زاكروس عربية - أربيل
وافقت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها ضمن تحالف أوبك بلاس، الثلاثاء، على الحفاظ على مسارها في زيادة انتاج النفط بشكل متواضع إذ إن المتحورة أوميكرون سريعة الانتشار لم تؤثر بشكل كبير على الطلب حتى الآن.
قاوم أعضاء أوبك الثلاثة عشر وحلفاؤهم العشرة في تحالف أوبك بلاس الضغوط لزيادة الإنتاج بشكل إضافي رغم أن ارتفاع أسعار الطاقة يفاقم مشكلة التضخم في كل أنحاء العالم.
وخفضت هذه الدول الإنتاج بشكل كبير في عام 2020 فيما أثّر الوباء سلبا على الطلب. والعام الماضي، قررت بدء زيادة الانتاج مجددا بشكل تدريجي مع انتعاش الأسعار، ومع مراجعة الوضع شهريا.
وبعد اجتماع مقتضب عبر الفيديو الثلاثاء، اتفق ممثلو تحالف أوبك بلاس على رفع "المستوى الاجمالي للانتاج بمقدار 400 ألف برميل في اليوم لشهر شباط 2022". وهذا يأتي في سياق ما قامت به المجموعة في الأشهر الماضية.
وكانت المجموعة وافقت على زيادة أخرى في اجتماعها في كانون الأول رغم ظهور المتحورة أوميكرون، ما تسبب في انخفاض الأسعار بسبب اضطراب الأسواق بشأن تأثيرها المحتمل على الاقتصاد العالمي.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي المكلف بشؤون الطاقة الكسندر نوفاك لتلفزيون "روسيا 24"، بما أن الطلب لم يتأثر كثيراً بانتشار المتحورة أوميكرون "علينا أن نحترم الواجبات التي تعهدت أوبك بلاس تحقيقها في إطار زيادة الانتاج".
وقالت المحللة كارولين باين من "كابيتل إيكونوميكس"، "كان القرار متوقعاً جداً وأسعار النفط بالكاد تفاعلت مع الاعلان".
وارتفع سعر نفط برنت 0,79 % إلى 79,60 دولارا في حركة محدودة لكنها تبقي النفط عند مستويات مرتفعة مدعومة بتوقعات متفائلة للمنظمة على صعيد الطلب.
- تأثير محدود -
وتظهر مؤشرات عدة أن الدول الأعضاء ليست قادرة جميعها على زيادة انتاجها حتى لو كان الهدف متدنيا نسبيا.
وقال بيارن شيلدروب المحلل البارز في مجموعة "سيب" المالية السويدية "يجب أن نتذكر أن عتبة الانتاج المسموح بها ليست الزيادة الفعلية".
في كانون الأول اعتمدت الدول المنتجة الهدف نفسه لكانون الثاني رغم القلق من انتشار أوميكرون الذي أدى إلى تراجع الأسعار، واعدين فقط بمراقبة السوق عن كثب.
وكان رهانا صائبا للكارتل إذ استجاب لمخاوف واشنطن بشأن الأسعار في محطات الوقود ما استدعى شكرا من البيت الأبيض...مع أن اسعار النفط الخام عادت لترتفع ما ساهم في تفاقم التضخم في العالم.
وكان محللون عدة يتوقعون استمرار ارتفاع أسعار النفط في 2022 بأنتشار أوميكرون من عدمه.
وقال محللو أوبك للتحالف الاثنين إن تأثير أوميكرون سيكون معتدلا على الطلب.
- عودة الوضع إلى طبيعته -
وتقترب أوبك بلاس تدريجاً من مستويات ما قبل الجائحة.
وأوضح نوفاك أن الزيادة المعلنة "تعني أنه بحلول شباط سنصل إلى مستوى 85 % تقريبا من الانتاج" أي "1,7 مليون برميل في اليوم من أصل مليونين" تعمدت المنظمة عدم استخراجها منذ بدء الجائحة.
إلا ان ثمة امرا لا يزال غامضا خلال العام 2022 ويتعلق بإيران المنتج الكبير والتي تحد العقوبات الأميركية من صادراتها.
وتجري محادثات في فيينا بهدف إحياء الاتفاق الذي حد من النشاطات النووية الإيرانية في مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على إيران.
ويضغط المفاوضون من أجل الانتهاء من المحادثات لإعادة الاتفاق التاريخي الذي أبرم في العام 2015 إلى مساره الصحيح بعدما توقف العمل بموجبه إثر انسحاب الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترمب منه في العام 2018.
وحذّر شيلدروب من أن "فشل المفاوضات سيؤدي إلى فرض عقوبات جديدة وإلى زيادة التوتر في الشرق الأوسط والخليج"، ما قد يؤدي إلى زيادة أكبر في الأسعار.
واختارت أوبك الاثنين الكويتي هيثم الغيص أمينا عاما للمنظمة خلفا للنيجيري محمد باركيندو الذي تنتهي ولايته الثانية في تموز.
ويتولى باركيندو هذا المنصب منذ 2016 وقد استعادت أوبك تحت إدرته مكانتها كزعيمة لسوق النفط الخام بفضل تحالف أوبك بلاس.
وقد شدد الاثنين على ضرورة "الحفاظ على درجة عالية من المرونة والقدرة على التكيف مع الوضع المتغير باستمرار".
ويتولى الغيص الذي كان محافظ الكويت لدى "أوبك" من العام 2017 حتى حزيران/يونيو 2021، منصب نائب مدير عام مؤسسة البترول الكويتية، وسيتولى منصبه لمدة ثلاث سنوات اعتبارا من 1 آب.
وتعقد أوبك بلاس اجتماعها المقبل في الثاني من شباط.
المصدر: أ ف ب
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن