أثبت باحثون من جامعة يونيفرسيتي كولدج بلندن ان سماع صوت الضحك يُثير النشاط في مناطق معينة من الدماغ، بطريقة أشبه بالعدوى، وهذه المناطق هي نفس المناطق الدماغية التي تتم إثارتها أثناء التبسم.
ولاحظ الباحثون، بتحليل صور الرنين المغناطيسي للدماغ، أن كل أنواع الأصوات الايجابية كالضحك والسلبية كالصراخ تسببت في إثارة مناطق تتعلق بعمل ما قبل حركة عضلات الوجه، وتوجد في قشرة الدماغ، لكن الأصوات الإيجابية للضحك كانت ذات تأثير كبير على تلك المناطق من الدماغ، بمعنى أن استجابة الإثارة في مناطق الدماغ تلك حصلت بما يُشبه ردات الفعل لسماع أصوات الضحك، بطريقة تشبه العدوى.
فوائد الضحك والابتسامة..
ولايخفى على أحد الفوائد الجمة للضحك ، اذ اثبتت الدراسات أن العلاج بالضحك يعمل بشكل شبيه بمضادات الأكتئاب ، عن طريق رفع مستويات السيروتونين في الدماغ، وهو ناقل عصبي حيوي مهم لمشاعر الرفاه والهدوء، كما نعلم ان الضحك يعزز وظيفة القلب والأوعية الدموية، ويقوي أنظمة المناعة والغدد الصماء،ويقوي القدرة على التفكير وينشط الذاكرة، وأن الضحك الإيجابي، "الفكاهة الحسنة" و"الضحك مع" بدلًا من "الضحك على" الآخرين - ممتع بشكل خاص، لأن الضحك مع الغير له عمق عاطفي أكبر وأكثر متعة من الضحك على اي شخص كان.
كما اثبتت الدراسات ، أن أدمغتنا تتأثر بشكل ايجابي بالإشارات السعيدة الصادقة والمجزية عاطفيًا، كالعلاج بالضحك، من بينها تدريب العضلات، وتحسين التنفس، وخفض التوتر والقلق وتحسين المزاج والقدرة على التأقلم، وقد ثبت أن العلاج بالضحك يعمل بشكل شبيه بمضادات الاكتئاب، عن طريق رفع مستويات السيروتونين في الدماغ، وهو ناقل عصبي حيوي مهم لمشاعر الرفاه والهدوء.
وعند الضحك يزداد إفراز مادة إندروفين في الدماغ الباعثة على النشوة. كما تقل أثناءه إفرازات هورمونات الضغط النفسي والجسدي كالأدرينالين، المسبب لارتفاع ضغط الدم، وزيادة نبضات القلب، وظهور اضطرابات إيقاع النبض، وإجهاد انقباض عضلة القلب، ورفع نسبة السكر في الدم، وتقليل قدرة خلايا مناعة الجسم على أداء وظائفها، وزيادة إمكانية ترسب الصفائح الدموية بعضها على بعض مما يعيق مرور الدم في الشرايين، وزيادة انقباض الشرايين، وغيرها من الآثار الضارة على الجسم. ولذا دلت الدراسات الطبية على أنه أثناء الضحك ينخفض مقدار ضغط الدم ويزداد تدفق الدم خلال شرايين القلب والدماغ وتقل إمكانية ترسب الصفائح الدموية وتزداد مناعة الجسم من جوانب عدة...
أنواع الضحك
يمكن تصنيف الضحك إلى أنواع مختلفة، تتراوح من الضحك الحقيقي والعفوي إلى المصطنع (الوهمي) والمُحفز (عن طريق الدغدغة مثلًا)، والمُستحث (عن طريق المخدرات) أو حتى المرضي، ولكن الأساس العصبي الحقيقي للضحك لا يزال غير معروف بدقة - وما يعرف عنه لحد الان، يأتي إلى حد كبير من الحالات السريرية المرضية.
سلبيات الضحك
على الرغم من ان الضحك نشاط جماعي يعزز الترابط، ويُقلل الصراع المحتمل ويخفف من التوتر والقلق كما يساعد على بث الطاقة الايجابية ، ألا انه يصبح ذو ثاثير معاكس عندما يكون الإنسان وحده، فالضحك الانفرادي يمكن أن يكون ذو دلالة سيئة، كما اثبتت دراسة تمت في العام الماضي أن تزايد روح الفكاهة المنحرفة والضحك في أوقات غير مناسبة يمكن أن يكون مؤشرًا مبكرًا على الخرف، وهناك متلازمة موثقة جيدًا، يُعتقد أن أول من عرّفها هو تشارلز داروين، تتضمن التعبير عن المشاعر غير المنضبطة بصورة مقلقة، تتميز بنوبات متكررة، لا إرادية ولا يمكن السيطرة عليها، من الضحك والبكاء، تُعرف هذه الحالة باسم متلازمة التأثير البصلي الكاذب (pseudobulbar) ويمكن رؤيتها في عدد من الحالات العصبية المختلفة، وتنشأ هذه الحالة من وجود فصل بين "المسارات التنازلية" في جذع الدماغ -التي تتحكم في المحركات العاطفية- والدوائر والممرات التي تحكم التعبير الوجهي والعاطفي، كما أن بعض الاضطرابات المرتبطة على وجه التحديد مع هذه الحالة تشمل إصابات الدماغ الشديدة، والزهايمر ، ومرض باركنسون ، والتصلب المتعدد والسكتات الدماغية.
https://www.youtube.com/watch?v=TaRi3MZ57t0
سوسن البياتي.. Zagros tv
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن