أن "كل ما جرى لغاية الآن يدور في حدود الممارسة الديمقراطية إلا أن شعبنا الصابر ينظر بخوف وحذر إلى ما يمكن أن تجره الأوضاع الحالية من فتنة، وما يمكن أن يسببه الانفلات من إراقة للدماء لا سمح الله، وبذلك تتحقق أمنيات أعداء العراق الذين يتربصون به الدوائر".
سبق العامري، رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، الذي دعا التيار الصدري وقوى الإطار التنسيقي إلى الدخول بحوار مفتوح مباشر.
يأتي هذا في الوقت الذي تواردت أنباء عن خلافات داخل الإطار حول البيان، وأكدت مصادر مطلعة من ضمن هذا التحالف أن البيان الأخير "لا يمثل جميع قوى الإطار"، مشيرة إلى أن "الفتح والحكمة ليسا مع التصعيد".
فيما حذر رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، من استمرارِ التشنجِ السياسي، وحمّل الجميع مسؤولية ما يحصل، كما شدد على أنه "يجبُ أن نتعاون جميعا لنوقفَ من يسرعُ هذه الفتنةِ، والكلُ يجب أن يعلمَ جيداً أن نارَ الفتنة ستحرقُ الجميع".
من جانبها قالت بعثة الأمم المتحدة لدى العراق في تغريدة إن "أصوات العقل والحكمة ضرورية لمنع المزيد من العنف"، مطالبة الأطراف المختلفة بـ "خفض التصعيد من أجل مصلحة العراقيين كافة".
ورداً على تغريدة بعثة الأمم المتحدة، طالب صالح محمد العراقي، وزير زعيم التيار الصدري، الأمم المتحدة بـ"دعم الشعب من أجل إنهاء معاناته من الفساد الذي أكل الأخضر واليابس".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن