Erbil 13°C الإثنين 23 كانون الأول 10:28

إندونيسيا.. مدرسة تعلّم الأطفال الصمّ القرآن الكريم

تشكّل المدارس الداخلية الإسلامية عنصراً مهماً في نظام التعليم الإندونيسي، مع أربعة ملايين طالب موزعين في حوالى 27 ألف مؤسسة موجودة في الأرخبيل الواقع جنوب شرق آسيا
Zagros TV

 

 

ا ف ب

يسود الصمت مدرسة داخلية إسلامية قرب مدينة يوجياكارتا الإندونيسية... فهذه المؤسسة التعليمية من بين قلّة من المدارس القرآنية التي تستقبل التلامذة الصمّ في أكبر بلد مسلم من حيث التعداد السكاني، لتعليمهم تلاوة القرآن بالاعتماد على لغة الإشارة العربية.

وتشكّل المدارس الداخلية الإسلامية عنصراً مهماً في نظام التعليم الإندونيسي، مع أربعة ملايين طالب موزعين في حوالى 27 ألف مؤسسة موجودة في الأرخبيل الواقع جنوب شرق آسيا، على ما تظهر بيانات وزارة الشؤون الدينية.

ويقول مؤسس المدرسة أبو قحفي لوكالة فرانس برس إنّ هذا المشروع "انطلق بعدما شعرتُ بانزعاج عندما أدركت أنّ الأطفال الصمّ في إندونيسيا لا يستطيعون تعلّم القرآن".

وأسس الرجل الإندونيسي البالغ 49 سنة هذه المدرسة نهاية عام 2019 بعد تكوينه صداقات مع أشخاص صمّ.

وتستقبل المؤسسة حالياً 114 فتى وفتاة صمّاً يتحدرون من مختلف أنحاء اندونيسيا ويطمحون إلى أن يحفظوا القرآن عن ظهر قلب.

ويُصدر الأطفال وهم جالسين على الأرض إيماءات بأصابعهم، وهم يحدّقون بالنصوص القرآنية.

وتتخلل أجواء الدرس الصامتة صيحات تشجيعية صغيرة تُطلق كلما ينجح أحد الطلاب في تلاوة نص قرآني معيّن من دون أخطاء نتيجة طلب أبو قحفي منه تسميع درسه.

ويقول أبو قحفي إنّ "هذه العملية التعليمية تنطوي على صعوبة كبيرة لأطفال لم يسبق لهم أن تعرّفوا على الديانة الإسلامية أو القرآن فيما لغتهم الأم هي الإندونيسية".

ويضيف إنّ "المهمة صعبة جداً، إذ ينبغي على الأطفال الصم الذين يرتاحون أكثر للأمور البصرية أن يتعلموا الديانة التي تمثل مفهوماً نظرياً".
- تعزيز الثقة بالنفس -

وفي غرفة منفصلة تبعد مئة متر عن الموقع الذي يتلقى فيه التلاميذ الصبيان تعليمهم، تحفظ الفتيات اللواتي يرتدين ملابس إسلامية القرآن كذلك.

وتعتبر ليلى ضياء الحق، وهي تلميذة تبلغ 20سنة، على غرار والديها، أنّ تلقي العلم في هذه المدرسة يشكل مصدر فخر كبير لها.

وتقول ليلى، وهي التلميذة الأكبر سناً في المدرسة، "أرغب في أن أنتقل إلى الجنة مع أبي وأمي بعد وفاتي (...) ولا أريد أن أغادر المدرسة. أودّ أن أدرّس التلاميذ فيها" لاحقاً.

وبينما يتمتع التلاميذ غير الصم بقدرة على حفظ المقاطع الصوتية لتلاوة القرآن، ينبغي على الصمّ ومن يعانون مشاكل في السمع أن يتعلّموا كل حرف من الأجزاء الثلاثين في الآيات القرآنية.

ويصدر محمد رافا (13 سنة) الذي يدرس في هذه المؤسسة منذ سنتين، بتركيز شديد إيماءات بأصابعه ليتعلم الآيات المعروضة أمامه .

ويقول الفتى الذي حفظ حتى الآن تسعة أجزاء من القرآن لوكالة فرانس برس "أشعر بخير في المدرسة، بينما يشكل البيت لي مكاناً هادئاً جداً فلا أستطيع التحدث إلى أي شخص لأن أحداً فيه لا يعاني مشكلة الصمم".

ويتولى تمويل المدرسة مؤسسها إلى جانب مجموعة من المتبرعين، فيما توفر تعليماً مجانياً للأطفال المتحدرين من أسر فقيرة والعاجزين عن دفع رسوم التسجيل البالغة مليون روبية (67 دولاراً) والتي تشمل تكاليف الكتب والزي المدرسي ومستلزمات النظافة الشخصية.

ويتعلم التلاميذ في المدرسة أيضاً الشريعة الإسلامية بالإضافة إلى مواد الرياضيات والعلوم واللغات الأجنبية حتى يتمكّنوا من متابعة دراستهم على مستويات أعلى لاحقاً.

وتجعل المؤسسة تلاميذها يستعيدون ثقتهم بأنفسهم في مجتمع بالكاد يتمكن فيه الصم ومن يعانون مشاكل في السمع من الانخراط فيه.

ويقول زين العارفين، وهو والد التلميذ أفري البالغ 11 سنة إنّ "ثقة ابني بنفسه كانت ضعيفة لمجرد إدراكه أنّه مختلف عن الآخرين".

ويضيف لوكالة فرانس برس "منذ وصوله إلى المدرسة، لم يعد يخجل من تسميع درسه أمام الجميع. وقال لي إنّ الله ساعده في الوصول إلى هذه المرحلة وإنّه تقبل وضعه بشكل كامل".

الأخبار منوعات

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.