زاكروس عربية - أربيل
ملفان جاء بهما بايدن إلى الشرق الاوسط ومؤتمر جدة للأمن والتنمية، الاول استمالة دول الشرق الأوسط النفطية الى سياسة تعويض النقص في سوق الوقود بزيادة انتاجها للحد من استفادة الروس من ارتفاع الاسعار، والثاني اقناعها بتأسيس ما يشبه التحالف الدفاعي في "ناتو عربي" لمواجهة أيران.
المؤتمر الذي كان مزمعا تسميته بمؤتمر الأمن والطاقة، اتخذ عنوانا أشمل بعد أن جمع إليه غايات أخرى؛ كقضايا المناخ، والبيئة، والتعاون الاقتصادي، والأمن الغذائي والصحي، فضلا عن قضية النزاع الأسرائيلي- العربي، كما سمح بإستعراض قضايا تخص الدول المشاركة كالوضع في ليبيا، ومشكلة مصر المائية، فأصبح عنوانه موتمر الأمن والتنمية.
العراق غيَّب بإرادته أو رغماً عنه قضاياه.
ولكن هل عاد الرئيس الأميركي خالي الوفاض من غايتيه؟!
عمليا اجابت المملكة العربية السعودية على مسألة تعزيز سوق النفط، بانها بالفعل رفعت سقف انتاجها الى ١٣ مليون برميل يوميا، ولم تعترض الدول الاخرى بما فيها العراق والامارات وقطر على هذا، وإن تركت الموضوع لمقررات اوبك بلاس، على أن لا يكون ذلك اعتباطياً.
ولم يُعلن صراحة عن تأسيس تحالف دفاعي يشمل منظومة أمنية لحسابات سياسية كثيرة، لكن اشارات تؤكد ان الجانبين السعودي والاميركي توصلا الى قناعات بزيادة التعاون الأمني فنيا ولوجيستيا بينهما..
كما وأعلن في البيان الختامي للمؤتمر الترحيب بإنشاء قوة المهام المشتركة 153، وقوة المهام المشتركة 59 ، لتعزيز الشراكة والتنسيق الدفاعي بين دول مجلس التعاون الخليجي والقيادة المركزية الأميركية.
ورغم أن القوتين اعلنتا رسمياً عن أنشائهما قبل شهرين، الا أن الترحيب بهما خلال القمة، واعلان شراكتهما مع دول مجلس التعاون الخليجي كافة، يعني عمليا تحقيق تحالف أمني بحري، ستشمل مساحته مياه الخليج ومضيق هرمز، اضافة الى مضيق باب المندب والبحر الأحمر ، بغية المحافظة على سلامة الملاحة البحرية بوجه القرصنة بأنواعها، والتهديدات الإيرانية والحوثية.
فهل تقتصر مهام القوتين، التي لم يكشف عن طبيعة تسليحهما، في حدود حماية الملاحة البحرية؟!
نسبياً، حقق بايدن نجاحا جيدا بالعودة الى الشرق الأوسط، خاصة بعد سنوات من الفراغ الذي يتعسر ملؤه الا تدريجياً.
تقرير كمال بدران
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن