زاكروس عربية – أربيل
قللت الإدارة الأميركية اهتمامها بتفاصيل الأزمة السياسية التي تمر بها العراق بعد الانتخابات النيابية التي جرت في العاشر من تشرين الأول الماضي، وفق ما قال قيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني، مهدي عبد الكريم.
وأكد عبد الكريم، أن ضعف الدور الأميركي الذي وصفه بـ"شبه المعدوم في هذه الأزمة"، يعود إلى جملة أسباب، من بينها أن "الإدارة الحالية في واشنطن لم تعد تعطي أولوية للملف العراقي، ولهذا قللت من اهتمامها بتفاصيل الشأن السياسي بالعراق".
وتحدث عبد الكريم لموقع "العربي الجديد" عن دور بريطاني "أكبر" من الدور الأميركي "حالياً في المشهد السياسي العراقي"، مشيراً إلى أن "انشغال الولايات المتحدة بالحرب الروسية الأوكرانية والصين ومناطق أخرى من العالم، ساهم أيضاً في هذا الغياب غير المسبوق".
بدوره، عزا النائب العراقي السابق حيدر الملا، الذي شارك في وفود تفاوضية بعدة أزمات سابقة شهدتها البلاد، غياب الصوت الأميركي في أزمة العراق الحالية إلى ما وصفه بـ"توجه أميركي لتكرار طريقة إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، من خلال التعامل مع المحاور الطائفية السياسية في العراق".
وأضاف أنه "لا يوجد تدخل أميركي مباشر في الملف العراقي، لكن هناك تدخلاً لدول أخرى يمكن أن تُعبّر عن الموقف الأميركي في هذه الأزمة".
من جهته، اعتبر رئيس مركز التفكير السياسي، في بغداد، إحسان الشمري، أن "الأولويات لدى واشنطن تغيّرت كثيراً مع إدارة بايدن ولا سيما تجاه العراق وعموم منطقة الشرق الأوسط، فالعراق حالياً ليس ضمن أولويات أميركا"، مضيفاً أن "روسيا والصين، وإعادة ترتيب الداخل الأميركي، أبرز ما تهتم به الإدارة الأميركية الحالية".
وبين الشمري أن "واشنطن لا تريد الانغماس المباشر في الشأن السياسي العراقي، وتحديداً في ملف تشكيل الحكومة الجديدة، لكن هناك دوراً أميركياً في العراق، على الرغم من أنه ضعيف ولا يشابه من ناحية الحجم والقوة الدور الإيراني".
وأشار الى أن "طهران متواجدة بكل ثقلها في الملف العراقي منذ ما قبل الانتخابات البرلمانية، وتحديداً منذ بداية تشكيل التحالفات الانتخابية إلى الأزمة الحالية"، متوقعاً أن يكون هناك "تغيير" بالموقف الأميركي مع وصول السفيرة الأميركية الجديدة إلى العراق إلينا رومانوفسكي.
وبعد ستة أشهر من الانتخابات النيابية المبكرة التي جرت في تشرين الأول 2021 ، أخفق البرلمان العراقي عدة مرات بانتخاب رئيس للجمهورية لعدم اكتمال النصاب نتيجة مقاطعة عدد كبير من النواب، وسط تواصل الخلافات السياسية والانسداد السياسي، وبالتالي من دون رئيس حكومة جديد يتولى السلطة التنفيذية.
وغالبا ما يكون المسار السياسي معقدا وطويلا في العراق بسبب الانقسامات الحادة والأزمات المتعددة وتأثير مجموعات مسلحة نافذة.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن