Erbil 15°C الأحد 19 أيار 16:31

مبادرة الإطار التنسيقي .. وصاية الخاسر على الفائز والعودة إلى التوافق برداء المستقلين

"وفسر الماء بعد الجهد بالماء"

زاكروس عربية – أربيل

 المبادرة التي أطلقها الاطار التنسيقي لحل مشكلة "الانسداد السياسي" تجاوزت ردود الفعل عنها أن تكون مبنية على أساس القراءة السياسية، وإبداء رأي ناقد، وإنما أصبحت عن حق مبعث تهكم وسخرية حفلت بها مواقع التواصل الاجتماعي وبات الناس يتساءلون، هل يصل تفكير النخب السياسية إلى هذا المستوى؟! وهل نظرتهم للشعب والذي أصبح خبيرا في الشأن السياسي وصلت إلى هذه الدرك ؟!

بمنطق الوصاية يعلن الاطار التنسيقي مبادرة قدمها كالمعتاد بديباجة في الوطنيات والرغبة في فك الاختناق السياسي وضمنها نقاطا تلف وتدور وتذهب بعيدا وتعود إلى التوافق المرفوض أصلا من القوى الفائزة الأكبر بالانتخابات.

المبادرة التي اعتبرت موافقة قوى التحالف الثلاثي الاستراتيجي تحصيلا حاصلا، تعكس نمطاً من التفكير لا يتسق مع معطيات الواقع الذي يؤكد أن أكثر من مئتين نائب ونائبين هم في جانب تحالف "إنقاذ وطن" وأن نحو نصف الثلث المعطل، له أسبابه التي لا توافق أسباب الإطار في التعطيل.

وإذا كانت من حسنات للمبادرة فهي اعترافها بحاجة العراق إلى أن يكون منصب رئيس الجمهورية مؤثرا وفاعلا لأنه رمز السيادة وحامي الدستور وكذلك تطرقه إلى مسألتي قانون النفط والغاز ووضع قوات حماية الإقليم (البيشمركة)، لكنها أيضاً جاءت بشروط لشخصية رئيس الوزراء وكأنها تقول أو تعترف بإن هذه الشروط لم تكن تنطبق على الرؤساء السابقين.

ومن منطق الوصاية والقرار المفروغ منه تقدم المبادرة للمستقلين الدعوة لترشيح رئيس للوزراء توافقي غير مثير للجدل، لكن الطريقة التي تكرم بها الاطار للدعوة افترضت موافقة الجميع عليها... أيها المستقلون تفضلوا بالترشيح!

المرشح المستقل، بل وجميع ما جاء عن المستقلين يدخل في بوابة المجاملة والكسب السياسي وذر الرماد في العيون، أما رئيس الوزراء الذي سيرشحه  المستقلون فسيبقى تحت المطرقة، فمن للمسكين من قوة تسانده وتدافع عن برنامجه بل وتحمي حياته إن لزم الأمر.

وتوصي المبادرة بانتخاب المرشحين للرئاسات الثلاث من المكونات، كل مكون بحاله، ثم يتم التفريق بين من يشارك في الحكومة ومن لا يشارك فيها، فإن شارك فحسنت وبها، وإن لم يشارك فعليه ان يختار ان يكون معارضا أو ولائيا، حسب رغبته..

إذن، هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الإطار عن المعارضة، وهي التي ستنشأ من الذين لم ينالوا حصتهم من الكعكعة، إن شاءوا ذلك طبعا..

باختصار، المبادرة فسرت الماء بعد الجهد بالماء، وكانت تلف وتدور وتغالط وتعود إلى التوافقية والمحاصصة، لكنها قدمت قبلات في الهواء للمستقلين..

المستقلون الذين كان بعضهم أدوات الاطار في الركض نحو المحكمة الاتحادية..

وبالعودة إلى تعليقات الجمهور الذي يتساءل، أين هم المستقلون أساساً وقد توضحت صورة أغلبهم وانتماءاتهم، وهل بإمكان المستقلين تقديم مرشح خارج نطاق تسمية المكون الأكبر الذي حفلت به المبادرة..؟!

وتبقى القضية، والتي كانت مثار تهكم؛ من أوحى للقوى الخاسرة واللائذة بالثلث المعطل انها في موقف القوة التي يسمح لها بإملاء الشروط، وما هو موقع القوى الفائزة بالانتخابات منها.

تقرير: كمال بدران

العراق

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.