Erbil 15°C الأحد 22 كانون الأول 14:14

المحلل السياسي في العراق... بين مدع سليط اللسان وفضائيات تلهث وراء الانتشار

سعة الصدر التي يجب ان يتحلى بها السياسي، هي القدرة على احتواء الاخر
Zagros TV

زاكروس عربية - أربيل


يقول الامام علي عليه السلام، أن "آلة السياسة سعة الصدر"، و على الرغم من انها تعود الى أكثر من ١٤٠٠ عام لكن مدلولات المقالة العميقة تناسب كل مكان وزمان.

ولا يخفى المعنى، فسعة الصدر التي يجب ان يتحلى بها السياسي، هي القدرة على احتواء الاخر، منقادا كان او مختلفا بالرأي، بإسلوب الإقناع ومقارعة الحجة بالحجة.

وفي حين تدعي جهات وقوى وسياسيون انتماءهم لمنهج ومدرسة الامام علي عليه السلام فأنهم، أو الكثير منهم، أبعد ما يكونون عن تلك المدرسة الاخلاقية العظيمة.

وتحفل أدبيات بعض القوى السياسية بكميات مهولة من الشتائم والبذاءات، تعجز عن الالمام بها القواميس، ويبدو انها سلاح لا محيص عنه يستخدمونه في أية مواجهة.

بعض ما يجري في هذه المواجهات يستحق الملاحقات القانونية، لانها ليست خارجة عن الذوق العام والآداب العامة وحسب، وانما تصل إلى التجريح والقذف والتشهير والنيل من الأعراض.

بعضها ايضا يمكن ان يحاسب عليه القانون لانه يشكل تحريضا على العنف، وآخر يمنعه الدستور الذي أورد فقرات منع فيها اية اساءة للوحدة الوطنية والمكونات.

بعضها يحمل نفسا شوفينياً وطائفياً طاغياً.

ولا يتورع هؤلاء عن الكذب وخداع الجماهير وخلط الأوراق وبث المعلومات المضللة معتمدين على ان ذاكرة الجمهور السمكية ستنسى اكاذيبهم.

هذه البذاءات لها جيوشها الالكترونية المتمرسة والتي على ما يبدو يتلقى القائمون عليها دروسا مستفيضة في الشتائم وبذيء الكلام.

وتشجع بعض الفضائيات هذا النوع من قلة الأدب بغية الانتشار.

تغيب عن قواميس الكثيرين لغة السياسة ومفاهيمها ومصطلحاتها وبرامجها، فهؤلاء انعكاس لمعتقداتهم وافكارهم ومصالحهم وأجنداتهم الفارغة من اي محتوى سياسي واجتماعي، حيث ينحصر دورهم في التطاحن والتغالب من اجل المكاسب.

هذه الفئة التي تكاثرت كالطفيليات مؤخراً، لا تحسب حاجة الجمهور الى فهم ما يجري حوله، فلا هي تفهم طبيعة النظام السياسي، ولا تتكرم على الجمهور بتوضيح الغامض مما يجري حوله.

ولأنها بلا ضوابط، ولا تحسب ان السياسة لعبة متغيرات فهم يغرقون المراكب تارات كثيرة..

وتنصح العرب وهذا جزء من الوعي السياسي بقولها؛

لا تغرق ودع للصلح منفذاً والذي يعني ان عدوك اليوم قد يصبح صديقك غدا، فكيف ستطبب الجراحات؟!

احدى القوى السياسية، وهي صاحبة ذراع عسكري، دأبت على اتهام قوة سياسية في كوردستان، وتحديدا في السليمانية، بانها تأوي مقرات للموساد، ذلك عندما كان الخلاف بينهما، وما ان صلح الحال حتى ابدلت الاتهام الى اربيل ولا يعرف الى اين ستنقل المقرات بعدها، خاصة بحصول التطورات الجديدة.
وتتجرا هذه الألسن عادة ضد القوى صاحبة التقاليد السياسية والعريقة في الديمقراطية، فيما تتحاشى القوى صاحبة الأذرع المسلحة.

هذا الخطاب هو انعكاس لسياسة الخراب التي عمّت البلد، وهي بحاجة الى وقفة جادة لكشفها وتبصير الجمهور بها.

تقرير.. كمال بدران
 

الأخبار العراق الشرق الاوسط

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.