زاكروس عربية - أربيل
قدمت طهران مقترحاً جديداً للولايات المتحدة بتأجيل القضايا المرتبطة برفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأميركية، مقابل الاطمئنان إلى أن الشركات الإيرانية ستتمتع بالمزايا الاقتصادية وحصتها من الاتفاق النووي.
وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، قال اليوم الأربعاء (13 تموز 2022)، لصحيفة "لاريبوبليكا" خلال زيارته لإيطاليا: "نحن على تواصل مع الأميركيين لإلغاء العقوبات، وهم يتواصلون معنا عبر الاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية دول أخرى"، مشيراً إلى أن المفاوضات النووية أحرزت "تقدماً كبيراً في مسودة الاتفاق والأفكار المطروحة".
عبد اللهيان أشار إلى أن "مفاوضات الدوحة لم تفشل"، مستدركاً لكن "ثمة قضايا متبقية يجب حلها".
وأضاف "إننا نريد ضمانات اقتصادية قوية، وإذا ما تعاقدت شركة غربية مع نظيرتها الإيرانية، فيجب أن تكون مطمئنة على تنفيذ مشروعها".
وتابع "نريد اتفاقاً جيداً وقوياً ومستداماً، ونرحب بدعم بقية الدول، منها إيطاليا"، قائلاً: إن وزير الخارجية الإيطالي طرح "أفكاراً جيدة" سنستفيد منها خلال المفاوضات.
وفيما يتعلق بالشرط الإيراني حول رفع الحرس الثوري من قائمة التنظيمات الإرهابية، بين عبد اللهيان أن بلاده قدمت مقترحاً للولايات المتحدة لـ"تأجيل القضايا المرتبطة بالقائمة السوداء، لكن علينا أن نطمئن إلى أن الشركات الإيرانية ستتمتع بالمزايا الاقتصادية وحصتها من الاتفاق النووي. الانتفاع الاقتصادي من الاتفاق النووي ضروري ونحن لا نطالب بشيء خارج الاتفاق".
وفي وقت سابق من اليوم، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، وهو في طريقه إلى تل أبيب برفقة الرئيس جو بايدن، إن "إسرائيل لديها وجهة نظر مختلفة عن أميركا بشأن الاتفاق النووي مع إيران، لكن إدارة بايدن تعتقد أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لمنع طهران من الوصول إلى السلاح النووي".
وأضاف سوليفان: "هناك اتفاق مطروح على الطاولة، ويعتقد الرئيس بايدن أن على إيران القبول بهذا الاتفاق".
وأبرم اتفاق عام 2015 في فيينا بين إيران ومجموعة 5+1 (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي)، نصّ على تخفيف العقوبات الدولية مقابل تقييد برنامج إيران النووي ووضع ضمانات لعدم تطويرها قنبلة ذرية، لكن واشنطن انسحبت في عهد الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق أحاديا في 2018 وأعادت فرض عقوبات على إيران نصّ الاتفاق على رفعها، في المقابل، تخلت طهران تدريجيا عن قيود واردة في الاتفاق.
وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن، عن استعداده للعودة إلى الاتفاق شرط أن تستأنف إيران التزاماتها بالتزامن مع ذلك.
وبدأت في فيينا في نيسان/أبريل 2021 بين إيران والقوى المنضوية في اتفاق 2015 (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين)، مباحثات شاركت فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، بهدف إعادة واشنطن إلى الاتفاق ورفع عقوبات فرضتها على طهران بعد انسحابها الأحادي منه، في مقابل امتثال الأخيرة مجددا لالتزاماتها.
وعلّقت المباحثات رسميا في آذار/مارس 2022، مع تأكيد المعنيين أن التفاهم بات شبه منجز، لكن مع تبقّي نقاط تباين بين واشنطن وطهران، أبرزها طلب الأخيرة شطب اسم الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات "الإرهابية" الأجنبية، وهو طلب امتنعت واشنطن عن تلبيته.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن