زاكروس عربية – أربيل
يعاني المجتمع الإيراني من اتساع الهوة بين الطبقتين الغنية والفقيرة مع اضمحلال الوسطى خلال السنوات الأربع الأخيرة، في وقت انشغال قيادة البلاد عن الشعب بدعم الجماعات المسلحة في دول المنطقة بهدف تعزيز نفوذها الإقليمي.
وعلى الرغم من أن الطبقة الوسطى تحافظ على ظروفها الثقافية، لكنها انهارت على المستوى الاقتصادي إلى الطبقات الدنيا، الأمر الذي أدى إلى انتشار حالة من اليأس والاكتئاب والإحباط لهذه الطبقة الاجتماعية.
الطبقة الوسطى هي طبقة اجتماعية وتضم العديد من الأشخاص في وظائف مختلفة والذين هم أكثر تشابهًا مع الطبقة العليا من حيث القيم الثقافية ومن حيث الدخل فهم أكثر تشابهًا مع الطبقة الدنيا.
لقد أدى الركود الاقتصادي وارتفاع التضخم البالغ حاليا أكثر من 42% وتراجع قيمة العملة الوطنية نحو 600% خلال السنوات الأخيرة، إلى الإطاحة بالقوة الشرائية للطبقة الوسطى في إيران وقادتها نحو الطبقة الفقيرة، فضلاً عن أن ذلك أيضاً جعل الطبقة الفقيرة الأكثر فقراً وزاد من الفجوة الطبقية في المجتمع.
الخبير الاقتصادي الإيراني محسن جندقي وهو مسؤول وكالة "بانك مردم" الاقتصادية، يشير في حديث مع "العربي الجديد"، إلى ارتفاع مؤشر البؤس من 25% إلى 45%، وهو أعلى مستوى له، قائلا إن "أغلبية الطبقة الوسطى أصبحت فقيرة".
ويوضح أن الأزمات الاقتصادية أحدثت تغييرات في التركيبة السكانية للطبقة الوسطى، فعلى سبيل المثال أدت ذلك إلى هجرة داخلية في مدينة مثل طهران، حيث الكثير من أبناء هذه الطبقة قد انتقلوا من المناطق العليا أو المناطق المتوسطة بوسط العاصمة إلى المناطق السفلى الأرخص.
ويلفت إلى أن متوسط الرواتب الشهرية عام 2018 كان بين 400 إلى 600 دولار وحتى 700 دولار، لكنه هبط فجأة مع ارتفاع الأسعار إلى مستوى 150 حتى 200 دولار.
في الإطار، يؤكد مركز دراسات الرخاء الاجتماعي التابع لوزارة التعاون والعمل والرخاء الاجتماعي في أحدث بحث له، نشر في 4 أغسطس/ آب 2021، أن أكثر من ثلث أفراد الشعب الإيراني البالغ عددهم 85 مليون نسمة، يعيشون ضمن معدلات الفقر المدقع بعدما زادت نسبة الفقر خلال العام الماضي بنسبة 38%. ويضيف التقرير أن نسبة الفقر سجلت "ارتفاعا كبيراً" خلال عامي 2018 و2019، أي بعد إعادة فرض العقوبات على إيران، لتصل إلى 32%، لافتا إلى أن أكثر من 30 مليونا من الإيرانيين باتوا ضمن نطاق الفقر المدقع.
إلا أنه في الوقت ذاته تبذخ إيران في عطاياها للفصائل الولائية في العراق وسوريا وفلسطين واليمن ولبنان، وتخصص لكل جهة ميزانيات تتناسب مع الدور المناط بكل جهة.
وسبق أن رفض مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية في طهران، أمير موسوي، اطلاق تسمية "الأذرع" على "المتعاونين" مع طهران، مؤكداً أن هؤلاء "قلوب" إيران ولا يمكن التفريط بهم أبداً.
وأضاف موسوي خلال استضافته في برنامج متلفز بث في 11 حزيران الماضي أن "الحلفاء ليسوا بأذرع ولا مخالب بل هؤلاء قلوب ايران في المنطقة وتنبض بصورة متساوية ومتناسقة لسبب واحد وهو افشال المخطط الصهيوأميركي الجهنمي الإرهابي في المنطقة".
كذلك اعترف وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، أن بلاده تدفع أموالاً للميليشيات والجماعات المسلحة في الشرق الأوسط، زاعماً أن دعمها ليس "بالوكالة" بل "مساعدات إنمائية" و"إنفاق لمصلحة السياسة الخارجية"، حسب وصفه.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن