زاكروس عربية – أربيل
كشفت منظمة العفو الدولية، أنه خلال العام الماضي ظل مئات الأشخاص في إيران "رهن الاحتجاز غير العادل"، كما مارست طهران التمييز بحق العرقيات غير الفارسية كالعرب والكورد والترك والتركمان والبلوش، والأقليات الدينية بما في ذلك السنة والبهائيون والمسيحيون ودراويش الغوناباديين واليهود واليارسان.
العفو الدولية انتقدت في تقريرها السنوي حول إيران والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، "القيود التي فرضتها التشريعات الجديدة في مجال الإنجاب، وحرية الدين والمعتقد، وحرية الوصول إلى الإنترنت، وغيرها".
وأشار التقرير إلى "استمرار التعذيب الواسع والمنهجي وغيره من ضروب المعاملة القاسية واللاإنسانية" في سجون إيران، بما في ذلك حرمان السجناء من الرعاية الطبية المناسبة، و"استمرار فرض الجلد وبتر الأطراف وسمل العيون من قبل المسؤولين القضائيين"، إلى جانب استخدامها "على نطاق واسع" عقوبة الإعدام "كوسيلة للقمع".
وأضاف التقرير أنه "في العام الماضي استمر في إيران الإفلات من العقاب على الجرائم ضد الإنسانية، والتي ارتُكبت بشكل منهجي في الماضي والحاضر".
ووفقاً للتقرير "في الوقت الذي تتعمق فيه الأزمة الاقتصادية في إيران بسبب العقوبات والفساد وكورونا، واستمرار الإضرابات النقابية والمظاهرات على نطاق واسع في إيران، ولم يعط المسؤولون الأولوية في الميزانية العامة للأجور المناسبة والإسكان والرعاية الطبية والأمن الغذائي والتعليم".
وسلّط التقرير الضوء على "القمع الشديد لحرية التعبير ومنع تأسيس الجمعيات وتشكيل التجمعات، وممارسة الرقابة المستمرة على وسائل الإعلام، وحجب شبكات التلفزة الفضائية، والقيام باعتقالات تعسفية للأفراد الذين ينشرون مواد على المنصات الاجتماعية بتهم من قبيل "معاداة الثورة" أو "معاداة الإسلام"، ومنع الوصول إلى الإنترنت خلال الاحتجاجات المختلفة في البلاد والمصادقة في البرلمان الإيراني على مشروع لفرض المزيد من الرقابة على الإنترنت".
كما أشار التقرير إلى تهديدات السلطات الإيرانيين لـ"المنشقين السياسيين والصحافيين الذين يعيشون في الخارج واعتقال واستجواب عائلاتهم في داخل إيران، والقيام باختطاف المعارضين السياسيين ونقلهم إلى داخل إيران مما يشكل انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان من قبل النظام في إيران".
كما تطرق إلى التمييز ضد القوميات غير الفارسية، بما في ذلك العرب الأهوازيون، والأتراك الأذربيجانيون، والبلوش، والكورد، والتركمان، وكذلك الأقليات الدينية، بما في ذلك السنة والبهائيون والمسيحيون ودراويش الغوناباديين واليهود واليارسان، وحرمانها من المساواة في الحصول على التعليم والتوظيف والمناصب السياسية، بالإضافة لممارسة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة بحق أبنائها.
ومن الانتهاكات الأخرى لحقوق الإنسان في إيران، أشارت العفو الدولية إلى "التمييز ضد المرأة في القانون وفي الممارسة، وفي مجالات مختلفة مثل الزواج والطلاق والتوظيف والميراث والوصول إلى المناصب السياسية".
هذا ويعد التنوع العرقي أحد أبرز المظاهر التي يتصف بها المجتمع الإيراني حيث تشكل الأقليات العرقية حوالي نصف السكان، بينما تستأثر القومية الفارسية بالنصف الآخر، ويكتنف هذا التنوع تنوع آخر في الدين والمذهب والطائفة، مشكِّلاً ذلك معضلة معقدة تؤرق الأنظمة الحاكمة المتعاقبة على إيران، التي تتعامل مع المطالب الحقوقية لمكوناتها بكافة أشكال العنف.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن