Erbil 9°C السبت 14 كانون الأول 12:17

الشباب العراقي يحمل الكاميرات ليروي قصص الموصل من خلال السينما

في مدينة عانت لسنوات من عنف تنظيم داعش

زاكروس عربية – أربيل

بين أنقاض مدينة الموصل القديمة، يطلق الطالب الذي اكتشف للتو شغفه بالسينما صرخة انطلاق التصوير، فيما تخرج الممثلة بثوب زفاف من بين الحطام في مدينة عانت لسنوات من عنف تنظيم داعش.

فقد افتُتح في المدينة قسمٌ لتعليم السينما بالتعاون بين مسرح بلجيكي ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ومعهد الفنون الجميلة في الموصل.

ومن خلال دراسة منهج يستغرق أربعة أشهر، قام الطلاب الـ19 للمرة الأولى، بكتابة وإخراج تسعة أفلام قصيرة، بإشراف معلمين جاؤوا من بلجيكا وألمانيا.

ويقول ميلو رو، المخرج في مسرح "أن تي غنت" البلجيكي، لـفرانس برس، إن "الفكرة كانت تعليمهم كيفية كتابة سيناريو والتمثيل في فيلم، وتنفيذ المونتاج".

بكاميرات على أكتافهم ومعدات صوت في أيديهم، جال هؤلاء الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم العشرين عاماً، شوارع مدينتهم ليرووا المآسي التي حلّت بها ويتحدّثوا عن المشاكل التي يعاني منها مجتمعهم.

قبل أن يبدأ التصوير، يعمل محمد فواز البالغ من العمر 20 عاماً، على ترتيب زاوية كاميرته، فيما يراجع الإعدادات مع أستاذه دانييل دوموستييه.

يطمح محمد الذي يدرس المسرح إلى أن يصبح ممثلاً. وها هو يستكشف للمرة الأولى، كواليس الفن السابع.

ويقول لفرانس برس "أحب السينما منذ وقت طويل"، مضيفاً أن من أفلامه المفضّلة سلسلة أفلام "مارفل" عن الأبطال الخارقين، وكذلك سلسلة أفلام "السرعة والغضب" (فاست أند فوريوس).

يروي محمد أن دخوله إلى معهد الفنون الجميلة بعد هزيمة التنظيم في العام 2017، كان أشبه "بالانتقال من زمن إلى آخر، من العصر الحجري إلى العصر الحديث".

ويضيف أنه مع بعض أصدقائه، ينوون تأسيس مجموعة سينمائية "لنعدّ أعمالاً خاصة بنا، عن الموصل وعن الحرب".

ويقول "نحن نعيش في الموصل ونعرف الأحداث التي جرت والمأساة. نريد أن ننقلها إلى العالم من خلال التصوير والسينما".

تمارا جمال البالغة من العمر 19 عاماً تقول إن "هذه تجربتي الأولى بالسينما. أخذت دروساً في الكاميرا والتصوير والإخراج والكتابة والسيناريو. كل شيء كان جديداً".

وتروي تمارا في فيلمها القصير قصة فتاة تعاني من كوابيس يعنّف والدها والدتها.

وتقول الممثلة والمخرجة العراقية الألمانية، سوزانا عبد المجيد، التي تتحدر عائلتها من الموصل إن "غالبية الطلاب يروون قصصاً يكون فيها للأطفال الدور الرئيسي"، معظمها تتناول العنف الأسري والزواج المبكر والتشرّد.

وتضيف "توجد رغبة ما بالعودة إلى الطفولة، إلى زمن البراءة".

في كانون الثاني، سيبدأ الطلاب بتنفيذ مونتاج أفلامهم. وستعرض بعد ذلك هذه الأعمال في الموصل، قبل عرضها بمهرجانات في أوروبا، كما يشرح المخرج ميلو رو.

وكانت أول تجربة له في العراق عبر مسرحية "أوريستيس في الموصل"، المقتبسة عن تراجيديا اسخيلوس الإغريقية، والتي عُرضت في العام 2019 في المدينة بمشاركة طلاب مسرحيين محليين.

يكمن الهدف الآن بتأمين التمويل اللازم لضمان استمرارية قسم السينما. ويشرح رو بأن الخطوة التالية في الأعوام المقبلة هي "التأسيس مع شركاء، لمهرجان سينما صغير في الموصل".

المصدر : فرانس برس

سينما

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.