زاكروس عربية - أربيل
تتشكل العواصف الترابية من مرور الرياح في مناطق صحراوية، أو تحرك التربة بتأثير "عدم وجود غطاء نباتي"، ما يحمل الغبار من هذه المناطق إلى أخرى تتجه نحوها، وفق ما يشرح الخبير البيئي فائز العبيدي.
وقال العبيدي إنه، "سيستمر ارتفاع عدد العواصف الترابية في العراق في ظل المعاناة من جفاف يزداد مع انخفاض نسبة الأمطار التي تهطل منذ سنوات".
وبين في تصريح لـ"العربي الجديد" اليوم السبت، أن "العواصف الترابية تتشكل من مرور الرياح في مناطق صحراوية، أو تحرك التربة بتأثير عدم وجود غطاء نباتي، ما يحمل الغبار من هذه المناطق إلى أخرى تتجه نحوها، وهذه العواصف ليست جديدة، لكنها كانت أقل تأثيراً أو انعدم تأثير غالبيتها كونها لا تحمل أتربة أو قليلاً منها فقط".
وقد زادت نسبة الأتربة التي تتضمنها العواصف الهوائية في الأعوام الأخيرة نتيجة تهيّج التربة في الصحارى والمناطق القروية ومناطق الرعي، بحسب العبيدي.
وأكد أن "أبرز أسباب الظاهرة" تتمثل في "الاعتداء على الغطاء النباتي وتعمّد تدمير البيئة الذي نتج أيضاً من الحملات العسكرية التي استدعت جرف القوات الأمنية آلاف الهكتارات من البساتين والأراضي الزراعية في مناطق عدة بالبلاد خصوصاً في محيط العاصمة بغداد من أجل ملاحقة المسلحين، ما حوّلها إلى أراضٍ قاحلة. كما هجر مزارعون أراضيهم نتيجة قلة المياه التي تخصصها الحكومة لمشاريعهم، وشعورهم بانعدام فائدة استثماراتهم، باعتبار أنّ المحاصيل المستوردة من الخارج تباع بأسعار أقل من نظيرتها المحلية. وهذه كلها نتائج بشرية تتحملها الجهات الحكومية".
وهناك أسباب طبيعية ترفع نسبة الأتربة في العواصف الهوائية، وبينها "الجفاف الناتج من عدم هطول الأمطار طوال أعوام، والذي يزيد رقعة التصحّر، علماً أنّ المناطق الصحراوية خصوصاً في غرب العراق تضمنت مساحات كبيرة مغطاة بالنباتات الصحراوية التي تمسك التربة، لكنّ شحّ الأمطار منع نمو وتكاثر نسبة كبيرة منها، وتسبب في زوالها"، وفق العبيدي.
وكانت الصحة الاتحادية قد أعلنت الخميس الماضي أن حوالي 5 آلاف شخص تلقوا العلاج في مستشفيات، فيما دعت الى تجنب الخروج من المنازل وخاصة المصابين بأمراض مزمنة كالربو أو ارتداء الكمامة أو قطعة قماش مبللة ووضعها على الأنف والفم.
وأعلنت الهيئة العامة للأنواء الجوية، اليوم، حالة الطقس في البلاد، فيما توقعت تصاعداً للغبار وارتفاع في درجات الحرارة.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن