زاكروس عربية - أربيل
استذكر الرئيس مسعود بارزاني، ذكرى استشهاد السيد محمد الصدر، مشيراً إلى أنه "كان صرخة الحق التي أنارت طريق الحرية".
وقال الرئيس بارزاني في تغريدة على تويتر: "الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس) كان صرخة الحق التي انارت طريق الحرية. المجد لذكراه الخالدة والسلام لروحه الطاهرة".
والسيد محمد صادق الصدر هو المرجعُ الديني آية الله العظمى السيد مُحمّد بن مُحمّد صادق بن محمد مهدي بن إسماعيل الصدر، وُلِدَ في مدينة الكاظمية في 23 آذار العام 1943 وترعرع في أجواء العلم وحفظ القرآن والدراسة الحوزوية في النجف الأشرف، عُرِفَ منذ صغره بتحديه للأنظمة الحاكمة ومقارعتها، خاصة النظام البعثي الصدامي المباد، وتجلى هذا التحدي بإقامته صلاة الجمعة وتصديه بنفسه لإمامتها في مسجد الكوفة، وتعميم إقامتها بمختلف المحافظات، واتخذ من هذه الحركة منبراً للتوعية وكذلك لإشهار سخطه من السياسة المحلية والدولية.
وارتدى السيد الصدر الزي الديني وهو في الحادية عشرة من عمره ودرس النحو على يد والده السيد محمد صادق الصدر ثم على يد السيد طالب الرفاعي وحسن طراد العاملي أحد علماء الدين في لبنان، ومن ثم أكمل بقية المقدمات على يد السيد محمد تقي الحكيم ومحمد تقي الأيرواني، وتخرج في الدورة الأولى من كلية الفقه عام 1964.
شارك السيد الصدر في الانتفاضة الشعبانية عام 1991 ضد النظام الصدامي وسرعان ما تم اعتقاله من قبل عناصر الأمن إذ تعرض إلى أبشع أنواع التعذيب، وفي عام 1993 تصدر للمرجعية الدينية بعد وفاة المرجع الأعلى السيد عبد الأعلى السبزواري، وسعى للحفاظ على الحوزة العلمية في النجف الأشرف فقام بخطوات عديدة أهمها إرسال المبلغين إلى أنحاء العراق كافة لتلبية حاجات المجتمع.
وبسبب دعواته الإصلاحية وجرأته أصبح السيد الصدر مصدر إلهام روحي لأغلب العراقيين لاسيما الشباب، الأمر الذي جعل النظام البعثي يشعر بخطورة السيد الصدر على بقائه، فأقدمت الأجهزة القمعية التابعة لدوائر الأمن باغتياله.
ففي يوم الجمعة الرابع من ذي القعدة الموافق التاسع عشر من شباط عام 1999 تعرض السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر لعملية ملاحقة من قبل سيارة مجهولة بعد خروجه من الصحن الحيدري الشريف باتجاه منزله في منطقة الحنانة برفقة نجليه السيدين الشهيدين مؤمل ومصطفى، فأطلقوا النار على السيارة التي كان يستقلها مع نجليه وسرعان ما اصطدمت العجلة بشجرة قريبة، فترجل المهاجمون من سيارتهم وبدأوا بإطلاق النار بكثافة على السيد الصدر ونجليه فاستشهد السيد مؤمل فوراً، أما السيد محمد محمد صادق الصدر فقد تلقى رصاصات عدة، ولكنه بقي على قيد الحياة، وعند نقله إلى المستشفى تم قتله برصاصة بالرأس من قبل أزلام النظام المباد، أما السيد مصطفى فأصيب بجروح ونقل إلى المستشفى من قبل الأهالي وتوفى هناك متأثراً بجراحه.
وعلى إثر انتشار خبر استشهاد السيد محمد محمد صادق الصدر شهدت مناطق جنوب العراق ومدن عديدة في العاصمة بغداد، غضباً شعبياً عارماً عرف بانتفاضة الصدر 1999 التي قاومها النظام البعثي وأجهزته بالقتل والاعتقالات والمطاردات.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن