زاكروس عربية – أربيل
مع استمرار الأزمة السياسية في العراق بعد تعليق المحكمة الاتحادية مؤقتاً عمل هيئة رئاسة مجلس النواب الجديد، والصراع على "الكتلة الأكبر" وبالتالي أحقية تشكيل الحكومة الاتحادية، صعدت الفصائل المسلحة التي تصفها الحكومة بـ "غير المنضبطة" من تصعيدها ضد قوات التحالف والقواعد العسكرية في البلاد.
تعرّض معسكر "زليكان" في محافظة نينوى، الذي يضمّ قوات تركية، لقصف صاروخي، صباح اليوم السبت (15 كانون الثاني 2022)، وذلك بعد ساعات على إحباط هجوم بطائرات مسيرة استهدف قاعدة بلد الجوية في محافظة صلاح الدين .
وقالت مصادر أمنية في نينوى إن صاروخي كاتيوشا سقطا بالقرب من المعسكر، موضحة أن القصف لم يسبّب خسائر بشرية. وأشارت إلى أن المناطق المحيطة بالمعسكر شهدت انتشاراً أمنياً مكثفاً، تحسباً لتعرضه لهجمات جديدة.
سبق أن أصدرت فصائل عراقية مسلحة سلسلة تهديدات ضد تركيا، تتعلق بالعمليات العسكرية التركية ضد مسلحي حزب العمال الذي ينشط في بلدات حدودية عراقية ويتخذها منطلقاً لتنفيذ اعتداءات داخل الأراضي التركية.
في الأثناء، أعلنت خلية الإعلام الأمني ، في وقت سابق من اليوم، إحباط هجوم بطائرات مسيّرة استهدف قاعدة بلد الجوية ، مشيرة إلى أن "ثلاث طائرات مسيّرة" اقتربت من المحيط الجنوبي للقاعدة ، "تمّت مشاهدتها بالعين المجردة من قبل القوة المكلفة حماية الأبراج الخارجية، والتأكد من أنها طائرات معادية، حيث قامت القوة بفتح النار باتجاه هذه الطائرات التي لاذت بالفرار".
وكانت قاعدة بلد تضمّ جناحاً مخصصاً للقوات الأميركية المنضوية ضمن التحالف الدولي التي أعلنت انسحابها من القاعدة منتصف العام الماضي.
هذا التصعيد الذي تتم فصائل ولائية مقربة من إيران بالوقوف خلفها يأتي بعد يومن متواصلين من التصعيد وأيام من تهديد تلك المليشيات باستهداف "المصالح الأميركية".
ويوم أمس الجمعة، تعرض مقر لتحالف تقدم في بغداد لاستهداف بقنبلة يدوية ألقاها "مجهولان" يستقلان دراجة نارية، وغرد النائب عن "تقدم"، ظافر العاني، متهما "الميليشيات" بالوقوف خلف الهجوم ، مؤكداً أن الهجوم "رسائل إرهابية" تضاف إلى سجل الفاعلين،
وكان مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني، في منطقة الكرادة ببغداد، قد تعرّض، صباح أول أمس الخميس، إلى هجوم بقنبلة يدوية تسببت بأضرار مادية فقط.
كما يأتي ذلك في وقت تواصل فيه السلطات العراقية التحقيق في القصف الذي تعرضت له السفارة الأميركية الواقعة في المنطقة الخضراء وسط بغداد، أول من أمس الخميس، بينما اتخذت الحكومة إجراءات لملاحقة مطلقي الصواريخ.
هذا في الوقت الذي كشفت فيه فصائل ولائية عن عزمها التصعيد ضد القوات و "المصالح" الأميركية في العراق، ملوحة بـ "مواجهة مفتوحة" .
وعبّر سعد السعدي، القيادي في فصيل ‹عصائب أهل الحق› المقرب من إيران، أمس الأربعاء ، عن تشكيك ما يسميها "الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة العراقية" بعملية انسحاب قوات التحالف الدولي "القتالية"، معتبراً ذلك "كذبة"، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية "لم تلتزم بقرار سحب قواتها القتالية من العراق ولم تحترم سيادة العراق".
وأضاف في تصريح لـ "العربي الجديد"، أنّ "الهيئة ذاهبة إلى مواجهة مفتوحة على كل المستويات" مع القوات الأميركية و كل مصالح واشنطن وأهدافها داخل الأراضي العراقية، مشيراً إلى أن عمليات التصعيد العسكرية "ستبقى مستمرة في المرحلة المقبلة".
إلا أن "العصائب" حاولت التنصل من المسؤولية عن القصف الأخير للسفارة الأميركية، محاولة إبعاد الشبهة عن نفسها.
قال رئيس حركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، الخميس، إن قصف السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء المحصنة وسط العاصمة بغداد، لم يتم عبر "فصائل المقاومة".
وكتب الخزعلي، في تدوينة له على تويتر، أن "استهداف الخضراء في هذا التوقيت، وبنفس الأسلوب القديم، هو محاولة لخلط الأوراق"، مؤكداً أن "فصائل المقاومة لم تستهدف السفارة الأمريكية حالياً".
هذا ويؤكد مراقبون أن هذه العمليات العسكرية تلقي بظلالها على الساحة السياسية المتشنجة أصلاً، وتعكس تدهور العلاقات السياسية، وقال الباحث بالشأن السياسي ضياء الشريفي، أكد أن هناك جهات تريد خلط الاوراق والإبقاء على الوضع السياسي على ما هو عليه هي المستفيد الأول من حوادث استهداف المنطقة الخضراء ومقرات بعض الأحزاب.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن