زاكروس عربية - أربيل
أكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، اليوم السبت (5 شباط 2022)، أن الخلافات السياسية يجب أن لا تصل إلى الأسس في بناء الدولة، مبيّناً أنه هناك مراهنات من أعداء العراق حول فشل الديمقراطية.
وقال الكاظمي خلال الحفل التأبيني في ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم : إن"واجبنا اليوم جميعاً وضع مصالح الشعب العراقي في الصدارة"، لافتاً إلى أن " العالم ينظر الى التجربة الديمقراطية العراقية بإمعان وهناك مراهنات من أعداء العراق حول فشل الديمقراطية".
وأشار الكاظمي الى أن "الخلافات السياسية يجب أن لا تصل إلى الأسس في بناء الدولة وأن أمام العراق فرصة كبيرة للنهوض بكل المستويات"، مضيفاً أنه "لا يجب أن يستقوي أحد على الشعب".
وتابع أن "الديمقراطية ستكون الطريق الاسلم للتعايش بين المجتمعا”، مطمئنا بأن الخلافات السياسية سوف تتوقف أمام مصالح الوطن العليا".
ولفت رئيس الوزراء إلى أن “الجميع في العراق يمتلك الحكمة والمسؤولية والصبر “، مشيرًا إلى أن لدى العراق فرصة كبيرة للنهوض على كافة المستويات .
وختم الكاظمي أن "هناك رغبة دولية بوضع العراق في مساحات الاستثمار لتنعكس على توفير الخدمات لجميع العراقيين، ومن ثم فعلى الجميع رفض خطابات الكراهية ومواجهة كل من يستخدمها كمعبر عن المصالح الشخصية والسياسية" .
وفيما يلي أبرز ما جاء في كلمة الكاظمي خلال حضوره احتفالية يوم الشهيد العراقي:
نقف اليوم بإجلال وإكبار أمام القيمة العليا التي تمثلها الشهادة، وهي أعلى مراتب التضحية التي تؤسس القيم العليا للأمم والمبادئ الروحية والإنسانية للمجتمعات والدول.
نستذكر في هذا اليوم كلّ شهداء العراق الذين ضحوا بأرواحهم للذود عن الوطن والدفاع عن المستقبل، وعلى وجه الخصوص شهداء الكلمة والموقف من أجل الوطن، من أعلامنا ومراجعنا العظام.
إن هذه الأرض عزيزة وغالية علينا، لهذه الأرض التأريخية العظيمة ترخص الأرواح بلا وجل، وشعبنا ضرب الأمثال لكل الإنسانية بالتضحية والفداء منذ تضحية الإمام الحسين (عليه السلام) ولغاية اليوم.
من أجل مستقبل شعب العراق وسلامته، واجبنا جميعاً كمتصدين للمسؤولية أن نضع مصالح شعبنا في الصدارة، وأن نقدم له ما يستحق على كل المستويات.
إن المبدأ الذي قامت عليه الأمم عبر العصور هو أن لا يستقوي أحد على الشعب، فكلّ مصلحة تهون أمام مصلحة الشعب وكل إرادة شخصية لا قيمة لها أمام إرادة الشعب، وهذا هو ما آمن به الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم وما آمن به الشهيدان الصدران؛ الشهيد محمد باقر الصدر والشهيد محمد محمد صادق الصدر، وكل قادتنا الشجعان رضوان الله عليهم جميعاً.
في هذه اللحظة الخاصة من تأريخنا، يجب أن ننتبه جميعاً إلى أن الخلافات السياسية مهما اشتدت فيجب أن لا تصل إلى خلافات حول أسس بناء الدولة، فجميع قوانا السياسية الوطنية الكريمة تؤمن بمصالح العراق العليا وتدرك أن العالم ينظر إلى تجربة العراق الديمقراطية بإمعان، وإن هناك مراهنات من قبل أعداء العراق على فشل الديمقراطية في إنتاج مجتمع متوائم ومتعايش ومستقر. ونحن نقول إن الديمقراطية كانت وستبقى الطريق الأسلم لتعايش المجتمعات واحترام التنوّع، وإنها الطريق الأوضح لتكريس الأمم في ضمائر الناس.
نواجه تحديات كبيرة وكل دول العالم تواجه تحديات مختلفة وبمستويات مختلفة، ولأن هدفنا جميعاً هو الارتقاء بالعراق الذي يمتلك كل الامكانات ليكون في مصاف الدول الناجحة، فإن التحديات التي تواجهنا كبيرة.
نطمئن شعبنا وكلّ المحبين للعراق ولأهل العراق، بأن أي خلاف سياسي سوف يتوقف أمام مصالح الوطن العليا، وأن الجميع في العراق يمتلك الحكمة والمسؤولية والصبر من أجل المستقبل، وأن الدولة حاضرة بكل مؤسساتها للتأكيد بأن الديمقراطية والقانون والاحترام المتبادل والحوار هي سقوف إدارة الحوار السياسي للعراق اليوم وغداً.
لدى العراق فرصة كبيرة للنهوض على كل المستويات واستعادة دوره الحضاري، وهناك رغبة دولية واضحة بوضع العراق ضمن مساحات الاستثمار الاقتصادي الواعدة التي تنعكس على توفير خدمات للناس في كل مناطق العراق، وكل ذلك سيكون بعزيمة ووعي شعبنا الكريم، وحكمة القيادات السياسية الوطنية المتصدية، وبتمسكنا بالدستور والأسس الديمقراطية وقيم التنوع والتعايش والتكاتف.
في «أسبوع الوئام العالمي بين الأديان» نحتفل بالأخوّة الإنسانية، ونتعلم قيم الإنسانية من الإمام علي (عليه السلام) حينما قال: «النّاس صنْفان إمّا أَخٌ لك في الدِّيْن وإمّا نظير لك في الخَلْق».
العراق محظوظ بتنوعه الكبير من مختلف الأديان والثقافات العريقة التي أثْرت العالم بقيمها وتعاليمها الأخلاقية والإنسانية.
علينا أن نؤسّس لهذه القيم الإنسانية لتكون وسيلة لتعزيز الوئام بين العراقيين وجميع الناس بغض النظر عن ديانتهم ومعتقداتهم ولتعزيز التفاهم المتبادل والانسجام والتعاون والوئام من أجل العراق ومستقبله.
علينا أن نغير خطاب رفض الكراهية خطاباً وسلوكاً، ومواجهة كل من يستخدم الكراهية كمعبر إلى مصالحه الشخصية أو السياسية، لا بدّ لنا من إشاعة المحبة حيث يسود السلام وتشاع الطمأنينة ويأمل المواطن بالمستقبل.
شعب العراق كريم ووفي لمن يكون وفياً للشعب، شعب العراق عزيز وداعم لكل من يخدم الشعب، شعب العراق كبير بإرثه وتأريخه وعمقه الإنساني وسيكون دائماً في صف الوطن.
ت: رفعت حاجي
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن