زاكروس عربية – أربيل
أعلنت السعودية، اليوم السبت (12 آذار 2020)، أنها أعدمت في يوم واحد 81 شخصا دينوا بجرائم مختلفة مرتبطة "بالإرهاب" في إحدى أكثر دول العالم تنفيذا لهذه العقوبة، وهو عدد قياسي ليوم واحد ويتجاوز إجمالي حالات الإعدام التي شملت 69 شخصًا في 2021.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) نقلا عن وزارة الداخلية أن المتهمين منتمون "لتنظيم داعش والقاعدة والحوثي الإرهابية، وتنظيمات إرهابية أخرى معادية للمملكة".
وأوضحت أن المتهمين عملوا على "استهداف دور العبادة وعدد من المقار الحكومية والأماكن الحيوية التي يقوم عليها اقتصاد البلاد والترصد لعدد من المسؤولين والوافدين واستهدافهم والترصد لرجال الأمن وقتلهم والتمثيل ببعضهم، وزرع الألغام وارتكاب عدد من جرائم الخطف والتعذيب والاغتصاب والسطو بالسلاح والقنابل اليدوية، وتهريب الأسلحة والذخائر والقنابل للمملكة".
وقالت إنهم هدفوا إلى "زعزعة الأمن، وزرع الفتن والقلاقل، وإحداث الشغب والفوضى".
وأشارت إلى أن ثمانية متهمين دينوا ب"إطلاق النار على مواطنين في قرية الدالوة في محافظة الأحساء" في شرق البلاد، في حادثة أسفرت عن "مقتل عدد من المواطنين منهم أطفال وقتل رجلي أمن وإصابة آخرين".
وأذاعت قناة الإخبارية الحكومية تقريرا من القرية حيث أعرب الأهالي عن سعادتهم "بإنزال القصاص" بالجناة.
ووصفت الداخلية السعودية المتهمين بأنهم "فئات مجرمة اتبعت خطوات الشيطان، فاعتنقت الفكر الضال والمناهج والمعتقدات المنحرفة الأخرى ... وباعت نفسها ووطنها خدمة لأجندات الأطراف المعادية".
وأكّدت أنّ محكمة الاستئناف والمحكمة العليا أيدتا أحكام الإعدام الصادرة بحقهم، و"صدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعًا".
وأشارت إلى "إنفاذ ما تقرر شرعًا بحقهم هذا اليوم السبت".
وأوضحت أن المتهمين "حوكموا في محاكم سعودية في محاكمات أشرف عليها ما مجموعه 13 قاضياً على 3 مراحل منفصلة من المحاكمة لكل شخص".
وأكّدت أنها "لن تتوانى عن ردع كل من يهدد أمنها وأمن مواطنيها والمقيمين على أراضيها، أو يعطل الحياة العامة".
وتضمنت قائمة المعدمين 73 سعوديا و7 يمنيين وسوريًا واحدًا.
ونفذت السعودية حتى السبت 11 إعداما في عدد من الجرائم غير المرتبطة بالإرهاب، حسب الإعلام الرسمي، ما يرفع عدد الإعدامات المنفذة خلال 2022 إلى 92 إعداما.
- رقم إعدامات قياسي -
وعدد إعدامات السبت هو أكبر رقم معروف لإعدامات نُفذت في يوم واحد في السعودية ويتجاوز إجمالي حالات الإعدام في العام السابق التي شملت 69 شخصا سواء في جرائم مرتبطة بالإرهاب أو جرائم قتل عادية.
وقالت منظمة "ريبريف" المناهضة لأحكام الإعدام السبت على تويتر "الأسبوع الماضي فقط ، قال ولي العهد (محمد بن سلمان) للصحافيين إنه يخطط لتحديث نظام العدالة الجنائية في السعودية، قبل أن يأمر بأكبر عملية إعدام جماعي في تاريخ البلاد".
وتابعت "هناك سجناء رأي سعوديون ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام فيهم وآخرون اعتقلوا وهم أطفال أو اتهموا بارتكاب جرائم غير عنيفة. نخشى على كل واحد منهم بعد هذا العرض الوحشي للإفلات من العقاب".
ولطالما تعرّضت المملكة المحافظة لانتقادات حادة من منظمات حقوق الإنسان بسبب معدلات الإعدام المرتفعة ونظامها القضائي.
وذكرت منظمة العفو الدولية أنّ السعودية أعدمت 184 شخصا في 2019، وهو أكبر عدد في غضون عام واحد في المملكة. وسجلت المملكة 27 حكما بالإعدام في عام 2020، أي بانخفاض قدره 85 بالمئة عن العام الذي سبقه بسبب تعليق أحكام الإعدام عن الجرائم المتعلقة بالمخدرات.
وتأتي هذه الإعدامات غداة إطلاق سراح المدون والناشط الحقوقي السعودي رائف بدوي بعد 10 سنوات في السجن لإدانته بـ"الإساءة للإسلام".
وما زال نحو 50 بلدا فقط يطبق عقوبة الإعدام. وخلال عام 2020، نُفذت 88 بالمئة من إجمالي 483 عملية إعدام موثقة في أربع دول هي إيران (246) ومصر (107) والعراق (45) والسعودية (27)، وفقًا لمنظمة العفو الدولية.
وقامت المملكة بإصلاحات قضائية في العام 2020، من بينها إلغاء عقوبة الإعدام لمن أدينوا بارتكاب جرائم وهم دون سن الثامنة عشرة ووقف أحكام الجلد، وهو ما رحب به المدافعون عن حقوق الإنسان.
وبالفعل، أُفرج بين تشرين الثاني/نوفمبر وشباط/فبراير عن ثلاثة شباب خفّضت أحكام بالإعدام صدرت بحقهم، بعد نحو عشر سنوات أمضوها في السجن لاتهامهم بالمشاركة في احتجاجات ضد الحكومة إبان انتفاضة "الربيع العربي".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن