زاكروس عربية – أربيل
فيما يبدو أنه دليل على استنفاذ الأطراف الولائية في العراق كل أوراق اللعبة السياسية و"الحلول" أمام عجزهم عن اقناع تحالف "إنقاذ وطن" بالذهاب بهم إلى حكومة المحاصصة الطائفية، بدأ الجناح العسكري للولائيين الدخول على خط الأزمة عساه ينتشل حلفائه، ملوحين بالإخلال بالأمن العام في البلاد والدخول به في نفق الاقتتال.
وبعد ساعات من كلمة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أعلن فيها رفضه التحالف مع "الإطار التنسيقي"، أو العودة إلى المحاصصة الطائفية لتشكيل الحكومة الجديدة، متهماً الإطار بالاستقواء بالخارج، و"التكالب"، أصدرت ما تعرف بـ"الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة الإسلامية" بياناً وزعت من خلاله "النصائح والمواعظ" وكأنها ليست جزءاً من قوى التعطيل، وذرفت دموع الخوف على المجتمع العراقي معبرة عن خوفها من " التشدد غير المعهود" في إشارة إلى موقف الصدر الرافض للمحاصصة، وحذرت من أن ذلك "يقود البلد إلى فتنة عمياء لن يسلم منها أحد، وعندها لن ينفع النادمين ندمهم".
وتضم "الهيئة" نحو 10 فصائل مسلحة رئيسية، أبرزها "كتائب حزب الله"، و"عصائب أهل الحق"، و"النجباء"، و"كتائب سيد الشهداء"، و"الإمام علي"، و"بدر"، و"جند الإمام"، وهي نفسها المنضوية في الحشد الشعبي الذي يشكل تحالف "الفتح" بقيادة هادي العامري واجهته السياسية، في ازدواج صريح للمواقع واستخدام الإطار اللازم لتمرير خطاب معين.
هذا التلويح الصريح بالتصعيد العسكري وإدخال البلاد في أزمات جديدة، واللعب بأمنه ليس فيه أية مصالح للمواطن العراقي الذي يتشدق هذا الطرف بأنه يخشى عليه وعلى حاله متنكراً أنه يخشى فقدان مواقع القوى التي تمكنه من الفساد والإفساد ، وفق مراقبين.
وعقب البيان الذي اعتبر موجها للتيار الصدري، نشر المسؤول العام عن جماعة "سرايا السلام"، الجناح المسلح للتيار الصدري، أبو مصطفى المحمداوي، على حسابه في موقع "تويتر"، موقفاً اعتبر رداً على موقف جماعة "المقاومة"، قال فيه "جاهزون فانتظرونا". بينما نشرت قيادات في التيار الصدري صوراً استعراضية للفصائل المسلحة التابعة للصدر، ومنها "سرايا السلام" و"لواء اليوم الموعود" الذي قال الصدر في وقت سابق إنه قرر حله.
أن الولائيون أظهروا اصرارهم على التصعيد والمضي في المواجهة، ووجه زعيم ميلشيا "كتائب الإمام علي" شبل الزيدي انتقادات غير مباشرة لموقف الصدر، واستخدم، في تغريدة أمس الأول، عبارة "صاحب الطوبة"، التي ترتبط بالتراث الشعبي العراقي، أي الذي يملك كرة القدم ويفرض شروطه على من يريد أن يشارك باللعبة، ومن يريد استبعاده منها، وفي حال تم رفض ذلك "يُخرّب اللعبة". واعتبر أن "الزمن تغير، وكثرت ساحات اللعب، وأصبحت الكرات كثيرة".
في تلك الأثناء، حذر خبراء أمنيون من التصعيد مؤكدين أن "التلويح بالسلاح يؤكد على ضرورة معالجة مشكلة الميليشيات، قبل التفكير ببناء دولة مؤسسات قوية في العراق".
مشيرين إلى أن دخول الفصائل المسلحة على خط الأزمة السياسية "مؤشر خطير"، وقد تكون محاولة إبراز، أو استعراض قوة خاصة من جانب خصوم الصدر، الذين ينضوون في الإطار من باب الحشد ويهددون من باب "المقاومة".
كذلك لفت المراقبون إلى أن الصدر "يتعرض إلى استفزازات كثيرة، لدفعه إلى أخذ موقف متشنج أكثر"، محذرين من أن "هناك محاولات لاستفزاز جمهور التيار الصدري، تحديداً في بغداد، والاحتكاك معهم منذ أيام".
إلا أن مصادر من التيار أكدت وجود قرارات صارمة صدرت عن قيادة التيار لكل القيادات والأعضاء بعدم الانجرار نحو الصِدام، ووقف أي تصريحات يُفهم أنها رد فعل على أي تهجم أو انتقاد للصدريين"، كما لم تستبعد استخدام الصدر ورقة الشارع، والتحشيد لتظاهرات مليونية في بغداد وعدد من المدن، للتأكيد على تأييد الشارع لمشروع حكومة الأغلبية الوطنية.
هذا وكان حذّر وزير الخارجية الأسبق هوشيار زيباري من أن العراق بات في "مأزق سياسي وأمني خطير". وقال في بيان نشرته وسائل إعلام محلية، إن "الرئاسات الثلاث فشلت في تجنب ما وصلت إليه الأمور، بسبب مصالحها النفعية ورفض الاستحقاق الانتخابي، وانجرار القضاء إلى قرارات منحازة".
وأضاف زيباري: "هؤلاء لا يدركون خطورة الوضع، لا بد من مراجعة من قبل الجميع واتخاذ خطوة إلى الوراء لإنقاذ الوطن". وذكر باحتمال عودة الاحتجاجات مرة أخرى بسبب الوضع الحالي وتفاقم مشاكل العراقيين.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن