في أجواء كوردستان الغنية بالغابات الطبيعية والمراعي الواسعة والمقالع الحجرية، ازدهرت منذ فجر البشرية صناعات حرفية يدوية كثيرة، بدأت بالنحت على الحجر والرخام والحفر على الأخشاب واستمرت مع زراعة القطن والكتان، بجانب استخدام أصواف الأغنام والماعز في الحياكة والتطريز وصناعة الأنسجة المتنوعة للملابس التقليدية، وحياكة البسط والسجاجيد الصوفية، وايضا البسط المضغوطة (الجبنة أو الكجا) .
ولغنى الطبيعة في أرض كوردستان وارتدائها الحلة الخضراء من أشجار الجوز والبلوط والتوت، دور كبير في ازدهار صناعة الأدوات الخشبية التقليدية، اذ تعتبر من الصناعات المهمة والمنتشرة في جميع أنحاء كوردستان، وتصنع من أخشابها الكثير من أدوات العمل، مثل المحراث الخشبي والمنخل الخشبي لتصفية طحين القمح، إضافة إلى الأدوات التقليدية ذات الأستعمالات المختلفة في مطبخ كوردستان، كالقدور والملاعق والصحون، وطبلات الخبز وغيرها>
وتعتبر مهنة صناعة المهود من المهن التقليدية والقديمة التي تميز الصناعات التقليدية في الاقليم، اذ تختلف تصاميم المهود باختلاف مناطق صناعتها، ففي كوردستان، تتميز بلونها البني وتعلق عليها الخرز والتعاويذ التي تحمي الرضيع من الحسد والشر، اما القطع الخشبية ذات اللون البني فيكون منشؤها من الموصل.
ويشهد سوق النجارين التراثي في وسط مدينة اربيل، الكثير من المصنوعات الخشبية الفلكلورية، برغم غزو البضائع المستوردة للأسواق المحلية، اذ تسمع صوت الات تقطيع الخشب( التورنة) والمنشار، وهي تعالج الاخشاب، لتتحول بيد العمال، الى مصنوعات وادوات جميلة، توضع عليها الزخارف والاسماء حسب الطلب، وتصنع الكثير من مستلزمات الاطفال، كالمهد وعربة الطفل ( الحجلة) والكثير من الالعاب المميزة بالوانها وزخارفها الجميلة التي تشد الزائرين والسياح والمصطافين اليها، لذا فأن أصحاب السوق مازالوا يروجون لبضاعتهم التي يعدونها جزءاً من التراث الشعبي الذي يقبل عليه العديد من هواة المصنوعات الشعبية المعروفة بمتانتها وجماليتها واسعارها المناسبة، بالاضافة الى مشاركتهم بكل المعارض التي تقام خارج وداخل الاقليم، للتذكير بهوية اعمال كوردستان الحرفية التراثية الجميلة.
سوسن البياتي.. Zagros tv
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن