زاكروس عربية - أربيل
أجرى الرئيس الأميركي، جو بايدن، مساء الخميس (31 كانون الأول 2021)، مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين هي الثانية في غضون ثلاثة أسابيع تناولت تحديدا الملف الأوكراني. وخلال المحادثة التي استمرت 50 دقيقة، تبادل الرئيسان التهديدات والتحذيرات حول أي خطوات إضافية ردا على استمرار الأزمة، إلا أنهما أكدا على دعمهما للمسار الدبلوماسي لتجاوز الخلافات، مع اقتراب موعد محادثات جنيف الروسية-الأميركية في 10 يناير/كانون الثاني.
خلال الاتصال الهاتفي، حذر الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين من رد قوي للولايات المتحدة على أي غزو لأوكرانيا، فيما اعتبر الزعيم الروسي أن فرض عقوبات ضد موسكو سيكون "خطأ جسيما".
لكن وإثر مكالمة هاتفية بينهما استمرت 50 دقيقة هي الثانية في غضون ثلاثة أسابيع، أشار الرئيسان إلى دعمهما للمسار الدبلوماسي لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا المدعومة من الغرب.
وفي السياق، قال يوري أوشاكوف مستشار بوتين للسياسة الخارجية خلال مؤتمر صحافي "افتراضي" إن بوتين كان "مرتاحا" بشكل عام للاتصال، وصرح مسؤول أميركي رفيع بأن النبرة كانت "جدية وموضوعية". كما لم يكن هناك لجوء من قبل الطرفين لإخفاء عمق الخلاف أو المخاطر الكبيرة التي تخيم على أطراف أوروبا الشرقية، مع اقتراب موعد المحادثات الروسية-الأميركية في 10 يناير/كانون الثاني في جنيف.
بدورها قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في بيان إن بايدن أوضح للرئيس الروسي "أن الولايات المتحدة مع حلفائها وشركائها سترد بشكل حاسم في حال قيام روسيا بغزو إضافي لأوكرانيا". مضيفة "أكد الرئيس بايدن أن التقدم الجوهري في هذه المباحثات لا يمكن أن يحدث إلا في بيئة من خفض التصعيد وليس التصعيد".
في المقابل، يرى الكرملين أن أمن روسيا يقتضي منع أي توسيع لحلف الناتو شرقا ووضع حد للنشاطات العسكرية الغربية في محيط روسيا، وهي منطقة تعتبرها موسكو دائرة نفوذ لها. وذكر أوشاكوف بأن بايدن تطرق إلى إمكان فرض عقوبات كبيرة على موسكو في حال استمر تصاعد التوتر بشأن أوكرانيا، قائلا "هذا سيكون خطا جسيما قد يؤدي إلى نتائج خطيرة، إن لم تكن الأخطر. نأمل ألا يحدث ذلك". مؤكدا أن روسيا تتطلع إلى "نتائج" ملموسة في محادثات يناير/كانون الثاني في جنيف، فيما طالب البيت الأبيض أيضا بأفعال و"خفض التصعيد" من قبل روسيا عند الحدود الأوكرانية.
وتتهم واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون روسيا بالتهديد بغزو أوكرانيا التي يرابض على حدودها نحو 100 ألف جندي روسي. لكن روسيا تفند أن تكون تهدد أوكرانيا رغم أنها اجتاحتها في 2014 وضمت شبه جزيرة القرم، وتؤكد أنها تريد أن تحمي نفسها من عداء الغربيين الذين يدعمون كييف ولا سيما في نزاعها مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد.
وفي بيان أعقب المكالمة، قال الكرملين إن بايدن أبلغ بوتين بأنه لن يتم نشر أسلحة هجومية أمريكية في أوكرانيا، لكن البيت الأبيض أكد أن بايدن أعاد فقط التأكيد على السياسة الحالية. وقال مسؤول أمريكي إن "بايدن أوضح أن الولايات المتحدة تواصل تقديم مساعدات أمنية دفاعية لأوكرانيا ولن تقدم أسلحة هجومية. لم يكن هذا التزاما جديدا".
وكرر المسؤولون الأميركيون تحذيراتهم من عقوبات اقتصادية قاسية ضد موسكو تدعمها عواصم دول الاتحاد الأوروبي إذا هاجمت أوكرانيا. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن بايدن قام بوضع مسارين، مضيفا "أحدهما هو مسار الدبلوماسية (...) والمسار الآخر يرتكز أكثر على الردع بما يشمل من تكاليف باهظة".
والأربعاء، أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وكتب الأخير على تويتر إثرها "تلقيت تأكيدات حول دعم الولايات المتحدة الكامل لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي". كما بحث بلينكن مع نظرائه الأوروبيين "التنسيق لردع أي عدوان روسي آخر على أوكرانيا" وأكد "التوافق" بينهم على "فرض عواقب هائلة وكلفة باهظة على روسيا" إذا شنت هجوما على أوكرانيا.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن