زاكروس عربية – أربيل
أكدت رئيسة قسم الاقتصاد في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، بياتا جافورسيك، أنه سيكون للحرب في أوكرانيا "عواقب وخيمة" على أوروبا الشرقية والعالم لناحية الطاقة، والزراعة، والتضخم، والفقر.
وقالت جافورسيك، في لقاء مع "فرانس برس"، اليوم الأحد (20 آذار 2022)،إن استمرار الصراع في أوكرانيا يعيق التنمية المرتبطة باستقرار البلاد، وبالتالي بالاتفاق الذي سيتم التوصل إليه لحل النزاع، وكذلك بالمساعدات وباستثمارات الدول الأخرى.
وأشارت إلى أن أوكرانيا موقعة لاتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي، وأن ذلك يعني أن لديها إمكانية الوصول إلى السوق الأوروبية "الواسعة"، وأنه يمكن أن يؤدي البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية دوراً في الاستثمار المشترك في القطاع الخاص.
وفي سؤال حول كيفية تأثر الاقتصاد العالمي، أجابت جافورسيك "تطال تداعيات الصراع جميع أنحاء العالم، ولن تكون عواقبه محسوسة هذا العام فحسب، بل تمتد إلى العام المقبل على الأقل".
وتساهم روسيا وأوكرانيا بـ 30 بالمئة من صادرات القمح العالمية. ولم يبع المزارعون الأوكرانيون بعد محصولهم للعام الماضي. تعطلت الشحنات عبر البحر الأسود، والأهم أنّ المزارعين الأوكرانيين لم يزرعوا البذور بعد، بينما روسيا وبيلاروسا منتجان للأمونيا والبوتاس، وهما من مكونات الأسمدة. لذا فإن أسعار الأسمدة آخذة في الارتفاع، ما يؤثر على المزارعين في آسيا والولايات المتحدة، وفق جافورسيك.
وبلغ سعر الغاز مستويات قياسية في أوروبا وأسعار النفط مرتفعة للغاية، ما يجعل الفحم رخيصاً نسبياً، وبالتالي قد تنخفض حوافز وقف استخدامه وسيؤدي كل ذلك إلى تسريع وتيرة التضخم، مع عواقب كبيرة على البلدان الأكثر فقراً، وتداعيات على الفقر والاستقرار السياسي، كما تجبر زيادة معدلات التضخم البنوك المركزية على الاستجابة عن طريق رفع أسعار الفائدة ما يسيء لنمو الاقتصاد العالمي. ومن المحتمل حدوث تباطؤ، بحسب جافورسيك.
كذلك تحدثت جافورسيك عن تأثير العقوبات على روسا قائلةً: هناك بعدان للعقوبات. على الأمد القصير، تنتج عنها تكاليف عبر خسارة التجارة الدولية، وفقدان ثقة المستهلك، وانخفاض قيمة الروبل، كما ستتضرر سمعة روسيا كوجهة استثمارية في حال بات يُنظر إليها بعد انتهاء الصراع على أنها وجهة محفوفة بالمخاطر، وإذا حصلت عمليات تأميم، بحسب تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفي حال استمرت العقوبات على صادرات المنتجات عالية التقنيات، نفقد الوصول إلى المعرفة الآتية من هذه السلع، ما قد يؤثر سلباً على حركة العلماء والطلاب من وإلى روسيا.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن