زاكروس عربية – أربيل
حذرت وزارة الموارد المائية في دراستها الإستراتيجية للأعوام 2014-2035 من خسارة العراق لأكثر من 11 مليار متر مكعب من مجموع الإيرادات التي تصل للبلاد، فيما أكدت التحرك في إطار خطط داخلية ومفاوضات مع دول المنبع لتأمين الحصص المطلوبة.
المتحدث باسم الوزارة علي راضي، قال، إن "أزمة المياه ما زالت قائمة وتعود أسبابها إلى عدة عوامل تتلخص بالتغيرات المناخية واحتباس الأمطار وضعف الغطاء الثلجي، فضلاً عن الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة".
وأضاف في تصريح للوكالة الرسمية، اليوم الجمعة ( 22 نيسان 2022)، أن "هناك عوامل أخرى غير مباشرة كالتوسع السكاني الكبير على الأنهار خاصة لدول المنبع، بالإضافة الى التوسع في إنشاء السدود الخزنية الكبيرة والمشاريع الإروائية واستغلال الأراضي، وجميعها عوامل أدت إلى زيادة استهلاك المياه وبنسب كبيرة ما أثر على نوعية المياه الواردة إلى العراق".
وأضاف أن "التقارير الدولية الصادرة عن العراق صنفته على أنه من الدول الأكثر تأثراً بالتغيير المناخي على مستوى العالم".
وزارة الموارد المائية حذرت في دراستها الاستراتيجية للأعوام 2014-2035 من خسارة العراق لأكثر من 11 مليار مكعب من مجموع الإيرادات التي تصل للبلاد، وفق راضي، والذي لفت إلى أن "الوزارة تعمل على عدة محاور لتأمين حصة العراق تتمثل بملف التفاوض مع دول المنبع بما يتعلق بضمان الحقوق المائية للعراق وتقاسم الضرر معها لاسيما في فترات الشح المائي، إلى جانب تكثيف اللقاءات الفنية مع دول المنبع أو الدول المتشاطئة من أجل تحقيق الأهداف الرئيسية".
وأشار إلى أن العراق لديه "متطلبات رئيسية مهمة كالزراعة وتأمين المياه لمحطات الإسالة وهي تعد من الأوليات الحرجة والضرورية التي لا يمكن التهاون بها كذلك تأمين المياه الخام لكل الاستخدامات الأخرى، حيث إن هذه المتطلبات بمجموعها هي أدوات بيد المفاوض العراقي من أجل ضمان الحقوق المائية واللقاءات والمفاوضات مستمرة بهذا الشأن".
أما في ما يتعلق بالملف الداخلي فالوزارة لديها "خطط خاصة بالإطلاقات المائية للسدود والخزانات وإدارة المياه وتوفير متطلبات مياه الشرب، من أجل المحافظة على الخزين المائي وتأمين الإطلاقات بما يلبي الاحتياجات وحسب الموسم سواء للموسم الزراعي الصيفي والشتوي أو فترات ما بين المواسم التي عادة ما تكون الاستهلاكات أقل".
وأكد أنه "في العام 2019 كانت هناك سنة فيضانية رطبة، إذ بلغ معدل الإيرادات 140 بالمئة من المعدل المتوقع وبالنتيجة أدت الإيرادات المائية إلى ارتفاع مناسيب الخزين بشكل كبير جداً ما أدى إلى تلافي الشح المائي في السنوات الحالية".
ولفت إلى "إعادة الخدمة وتأهيل كثير من مشاريع الري والسدود، فضلاً عن المحطات والسيطرة على منظومة الري"، لافتاً إلى "الحاجة إلى وقفة حقيقية في إعادة تقييم وتأهيل هذه المنشآت والمرافق المهمة وإعادة الدراسة الاستراتيجية وتحديثها بما يتلاءم مع الواقع العام".
ويؤدي الجفاف في العراق إلى تحوُّل مناطق زراعية شاسعة إلى أراضٍ جرداء؛ حيث تُظهر دراسات رسمية أن الصحراء أصبحت تشغل الآن نحو 40 في المائة من مساحة البلاد. كما تعاني الأراضي الزراعية من مشكلة التملُّح؛ خصوصاً في مناطق الجنوب.
وحذرت تقارير من أنه في وقت ترتفع فيه درجات الحرارة في مناطق عدة في العراق إلى 50 درجة مئوية؛ انخفضت مستويات المياه في نهري دجلة والفرات بشكل كبير في الآونة الأخيرة بدرجة تثير مخاوف من جفافهما بالكامل.
ويمثل نهري الفرات ودجلة شريان الحياة للعراق، لكن المشاريع التركية والإيرانية أدت إلى تراجع حصة العراق من النهرين.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن